أبو فراس الحمداني يؤسس لحل عراقي خالص ويضع اليد على الجرح النازف

أبو فراس الحمداني يؤسس لحل عراقي خالص ويضع اليد على الجرح النازف

حامد شهاب

كان برنامج (نفس عميق) من قناة دجلة الفضائية ، الذي يديره الإعلامي ومقدم الحوارات الناجح والمتألق الزميل (ليث الجزائري) ، وبخاصة برنامجه ليوم الاحد الثالث من كانون الثاني 2021 ، أول اطلالة ايجابية تبشر بعهد عراقي جديد، بأن هناك من العراقيين الاصلاء من يضع يده على الجرح العراقي النازف ، ويؤشر بالدليل القاطع الذي لايقبل اللبس ، كيف يكون بمقدور الشعب العراقي ان يقيم نظاما سياسيا (بديلا) للنظام السياسي الحالي، أي (إزاحة كاملة) لاتقبل التأجيل أو المماطلة ، والا فإن بقي أقطاب السلطة الحاليين هم من يديرون البلد فمعنى هذا أن نقرأ على العراق السلام ، ويصبح مصير هذا البلد في المجهول المرعب الذي لايمكمن التنبؤ بما يتعرض له من كوارث!!

كان كل ضيوف البرنامج وهم الباحث والكاتب السياسي القدير أبو فراس الحمداني والشيخ وسام الحردان (قائد صحوة العراق ) ، ود. هاشم الكندي رئيس مركز النبأ للدراسات ، متقاربين الى حد ما ، في طرح وجهات النظر، وان كان الحمداني هو الأكثر جرأة ، والأكثر صراحة ودقة تشخيص لعلل العراق ، ووضعوا ( تشخيصا) دقيقا لعلل العراق وامراضه، لكن الكاتب والاعلامي أبو فراس الحمداني تفوق على بقية المشاركين من حيث طبيعة دقة الطروحات والتشخيص للمشكلات المتفاقمة التي يعاني منها العراق، وسمى شخصيات سياسية (شيعية) عليا بالتحديد على (رأس هرم السلطة) على أنها المسؤولة عن كل ما وصل اليه العراق من خراب ودمار ، وهم يتحملون الوزر الاكبر من معاناة العراقيين كونهم يمثلون (الأغلبية السياسية) التي قادت البلد واوصلته الى تلك المهالك التي هو عليها الان ، وكان (الكل) من المشاركين في البرنامج متفقين على ان النظام السياسية الحالي هو (فاسد) برمته، وهو سبب نقمة العراقيين وسبب بلاويهم وما تعرضوا له من مصائب ومحن وازمات وصراعات لن تنتهي!!

لقد أوضح الاعلامي والمحلل السياسي أبو فراس الحمداني بكل صراحته المعهودة طبيعة المأساة العراقية ، وهو من وضع اليد على الجرح العراقي ، وشخص بدقة علله وامراضه وكبواته ومآسيه، وهو يدعو بروح وطنية عراقية أصيلة صافية النبع ، الى ان يكون هناك نظام سياسي عراقي مختلف تماما، يديره العراقيون القادرون على ادارة بلدهم، ممن يمتلكون القدرة على الادارة العليا، وتذليل العقبات والعراقيل التي تحول دون وصول العراق الى ما تطمح ملايينه في أن يشعروا بالكرامة ويكون لهم بلد حالهم حال كل شعوب الارض والدول المجاورة، وان نترك الانحياز لإية دولة كبرى او مجاورة ، وان لانسلم مقادير البلد للاغراب من أي كانوا، وأن يعيد عرب العراق أنفسهم ويعيدوا توحيد قواهم ومواهبهم وطاقاتهم ، كما نظم الاخوة الكرد انفسهم في أقليمهم، ولدى العراقيين من الثروات والامكانات الهائلة من نفط وفير ومعادن نفسية وطاقات بشرية لاحصر لها بامكانها ان تعيد الروح لهذا البلد ، وان تبني ناطحات سحاب وصروحا عالية وأبنية شاهقة تنافس دول المنطقة لو وجد الناس المخلصون والذين لديهم الحرص على تخليص بلدهم من كل موجات الفساد ونهب الاموال التي انهالت عليهم وافرغت ثروات بلدهم ، وما سيطر من جماعات مسلحة وسلاح منفلت ودولة تخرق القانون في كل مرة، وليس فيها معالم دولة أصلا، وقد هيمنت على مقدرات بلدهم، وان القائمين على ادارة البلد حاليا يتحملون كل اوزار تلك المحن والنكبات التي وصل اليها العراق ، ويتحمل ساسة السلطة الذين يدعون الأغلبية كما يقول الحمداني ، كل ما تعرض له النظام السياسي من حالات فشل، وينبغي ازاحتهم من مواقع السلطة والقرار ، والمجيء بقيادات عراقية جديدة ، أكثر إخلاصا ووطنية من تلك التي جثمت على صدور العراقيين اكثر من 18 عاما ، وهم المسؤولون عن كل خراب العراق وضياع دم أبنائه بين القبائل!!

برنامج شيق ، كانت طروحات المشاركين فيه وروح النقاش البناء الذي خلا من الانفعالات الطائفية والمذهبية ، وكان حوارا عراقيا صميميا، بلا تشنجات ولا مواقف سلبية، اكاد أجزم بانه أفضل برنامج تلفزيوني ، كان بداية ايجابية في العام الجديد، بدل تلك البرامج التي عانينا من صخبها وبمعاركها الرهيبة وانفعالاتها الخارجة عن كل خلق ، والتي أججت الشارع العراقي ، دون ان تقدم ما يمكن ان يكون عونا للعراقيين في محنتهم، إن لم تكن كثير منها قد صبت الزيت على النار لتزيده اشتعالا!!

تحية لكل برنامج تلفزيوني يرتقي الى هذا المستوى المتقدم من الطروحات العالية المستوى ، وعلى الاعلاميين في البرامج الحوارية أن ترتقي برامجهم وحواراتهم الى هذا المستوى المتقدم من الحوارات الراقية، وضيوفا بهذا المستوى من المسؤولية، وخرجوا بنتائج تخدم امل العراقيين بان يجدوا لهم (مخرجا مشرفا) لأزمات بلدهم، ولكي يتخلص العراقيون في العام الجيد مما حل بهم من أزمات ومحن وعذابات ونهب لاموال البلد وسرقة ثرواته..وكل عام والعراقيون ، بكل خير وصحة وسلامة .. ودعاؤنا بأن ترتقي الحوارات التلفزيونية الى ما يزرع بذرة الامل لدى العراقيين ولينتهي زمن المعارك والخصومات والشحن الطائفي والمذهبي الى غير رجعة..وما التوفيق الا من عند الله العزيز القدير.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here