دولة قيقو العميقة !

دولة قيقو العميقة !

بقلم مهدي قاسم

وفقا للأخبار الواردة وكذلك مشاهد فيديو حية ومباشرة ، عاشت بغداد يوما عصيبا ومتوترا بعدما أصبحت على حافة تصادم دموي بين ميليشيا عصائب الحق والقوات الأمنية ، على أثر استعراض ” عضلات ” ميليشياوية من قبل عصائب الحق في شوارع بغداد في أعقاب اعتقال أحد قياديها واسمه حسام الازيرجاوي بشبهة إطلاق الصواريخ على مقر السفارة الأمريكية وكذلك على بعض المناطق الآهلة بالسكان الآمنين ..

ويُقال أنه لو لا تدخل رئيس الحشد الشعبي فالح الفياض و مستشار الأمن الوطني قاسم الاعرجي لإقناع قيس الخزعلي بسحب قواته الميليشاوية من الشارع لجرت معارك حامية الوطيس بين تلك المليشيا والقوات الأمنية ، بينما من جانبه عبر مصطفى الكاظمي عن استعداده للمواجهة الحاسمة إذا اقتضت الضرورة الحتمية..

هذا دون أن نذكر صولات وجولات القبعات الزرق وسرايا السلام تحت قيادة القائد الأوحد والضرورة مقتدى الصدر !! ، الذي يهدد هو الآخر كل يوم بالتدخل لحسم الأمور لصالحه فيردعليه قيس الخزعلي بأن بعضا ــ يقصد مقتدى الصدر ولكن دون أن يسميه ــ يريد أن يكسب رضا وثقة الأمريكيين حتى يشكّل الحكومة العراقية القادمة..

وقبل هذا كانت قوات حزب الله وحبايب الله وربع الله ، وكل من هب ودب من جماعات الله تستعرض قواتها وتصول وتجول وتطلق الصواريخ على كيفها ومزاجها وتفجر هنا وهناك لبث أجواء الخوف والهلع ، بدافع المنافسة وبسط الهيمنة على النوادي الليلية وأوكار الدعارة و بيع المخدرات والكحول ، على غرار فيلم العراب ..

طبعا كل هذا يجري تحت شعار أو لافتة ” حماية المذهب من الفاسدين و العملاء والجوكرية” ؟!!..

فضلا عن لافتة ” هيهات منا الذلة ”

وكأنما يوجد أكثر قهرا وفظاعة من هذه الذلة أو المذلة التي يعيشها الشيعي العراقي المغلوب على أمره في وسط مئات من جماعات وحبايب الله البلطجية وعصابات لصوص حزبية لا تعد ولا تحصى ..

عموما يمكن القول إن كل هذه المجموعات الكثيرة من مليشيات مسلحة منفلتة على هواها قد حولت العراق إلى دولة قيقو العميقة و إلى درجة لم تعد تصلح حتى للعيش السيء والرديء !..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here