ضاعت الأمة عندما تركت التمسك بالثقلين

ضاعت الأمة عندما تركت التمسك بالثقلين

فدك لم تكن مجرد أرض زراعية خصبة مملوءة بأشجار النخيل بل كانت أحدى الأدوات التي من خلالها كُشفت كل الحقائق للأمة ، وأصبحت هذه الأرض كالشعلة التي ترشد التائهين الى بوابة طريق الحق ، إن عملية المطالبة باسترجاع فدك من قبل الصديقة الكبرى عليها السلام لم تكن مجرد المطالبة باسترجاع الحق بل هذا تحصيل حاصل وإنما كان من أجل إظهار حقيقة قيادات انقلاب السقيفة ، لأن هذه القيادات لم يكونوا أشخاص عاديين بل كانوا من الصحابة الأوائل والمهاجرين وعندهم مكانة اجتماعية ودينية في المجتمع ، وهذه الفئة من الناس على مر العصور عندما ترتكب خطأ ما لا يمكن إظهار حقيقته إلا بأدوات تتناسب مع مكانتهم في المجتمع وإلا فسوف يحركون المجتمع المخدوع بهم للقضاء عليك بالرغم من امتلاكك للحق ، لهذا طالبت الصديقة الكبرى عليها السلام باسترجاع فدك ، لأن فدك كانت أرضاً للسيدة فاطمة عليها السلام منذ عام سبع للهجرة قد وهبها رسول الله (صلى الله عليه واله) لها استجابة لأمر الله سبحانه وتعالى (وآت ذا القربى حقه) (1) وهذا ما أجمعت عليه علماء الأمة ، فدك وسيلة عندما تطرح من الصعب تغاضيها أو القفز عليها أو مجابهتها لهذا السبب طرحتها الصديقة الكبرى عليها السلام وطالبت باسترجاعها ، فكان جواب أبو بكر إذا كان عندك شهود فسوف أرجعها لك ، فقدمت الصديقة الكبرى أول شاهد وهو أم أيمن وهي أحدى نساء أهل الجنة ، فلم تشهد أم ايمن (أم أسامة بن زيد) حتى احتجت على ابي بكر وقالت له أنشدك بالله ألست تعلم أن رسول الله (صلى الله عليه واله) قال أم أيمن امرأة من أهل الجنة فقال بلى قالت : فأشهد أن الله عز وجل أوحى الى رسول الله (صلى الله عليه واله) (وآت ذا القربى حقه) فجعل فدكاً لها طعمة بأمر الله فجاء علي عليه السلام فشهد بمثل ذلك فكتب لها كتاباً ودفعه اليها ، فدخل عمر فقال ما هذا الكتاب ؟ فقال إن فاطمة (عليها السلام) أدعت في فدك وشهدت لها أم أيمن وعلي (عليه السلام) فكتبته لها ، فأخذ عمر الكتاب من فاطمة (عليها السلام) فتفل فيه ومزقه فخرجت فاطمة (عليها السلام) تبكي ،فجاء علي (عليه السلام) فقال يا أبا بكر لم منعت فاطمة ميراثها من رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وقد ملكته في حياة أبيها رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) فقال أبو بكر هذا فيء للمسلمين فإن أقامت شهدواً أن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) جعله لها وإلا فلا حق لها فيه ، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) يا أبا بكر تحكم فينا بخلاف حكم الله في المسلمين : قال لا قال : فإن كان في يد المسلمين شيء يملكونه ثم أدعيت أنا فيه من تسأل البينة ؟ قال إياك أسأل البينة ، قال فما بال فاطمة سألتها البينة على ما في يديها وقد ملكته في حياة رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وبعده ولم تسأل المسلمين بينة على ما ادّعوها شهوداً كما سألتني على ما أدعيت عليهم ؟؟ فسكت أبو بكر ، فقال عمر يا علي دَعنا من كلامك فإنا لا نقوى على حجتك فإن أتيت بشهود عدول وإلا فهو فيء للمسلمين لا حق لك ولا لفاطمة فيه ، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) : يا أبا بكر تقرأ كتاب الله ؟ قال نعم قال أخبرني عن قول الله عز وجل ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)(2) فيمن نزلت فينا أم في غيرنا ؟ قال بل فيكم ، قال : فلو أن شهوداً على فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) بفاحشة ما كنت صانعاً بها ؟ قال كنت أقيم عليها الحد كما أقيمه على نساء المسلمين ، قال :إذن كنت عند الله من الكافرين ،قال : ولم ، قال لأنك رددت شهادة الله لها بالطهارة وقبلت شهادة الناس عليها ، كما رددت حكم الله وحكم رسوله أن جعل لها فدكاً قد قبضته في حياته ثم قبلت شهادة إعرابي بائل على عقبيه عليها وأخذت منها فدكا وزعمت أنه فيء للمسلمين ، وقد قال رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) ( البينة على المدعي واليمين على المدعى عليه )( 3) فرددت قول رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) : البينة على من أدعى واليمين على من ادعى عليه ، فدمدم الناس وأنكروا ونظر بعضهم الى بعض وقالوا ( صدق والله علي بن ابي طالب عليه السلام) ( 4) ، علماً أن الصديقة الكبرى (عليها السلام) قد شهد لها سبعة شهود وليس العدد الشرعي فقط وهو رجل وامرأتان بل أكثر من ذلك بكثير ، فقد شهد لها أمير المؤمنين عليه السلام ( قسيم الجنة والنار)قال رسول الله (صلى الله عليه واله) (يا علي أنت مني بمنزلة شيث من آدم وبمنزلة سام من نوح وبمنزلة إسحاق من إبراهيم كما قال الله تعالى ( ووصي بها إبراهيم بنيه ويعقوب) وبمنزلة هارون من موسى وبمنزلة شمعون من عيسى وأنت وصيي ووارثي وأنت أقدمهم سلماً وأكثرهم علماً وأوفرهم حلماً وأشجعهم قلباً واسخاهم كفاً وأنت إمام أمتي وقسيم الجنة والنار : بمحبتك يعرف الأبرار من الفجّار ويميز بين المؤمنين والمنافقين والكفار)(5) وأم أيمن (من أهل الجنة) قال رسول الله (صلى الله عليه واله)(من سره أن يتزوج امرأة من أهل الجنة فليتزوج أم أيمن)( 6) والإمامان الحسن والحسين عليها السلام ( سيدا شباب أهل الجنة) قال رسول الله (صلى الله عليه واله )( الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما )(7)،وأسماء بنت عميس (كانت في الأحداث زوجة أبي بكر وهي ام محمد بن ابي بكر وكانت من قبل زوجة جعفر بن أبي طالب وهي أم عبد الله بن جعفر) (8) و رباح مولى النبي (صلى الله عليه واله) ، وعندما طالبت السيدة الصديقة الكبرى عليها السلام (سيدة نساء أهل الجنة) بحصتها من أرث ابيها رسول الله (صلى الله عليه واله) فقد منعها الإرث ابو بكر وكانت ذريعته أنه سمع حديث عن رسول الله (صلى الله عليه واله)( نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة) ، فأجابته الصديقة الكبرى (عليها السلام) بخطبتها الفدكية في مسجد رسول الله (صلى الله عليه واله)( وأنتم تزعمون أن لا أرث لنا أفحكم الجاهلية يبغون ؟ ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون ؟ أفلا تعلمون ؟ بلى قد تجلى لكم كالشمس الضاحية أني أبنته ، أيها المسلمون أأغلب على إرثي ؟! يابن أبي قحافة ! أفي كتاب الله أن ترث أباك ولا أرث أبي ؟ لقد جئت شيئا فرياً ، افعلى عمدٍ تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم ، إذ يقول : وورث سليمان داود ، وقال : فيما أقتص من خبر زكريا : إذ قال : فهب لي من لدنك ولياً يرثني ويرث من آل يعقوب ، وقال : وأولوا الأرحام بعضهم اولى ببعض في كتاب الله ، وقال يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين ، وقال إن ترك خيراً الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقاً على المتقين ، وزعمتم أن لا حظوة لي ولا إرث من أبي ولا رحم بيننا أفخصكم الله بآية أخرج منها أبي ؟؟ ام تقولون : إن أهل ملتين لا يتوارثان ؟ أو لست أنا وأبي من أهل ملة واحدة ؟ ام أنتم أعلم بخصوص القرآن وعمومه من أبي وأبن عمي …)( 9،) ، فقد قدمت الصديقة الكبرى (عليها السلام) أدلتها من القرآن وأهل البيت عليهم السلام والسنة ، فكان الدليل الأول هي سلام الله عليها فهي الطاهرة المطهرة من كل الموبقات والنجاسات وهي الصديقة الكبرى وسيدة نساء أهل الجنة سلام الله عليها وهي محور آية التطهير (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) وقدمت أدلتها من القرآن الكريم جميع آيات الورث وقد ذكرتها سلام الله عليها في الخطبة الفدكية ، وقدمت شهودها وجميعهم من الصادقين بل سادة الصادقين فكان أولهم الصديق الأكبر وحامل لواء الحمد يوم القيامة أمير المؤمنين عليه السلام قال رسول الله (صلى الله عليه واله)(أعطيت في علي خمساً هن أحب ألي من الدنيا وما فيها : أما واحدة فهو تكأي بين يدي الله عز وجل حتى يفرغ من الحساب وأما الثانية ، فلواء الحمد بيده ، آدم ومن ولد تحته ، وأما الثالثة فواقف على عقر حوضي يسقي من عرف من أمتي وأما الرابعة فساتر عورتي ومسلمي الى ربي عز وجل وأما الخامسة فلست أخشى عليه أن يرجع زانياً بعد إحصان ولا كافراً بعد إيمان)(10) وسيدا شباب أهل الجنة وهم الإمامان إذا قاما او قعدا الحسن والحسين عليهما السلام وأم أيمن وهي من أهل الجنة وأسماء بنت عميس (وكانت زوجة أبي بكر بالأحداث وكانت متزوجة من جعفر بن أبي طالب عليه السلام قبل ابي بكر وأختها الميمونة زوجة رسول الله (صلى الله عليه واله) وأختها الأخرى لبابة زوجة العباس بن عبد المطلب) ورباح مولى رسول الله (صلى الله عليه واله) (11) ، أمام أقدس وأقوى الأدوات التي يمتلكها المسلمون التي قدمتها الصديقة الكبرى عليها السلام ، ماذا قدم ابو بكر : قدم حديثاً لم يسمعه أحد من رسول الله (صلى الله عليه واله) إلا هو ويقول هذا الحديث ( نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة) ، علماً أن هذا الحديث يناقض كلام الله سبحانه وتعالى وإذا حدث مثل هذا الأمر فقد وضع له الحل رسول الله (صلى الله عليه واله) قال رسول الله (صلى الله عليه واله)( أيها الناس : ما جاءكم عني يوافق كتاب الله فأنا قلته وما جاءكم عني يخالف كتاب الله فلم أقله)( 12) ، وهنا تطرح الكثير من الأسئلة لماذا لم يخبر رسول الله (صلى الله عليه واله) أحداً من أهل بيته وهم المعنيون بهذا الحديث ولماذا يخبر ابي بكر وهو غير مبتلى بفحوى هذا الحديث ؟؟؟؟ ، وبالرغم من هذا الحديث كما يدَّعي أبو بكر فقد أعطى أبو بكر جابر بن عبد الله وجرير بن عبد الله البجلي دينهما على رسول الله (صلى الله عليه واله) بدون أن يطلب منهما البينة (13) ، فأن عمراً رد فدكاً الى ورثة الرسول أي الى نسائه منهم عائشة بنت ابي بكر وحفصة بنت عمر بن الخطاب وكذلك علي (عليه السلام) والعباس ( 14 ) ، والسؤال الذي يطرح نفسه بالرغم إدعاء أبو بكر لحديث (نحن معاشر الأنبياء لا نورث) هل كان يعتقد بصدق فاطمة عليها السلام أم لا ؟؟؟ يجيب على هذا التساؤل أحد علماء العامة والذي سأله هذا السؤال علم من أعلام الأدب والحديث والتاريخ بن أبي الحديد المعتزلي ، فقد ذكر ابن ابي الحديد في شرحه قال : سألت علي بن الفارقي مدرس المدرسة الغربية ببغداد فقلت له : أكانت فاطمة صادقة ؟؟ فتبسم ثم ، قال كلاماً لطيفاً مستحسناً مع ناموسه وحرمته وقلة دعابته قال : لو أعطاه اليوم فدك ، بمجرد دعواها لجاءت اليه غداً وادعت لزوجها الخلافة وزحزحته عن مقامه ، ولم يكن يمكنه الاعتذار والموافقة بشيء لأنه يكون قد سجل على نفسه بأنها صادقة فيما تدعي كائناً ما كان من غير حاجة الى بينة وشهود ( 15) ؟؟.
لم يترك الله سبحانه وتعالى ورسوله (صلى الله عليه واله) وأهل بيته (سلام الله عليهم ) اي عذر للأمة من يوم وفاة النبي (صلى الله عليه واله) الى يوم القيامة نتيجة الأدلة الذهبية التي أحيطت بكل ما يتعلق بمسألة الخلافة وولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) ، فقد طرحت هذه الأدلة للأمة بطرق لا يمكن الشك فيها أو التلاعب عليها أو تغيرها أو تغافلها ، ولكن ضعف الإيمان والخوف من المواجهة والمصالح المادية جميعها دفعت الأمة لأن تعطي ظهرها للقرآن وأهل البيت عليهم السلام وسنة رسوله (صلى الله عليه واله) ، ومن خلال ما طرح أعلاه من حوادث تاريخية أجمعت الأمة عليها بل تتناقلها كتب علماء المسلمين كافة نأخذ منها إشارتين صغيرتين البعد الزمني ما بين إحداهما والأخرى ما يقارب 640 سنة الأولى حدثت في 11 هجرية عندما دافع أمير المؤمنين عليه السلام عن حق الصديقة الكبرى عليها السلام في فدك وقدم الأدلة القرآنية وكذلك الأحاديث النبوية التي تثبت حق فاطمة الزهراء عليها السلام وقد أُسقِط في يد ابي بكر ولم يستطع أن يقدم أي دليل بل لم يمتلك أي دليل لكي يقدمه فما كان رأي الناس الحاضرين في المسجد ( فدمدم الناس وأنكروا ، ونظر بعضهم الى بعض وقالوا : صدق والله علي بن أبي طالب (عليه السلام)) ، وقد قال علي بن الفارقي وهو من علماء اهل السنة بعد 640 سنة أن أبي بكر يعلم أن الصديقة الكبرى فاطمة عليها السلام أنها صادقة فيما تدعي ولكن كان يخاف ابو بكر إن يعطيها اليوم فدكاً فستأتي غداً وهي صادقة تطالب بالخلافة لزوجها ؟؟؟؟ ، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل أتبع الناس أمير المؤمنين عليه السلام عندما قالوا صدق علي عليه السلام ؟؟؟؟، وهل أتبع علي بن الفارقي وكذلك أبن ابي الحديد المعتزلي أمير المؤمنين عليه السلام عندما كانوا يعرفون أن فاطمة عليها السلام كانت صادقة في دعواها وأن ابي بكر لم يحكم بما أنزل الله سبحانه وتعالى؟؟؟؟ ، وقد بين القرآن الكريم نتائج من لم يحكم بما أنزل الله ، قال الله سبحانه وتعالى ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون )( 16)( ومن لم يحكم بما أ،زل الله فأولئك هم الظالمون)( 17) ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون ) ( 18) . ويعلم الجميع إن كان العلماء أو غيرهم أن السيدة فاطمة عليها السلام صادقة لا يمكن تكذيبها فأن كذبوها فقد خرجوا من الإسلام ، لأن الله سبحانه وتعالى قد طهرها من الكذب وجميع الموبقات والأنجاس والأرجاس في آية التطهير بل هي محور آية التطهير(إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) وهي سيدة نساء أهل الجنة وسيدة نساء العالمين والتي يغضب الله لغضبها ، وأما أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فهو قسيم الجنة والنار وحامل لواء الحمد يوم القيامة وهو نفس رسول الله (صلى الله عليه واله) ( أنفسنا وأنفسكم ) وهو الذي بولايته أُكمل الدين وتمت النعمة ورضا الله سبحانه وتعالى ان يكون لنا الإسلام دين نتعبد به ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت علكيم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) ، وأما الحسن والحسين عليهما سلام الله فإنهما سيدا شباب أهل الجنة وإنهما إمامان قاما او قعدا وأم أيمن فهي من أهل الجنة أي كان الخصام مع سيد الجنة وسيدة نساء أهل الجنة وسيدا أهل شباب الجنة وإحدى نساء أهل الجنة وأما أسماء بنت عميس فهي من خيرة نساء المسلمين والجنة لا يدخلها شاهد زور قال رسول الله ( شاهد الزور لا يزول قدمه حتى توجب له النار)(19) ، وأما الأدلة القرآنية التي طرحت كأدلة على حق الصديقة الكبرى فاطمة عليها السلام فلا يمكن تغافلها أو غض الطرف عنها لأنها من واضحات القرآن وممن اتفقت الأمة عليها لأنها المستعملة يومياً وتتعلق بحياة المسلمين وتشملهم كافة إنها آيات الورث فهذه الآيات يعرفها الصغير والكبير والعالم والجاهل والمرأة والرجل والشاب والشابة ، فأدلة بهذا الوضوح والقوة والأمة قد تركتها وتغافلت عنها بل أعطت ظهرها لها وقد حذرها رسول الله (صلى الله عليه واله) من هذا الضلال عندما قال (كأني قد دعيت فأجبت إني تركت فيم الثقلين أحدهما أكبر من الأخر كتاب الله وعترتي أهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض) ( 20) ، وهذا يعني أن الأمة قد ضاعت منذ أن تركت التمسك بالثقلين وانجرفت في متاهات الضلال والجهل والظلم ، وأصبحت الأمة اليوم كالأغنام في وسط قطعان الذئاب بدون راعي أو منقذ وهي جافلة خائفة ترتعد من ضبابية المصير والمستقبل فلا يمكن لها فعل شيء إلا العودة الى طريق الهدى والحق المبين وهو طريق محمد وال محمد صلوات الله عليهم أجمعين وتتبع الصادق الذي لا يكذب وتتمسك بالقرآن وأهل البيت عليهم السلام فهما المنقذان والهاديان والحاميان والمنجيان وبهما يكون الهدى والسير الى الجنان وبتركهما يكون الضلال والضياع والجهل وهذه تقود الى جهنم والنيران.

(1) سورة الأسراء آية26(2)سورة الاحزاب آية33(3) سنن ابي داود – ج3ص119 باب: القضاء باليمين والشاهد(4) علل الشرايع – الشيخ الصدوق ج1ص190-ص192،بحار الأنوار – العلامة المجلسي ج29ص129 ، كتاب الموصي الوصية الوصي ص106 ص109(5) ينابيع المودة- القندوزي-ص86، االمستدرك- الحاكم النيسابوري ج3ص136، الإستيعاب- ابن عبد البر ج2ص457(6) سيرة أعلام النبلاء – الذهبي ج2ص224، الاصابة –ج4ص415، تهذيب التهذيب ج12ص459، أعلام النساء ج1ص107 ، أسد الغابة ج5ص567(7) سنن بن ماجة ج1ص44، وفيه بعض التغير-صحيح الترمذي – الترمذي ج2ص306وفيه بعض التغير مسند أحمد – أحمد بن حنبل ج5ص391(8) الإصابة- ج4ص225، اسد الغابة- ج5ص395، أعلام النساء ج1ص46(9) فتوح البلدان – البلاذري ص40، السيرة الحلبية ج3ص362، بحار الأنوار _ العلامة المجلسي ج29ص197، شرح نهج البلاغة – أبن ابي الحديد المعتزلي ج16 ص220، تاريخ اليعقوبي – اليعقوبي ج2ص429، التفسير الكبير- الرازي ج29ص284(10) فضائل الصحابة – احمد ابن حنبل ج2ص661 ، ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى ج1ص86(11) فتوح البلدان – البلاذري ص40(12) الكافي – الشيخ الكليني ج1ص69ح5، الوسائل – الباب التاسع من أبواب صفات القاضي ح12(13) عمدة القاريء شرح صحيح البخاري- ج13ص259(14) الأحتجاج – الشيخ الطبرسي ج1 هامش ص119(15) شرح نهج البلاغة – ابن أبي الحديد – ج16ص284(16)سورة المائدة آية 44(17) سورة المائدة آية45(18) سورة المائدة آية 47(19) سفينة البحار ج4ص518، الكافي – الشيخ الكليني ج7ص383، المبسوط – ج8ص105ص164، المجموع-ج20ص232(20) سنن النسائي الحديث 8148، مسند أحمد ، أحمد بن حنبل ج5ص492 رقم 18780، صحيح الترمذي- الترمذيج2ص219، طبقات بن سعد –ابن سعد ج1ص194، مصابيح السنة ج4ص190 رقم 4816

خضير العواد

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here