“لا تقنطوا من رحمة الله”

ما اروع هذه الايةً القرانية “قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا ان الله هو الغفور الرحيم”. انها تبعث الامل للخاطئين والمذنبين والمجرمين والظالمين فان لم تسامحهم عدالة الارض فان الله يسعهم برحمته ويدعوهم الى التوبة من ذنوبهم ويفسح لهم المجال ان يغييروا مصيرهم في حياتهم الدنيا وفي الاخرة. هذه الصحوة والانابة الى رضى الله لا تحتاج الى مال او سلطة او غنى او قوة الخ انما فقط النية الحسنة بالايمان بالله والاقلاع عن المعاصي والتوبة النصوح.
لقد مررنا في مراحل الحياة المتعددة فتركنا اهلنا ووطننا وتغربنا فعرفنا الفقر والغنى والقوة والضعف. فوجدنا ان السعادة الحقيقية مبعثها الايمان بالله. ان مثل هذه الحياة لا تكتسب او تشترى بالمال او السلطة او القوة البدنية. وجدنا ايضا ان القوة الايمانية بالله خالق الاكوان ورب السماوات والارض هو المغني المفقر وهو المضحك المبكي. وجدنا ما هو اروع واجمل لحياتنا بان الله ارحم واحب بعباده من حب الام لوليدها. علمنا ايضا بان اي عمل لا يمكن ان يكتب له النجاح دون اذن الله تعالى.
ان قوة وقدرة وعظمة الله الذي ليس له ند ولا يحتاج لاحد لانه قيوم السماوات والارض وخالق كل شيء. لكنه رؤوف متسامح مع عباده ورحمان رحيم وغفور تواب. رب يدعوا عباده الى العودة اليه كي ينجحوا ويفلحوا في الدنيا والاخرة “ففروا الى الله جميعا ايها المؤمنون لعلكم تفلحون”. وقال مؤكدا استجابته لدعوة الداعين سواء بالسر او العلن بان الله سميع مجيب بصير قريب وليس بحاجة الى وسيط اذ قال “ادعوني استجب لكم”. وقال ايضا “واذا سالك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون”. وقال تعالى “ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن اقرب اليه من حبل الوريد”.
اخيرا فان مفتاح السعادة والطمئنانية والقوة والفوز بالجنة الابدية بايدينا ولا يحتاج منا سوى تجديد الثقة  بخالقنا. عندها سوف يرحمنا وينقذنا ويعيننا ولن ينسانا ابدا في الظروف العصيبة وسيزيد نعمه علينا في الظروف الطبيعية. ان كل ما نطلبه سيتحقق بقوة الله وان تاخر فان الله يعلم بان ما نريده قد يكون كارثة علينا فياخره رحمة منه فينا. لنثق بهذه الاية قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا…..
الدكتور نصيف الجبوري
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here