تظاهرات الناصرية .. مستقبل وطن

تظاهرات الناصرية .. مستقبل وطن
أحمد فاضل المعموري

التظاهرات في المدن العراقية، هي مرحلة استعادة الثقة بالمستقبل العراقي، بعد تراجع دور الدولة في حكم الاسلام السياسي ، كان ولا يزال شاهد على فساد المنظومة السياسية التي خلفها الاحتلال الامريكي والتدخل الاقليمي على تبعات الوضع الأمني والسياسي والاقتصادي ، ولكن أرادة الشباب الذي يستمد قوته حقه الوجودي وامتداده لحضاري لسومر وأكد وبابل وأشور وهم مهد التاريخ الرافديني الاصيل ، الناصرية مدينة الماضي ومدينة الحاضر و المستقبل، تكبر حتى ييأس شيطان الظلم والفساد، والتظاهرات التي رسمت طريق المستقبل والحرية بالدم وقذائف الدخان المسيل للدموع، وهي تلتصق بجماجم شباب الانتفاضة، المضحين بأرواحهم السخية لهذه الأرض الطيبة التي امتزجت دمائهم الطاهرة بالصلصال السومري لصنع تاريخ يليق بهذه الارض والانسان الاصيل، لتحرره من هيمنة الاستبداد والتخلف والكذب المغطى بغطاء نفاق رجال الظلالة والظلام والتبعية والفساد .
أن الغدر والوحشية والتعصب، التي مارستها سلطات البطش السياسي، وهي تقتل المحتجين السلمين، متوهمة أنها تستطيع أن تقتل روح الآمل لدى شباب تشرين ، وهو يعيش لحظات التاريخ وعمرها سبعة الاف عام، وهي تعطي كل شيئ ولا تأخذ غير الدم ، ولا تعطي غير الحزن، أن الذي يطالب بالعدل والحرية ، يقتل بدم متعصب وجاهل وحاقد، لا أحد يثق بالعملية السياسية، التي رسمها الفاسدون وخونة تشرين وخونة الأرض في دولة لا دولة ولا عدالة ولا حرية وهم خارج حقوق الانسان .
أن تكلفة التضحيات كبيرة ومرهقة للشعب الصابر والمغيب، لحقه الكامل في الحياة التي يريدها، والدماء التي سقطت تروي تاريخ من الاضطهاد والخذلان، وضحايا تسقط وحقوق تنتهك وشهداء تسقط وجرحى ينزفون، هذه المظالم لا تسترجع الا بتحقيق العدالة الجنائية المغيبة أولاً، وتحقيق سيادة القانون ثانياً. ثنائية الحياة والموت، قائمة في بلادي على تناقض الشخصية العراقية المرتبكة وغير قائمة على التجانس الواضح بين الحق والباطل وبين الكفر والايمان وبين الظلم والعدل .
أن دور القوات الأمنية العراقية كان ولا يزال موضوع متشكك به لانهم مكلفون بحفظ الامن للنظام السياسي وليس حفظ الامن المجتمعي السلمي والاهلي، الذين هم اقسموا عليه بالتضحية والفداء من اجل هذا الشعب العريق، وحفظ هذا الحق الاصيل، وهي وصمة عار أبدية بتاريخ الاوطان والشعوب الحية .
كل محاولات تشويه التظاهرات والقتل والاغتيال والتغيب جاءت بمحاولات فاشلة من اجل طمس الحقيقة والحيلولة دون، أن يعلو صوت الحق. كل اللجان التحقيقية التي شكلتها الحكومات السابقة في جرائم الاغتيال والقتل والتغيب والتعذيب، لم تنهي تظاهرات تشرين ،لأنها انتصار الارادة، رغم الدماء التي سالت وهي شهادة للتاريخ ، لآنه أبن الارض وأبن أور وبابل والهور، حتمية الانتصار حدده الدم النازف على أرض الحقيقة والحضارة .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here