إذا وزير المالية بعقلية سمك فكيف الأمر بباقي عقول أقرانه المقعّرة ؟! ..

إذا وزير المالية بعقلية سمك فكيف الأمر بباقي عقول أقرانه المقعّرة ؟! ..

بقلم مهدي قاسم

أعتذر مقدما لاستخدامي مفردات ” خشنة ” بعض الشيء بين هذه السطور ، ولكنني لم أجد مفردة مقاربة أو مناسبة لوصف طبيعة التفكير الضيق والمقعّر لوزير مالية العراق بسبب اعتقاده الكارثي و الذي ما معناه وفحواه التالي :
ــ أن الإجراءات الاقتصادية الأخيرة ــ ومن ضمنها إجراء تعويم سعر الدولار ـــ سوف لن تؤثر على المواطنين الذين لا يمتلكون سيارة ؟!!..

تصوروا وتخيلوا هذه العقلية العبقرية الفذة والمتوهجة لوزير المالية العراقي .!! .
فكيف الأمر لباقي الوزراء العباقرة الأفذاذ من المؤمنين الأبرار ؟..

إذ أنه أولا وقبل أي شيء آخر، من المعروف في عالم الاقتصاد والمال : أن عملية تعويم العملة المحلية وتخفيض قيمتها الشرائية ستؤثر تأثيرا مباشرا وشاملا على جميع وسائل ووسائط النقل سواء منها النقل البشري والحيواني أو شحن البضائع والسلع والأشياء الأخرى ذات صلة بالتبادل التجاري في الأسواق المحلية والعالمية على حد سواء فضلا عن حركة السوق بشكل العام ، وذلك انطلاقا من مفهوم بسيط إلا وهو أن حدوث أي انخفاض في سعر العملة المحلية سيؤدي تلقائيا إلى ارتفاع سعر العملة الأجنبية المعنية مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار ، وهو الأمر الذي يعني أنه سيشتري المواطن العراقي ـــ بعد تعويم سعر الدينار ــ السلع والبضائع والمنتجات الزراعية بسعر أعلى وأغلى بكثير مما من قبل التعويم ، وبغض النظر عن كونه يمتلك سيارة أم لا ..
و الطامة الكبرى هنا أصلا وأساسا تتجسد في كون لصوص المنطقة الخضراء ـــ طبعا بشكل متعمد و تخريبي خبيث يضاهي الخيانة الوطنية ــ قد عطّلوا ودمروا قطّاعي الصناعة والزراعة اللذين كانا يقومان بتوفير أهم السلع والمنتجات الضرورية في العراق في عهد النظام السابق ، لقد فعلوا ذلك العمل الإجرامي بغية تدمير اقتصاديات العراق حتى يجبروا العراق على التوجه نحو دول الجوار لشراء السلع والمنتجات الزراعية وغيرها ، طبعا بالعملة الصعبة *..
إذن فأن العراق قد أصبح مجبرا ـــ بعد تعطيل قطّاعي الزراعة والصناعة ـــ على أن يشتري أبسط الحاجات الزراعية وكذلك منتجات الألبان وغيرها من دول الجوار، وخاصة من إيران وتركيا في الدرجة الأولى و بالعملة الصعبة وتحديدا بالدولار ..
وهو الأمر الذي يعني بكل وضوح تأثير عملية تعويم سعر الدينار على جيب ” المواطن العراقي ” من ذوي الدخل المحدود حتى لو لم يمتلك سيارة ، وعلى عكس تماما من تصور واعتقاد وزير المالية المضحك ، لكونه سيكون مضطرا لشراء حاجاته الضرورية واليومية ـــ والتي لا غنى عنها إطلاقا في حياته اليومية ـــ من هذه السلع والمنتجات المستوردة ــ أغلبها ــ من دول الجوار ،وبأسعار مرتفعة بعد عملية تعويم سعر الدينار…
هامش ذات صلة :
(العراق يسدد ديون إيران بمحصول الشعير

قالت وزارة الزراعة، أمس الاثنين، إن العراق يسدد جزءاً من ديونه لإيران من خلال تصديره الشعير لها ــ نقلا عن صحيفة صوت العراق ) ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here