إذا لم تكن فاعلاً للخير فكن ناقلاً له

إذا لم تكن فاعلاً للخير فكن ناقلاً له

كان في منطقة شعبية ثلاث اصدقاء (يسير ، مانع ،لاهي) يمشون مع بعض ويقضون الكثير من الوقت مع بعضهم البعض ، وكان في منطقتهم صاحب دكان أسمه خير الله يحب فعل الخير وكان يتسوق منه كلا من يسير ومانع وأما لا هي فلا يتسوق الى أهله ولا يساعدهم في أي عمل ، وكلما يذهب يسير ومانع الى ذلك الدكان للتسوق لأهلهم كان صاحب الدكان يعطي كل منهما بعض الحلويات فكان يسير يأخذها ويتشكر منه وأما مانع فكان يمتنع عن أخذها ، وفي طريق عودتهما كان يسير يسأل مانع ويقول له لماذا لا تأخذ الحلويات من حجي خير الله فيخبره مانع بأنه لا يحبها فلماذا يأخذها فيقول له يسير لا تمنع الخير إذا أنت لا تحبها خذها وأعطها لغيرك ممن يحتاج لها أو يحبها ، فأنا أكثر الأحيان أخذها وأعطيها الى أي فقير أراه في طريقي ، ولكن مانع لم يتقبل وجهة نظر يسير لأنه لا يريد أن يتعب نفسه بأخذها وتفتيش على من يحتاج لها ويعطيها له ، واستمرا على هذه الحال يسير لا يمنع أي فعل خير بل يسهل في نقله الى الآخرين ولكن مانع كان يحب ان يبتعد عن أي فعل إن كان خيراً او شرا ، وأما صديقهما لاهي كان يحب قضاء وقته في المتعة والضحك وفعل الموبقات ولا يكترث كثيراً لفعل الخير وفي نفس الوقت كان يرغب كثيراً في جلب أصدقاءه ومعارفه الى هذه الأماكن من أجل التسلي والضحك بل يحاول نشر الحكايات المضحكة حتى وأن كانت تحتوي على المحرمات تحت عنوان نقضي الوقت من أجل التسلي والضحك من هو ابو باجر(غداً) ، في يوم من الأيام سافرة هؤلاء الأصدقاء الى شلال قريب على مدينتهم للنزهة والمتعة وقضاء الوقت الطيب وفي الطريق اصطدمت سيارتهم بسيارة أخرى فمات الأصدقاء جميعهم (يسير ومانع ولاهي) ، وبعد وفاتهم بأيام رأى أبو يسير مناماً بابنه يسير وأصدقاءه ، فشاهد يسير يعيش حياة سعيدة وحوله الجنان المملوءة بالأشجار التي تحمل ما لذ وطاب من الثمار وبينها تسير الأنهار بمائها العذب الصافي وهو سعيد غاية السعادة ، وأما مانع فيعيش بأرض مكفهرة ليس فيها خضار وفيها بئر ماءه غير عذب وهو لم يكن سعيداً بل يعض على أصبع الندامة ويؤنب نفسه كثيراً ويقول لماذا لم أسمع كلام يسير ، وأما لاهي فكان يعذب بالنيران ويصرخ ويطلب الغوث من أصدقاءه ولكن لا يسمعه أحد ، فسأل أبو يسير أبنه يسير من أين أتى لك كل هذه الجنان والسعادة فقال من فعل الخير وكنت إذا لم أستطيع فعل الخير فأنني أساعد على نشره وكلما يفعله احدهم بسببي في الدنيا فسوف أحصل على الحسنات هنا ، وما بال مانع في هذه الأرض المكفهرة فقال يسير لوالده كان لا يحب الخير ولا يساعد على نشره لهذا السبب لم يحصل على أي حسنات ولا تأتيه الحسنات فلهذا فهو نادم أشد الندم لأنه لم يسمع كلامي ونصيحتي له في الدنيا ، وما بال لاهي في هذه النيران والعذاب ، فقال يسير لوالده كان يقضي أكثر وقته مع اصدقاء السوء والمتعة والضحك فهو يعمل الشر ويساعد على نشره وكلما عمل أحدهم في الدنيا الشر او المحرم الذي ساعد على نشره لاهي فأن السيئات سوف تأتي اليه ويشتد عليه العذاب أكثر وأكثر ، فهنا أستيقظ والد يسير مرعوباً بالرغم من الفرح الذي يكنه في صدره بسبب وضع أبنه المفرح وتذكر كلام الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه العزيز ( وافعلوا الخير لعلكم تفلحون) وحديث المعصوم عليه السلام ( من أستن بسنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيء ومن أستن بسنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها من غير أن ينقص من أوزارهم شيء) ، وبدأ يحدث الأهل والأصدقاء والأقارب والمعارف بما رأى وينصحهم بفعل الخير فأن لم يستطيعوا على فعله فعليهم بنشره أي أقضوا الحوائج وعلموا الناس على طريق الهدى من قراءة قران ودعاء وصلاة وأخلاق طيبة أي أنشروا كل خير عبر وسائل التواصل الإجتماعي من وعظ ودعاء وقصص المعصومين وصلوات وأخلاق طيبة فسوف تفوزون بالجنان والسعادة كيسير أبني وابتعدوا ان تفعلوا الشر والمساعدة في نشره أي لا تنشروا المقاطع التي تحتوي على القصص والحكايات التي تحتوي على المحرمات من رقص وغناء وتسقيط الناس وغيرها من الرذائل من أجل الضحك والمتعة وأن فعلتموها فستكون النيران مثواكم كلاهي وأما إذا كان وجودكم كعدمه فنتيجتكم كمانع يعض أصبع الندامة على عدم فعله للخير والمساعدة في نشره .

خضير العواد

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here