العلم والعمل مع الاستعانة بالله كفيل بالانتصار العربي

مهما كانت اتجاهاتنا السياسية ليبرالية او اشتراكية او قومية او اسلامية فاننا على خير طالما اصبحنا واضحينا وامسينا وبتنا مستقلين احرار نحب وطننا ونمارس العدالة حتى مع اعدائنا ونتحرى الصدق والوفاء في القول والعمل ونبحث عن العلم ونحارب الظلم والفساد. فلا فرق بين عربي واعجمي ولا بين ابيض واسود ولا بين ذكر وانثى الا بالكفاءة والاخلاص في العمل. رغم التزام هذه القيم النبيلة نرى بان بلداننا العربية لا سيما العراق يسير الى مزيد من التخلف والانتكاسات على جميع الصعد منذ اكثر من قرن من الزمان.
ان سبب فشلنا في نهضة بلداننا لاننا بكل بساطة لم نضع في الحسبان المشيئة والعون والرعاية الإلهية. اننا نجافي الحقيقة لو اتكلنا على قوتنا القاصرة المتواضعة امام قوى الشر العسكرية والاقتصادية وهيمنتهم على الدول العربية دون الاعتماد والاتكال على رب العالمين. ان انتصار ثورة الجزائر وجهاد عمر المختار ونجاح حركات التحرر في بداية القرن كان مردها التزام اولئك القادة بان النصر من عند الله وينبغي الاستعانة به. لان الحقيقة التي لا يرقى اليها الشك هو ان العامل الاساسي لمسيرة حياتنا تعتمد شئنا ام ابينا على مشيئة الله النافذة.
هذا لا تعني ان نصبح متواكلين ونعطل حركةً الحياة فنترك العمل بالاسباب الذي امرنا الله باتباعه. فمثلما رأينا بان الاعتماد على انفسنا لم يحقق شيء فالاعتماد على الله دون العمل بالاسباب لن يحقق لنا اي شيء ايضا. لذا ليس هناك الا طريق واحد لتحقيق النصر وهو العمل والجهاد والنضال بصبر واناة وتقدير للامور بجدية وحذاقة مع نية خالصة بان النصر من عند الله العزيز الحكيم.
ان ترك هذا المسلك المنجي يحتم انتظار مفاجآت غير سارة وعسيرة من قبل قوى الشر والظلم التي ستتمادى في طغيانها. هذا من ناحية ومن ناحية اخرى فان سنن الله في خلقه تقدر الامور وفق علم تام بما حدث ويحدث وسيحدث وان الله يمهل ولا يهمل. فقد قال تعالى “يايها الذين امنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف ياتي الله بقوم يحبهم ويحبونه اذلة على المؤمنين اعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم”. اي ان سنة الاستبدال يفرضها الله على عباده اذا تخلوا عن الاستعانة به “ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم”. سيضرب الله الظالمين بالظالمين ولا يبالى بالساكتين المتخاذلين رغم ايمانهم وتقواهم. ثم ينجي وينصر الاجيال الشجاعة المؤتلفة على عمل الخير والصلاح الامرة بالمعروف والناهية عن المنكر. اما الساكتين فقد يشملهم العذاب رغم تقواهم لانهم اهملوا ركن اسلامي اساسي لمقارعة ومحاربة الظلمة. “واذ قالت امة منهم لم تعضون قوما الله مهلكهم او معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة الى ربكم ولعلهم يتقون. فلما نسوا ما ذكروا به انجينا الذين ينهون عن السوء واخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون”. وقال رسول الله في محاربة الظلم خير الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر. وقال ايضا الساكت عن الحق شيطان اخرس وان صام وصلى وحج وزكى.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here