محاولة الموساد الإسرائيلي ووحدة كيدون لاغتيال زعيم التيار الصدري

نشر الدبلوماسي والأكاديمي والصحفي الاسرائيلي فريدي ايتان مقالاً باللغة الفرنسية في موقع jcpa-lecape الإسرائيلي المعني بنشر الأبحاث والدراسات تحت عنوان “القدرة العملياتية للموساد ووحدة كيدون في الشرق الأوسط” وكشف فيه عن المخطط الإسرائيلي لاغتيال زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.
ووفقاً لايتان فإن وحدة كيدون، المسؤولة عن اغتيال الشخصيات الكبيرة، تهدف إلى تصفية سياسيين عراقيين ذوي النفوذ مثل مقتدى الصدر وشيوخ العشائر، وتحميل إيران أو سرايا السلام المسؤولية عن اغتيالهم، وذلك لنشوب حرب أهلية في العراق، وإضعاف الحكومة الشيعية، وتمزيق صفوف الشيعة في العراق وزرع الخلاف بينهم.
ويعتقد ايتان أن قيام وحدة كيدون بذلك سيؤدي إلى الحفاظ التفوق العسكري والأمني والاقتصادي في الشرق الأوسط. وتأتي فيما يلي ترجمة المقال المذكور:
القدرة العملياتية للموساد ووحدة كيدون في الشرق الأوسط
تعود بداية تنفيذ الموساد عملياته في العراق إلى حرب الخليج الثانية (2003). إن وحدة كيدون بصفتها وحدة عمليات خاصة، تنفّذ العمليات السرية للموساد ومهمتها تصفية خصوم وأعداء إسرائيل؛ كما أنها تقوم بأعمال تخريبية واختطاف الشخصيات. على الرغم من أن وحدة كيدون تستقر بشكل سري في المناطق ذات أغلبية كردية (ولا سيما أربيل)، إلا أن هناك مجموعات عملياتية كبيرة لها جنوبيّ العراق.
تكون التطورات والقضايا العسكرية والأمنية في الشرق الأوسط دائماً من الهواجس الرئيسية للسلطات الإسرائيلية. لقد اتفقت تل أبيب وواشنطن على تحقيق هدف واحد منذ نصف قرن: “يجب أن تصبح إسرائيل قوة إقليمية متفوّقة وعظمى في المجالات العسكرية والاقتصادية والأمنية وتقضي على كل ما يهددها”.
إن الهدف من عملية “أوبرا” الإسرائيلية (الأوبرا) التي نُفّذت في يونيو 1981 وأسفرت عن تدمير مفاعل أوزيراك النووي العراقي (في ضواحي بغداد)، ومواجهة البرنامج النووي الإيراني، وتنفيذ وحدة كيدون والموساد عمليات كثيرة في الشرق الأوسط على غرار اغتيال العلماء النوويين في مصر وإيران والعراق وغيرها، هو الحفاظ على التفوّق المذكور. كما أن ما جنته إسرائيل من الحرب بين الجيش السوري وداعش هو تحطيم القدرات العسكرية والعملياتية لجيش بشار الأسد.
إن هزيمة داعش في العراق وسوريا أدت إلى إعادة تنظيم الجماعات المتطرفة الموالية لإيران والتي تعرض حالياً مصالح إسرائيل لخطر جاد.
من المؤسف جداً أن الدستور العراقي الذي كتب بالاعتماد على آراء المنظرين الأمريكان منح للشيعة منصب رئيس الوزراء والسلطة التنفيذية. فلذلك لا يهمل المسؤولون الإسرائيليون محاولة تنصيب شخص شيعي على ما يبدو ومؤيد لأمريكا رئيساً للوزراء، وذلك للدفاع عن مصالح إسرائيل من وراء الكواليس. لكن تقليص الوجود العسكري الأمريكي في العراق، الذي اشتد بعد هزيمة داعش، وصعود الحشد الشعبي إلى السلطة، أدّيا إلى زيادة تماسك الشيعة وتسبب في صعود أشخاص مثل نوري المالكي وعادل عبد المهدي إلى السلطة والذين كانوا يعارضون صراحة مخططات تل أبيب.
من أهم الفرص المواتية للموساد في العراق “تعارض المصالح بين الجماعات الكردية وبغداد من جهة وطهران وأنقرة من جهة أخرى”، و”مواجهة بعض الدول العربية مثل الإمارات والسعودية لإجراءات إيران في العراق”، و”وجود الجماعات العرقية السنية المحتقرة المهانة خاصة قادة حزب البعث الهاربين”.
خلال السنوات الأخيرة، استضاف فندق كريستال أربيل صحفيين ورجال أعمال يهود وعرب مختلفين الذين يوفّرون الإمكانيات اللازمة لإقامة جلسات قادة الموساد والعناصر الاستخباراتية في حزب البعث والإمارات العربية المتحدة.
وهناك​​ ثلاثة أهداف رئيسية لهذا التحالف الأمني الاستخباراتي: “تنفيذ عمليات أمنية ضد إيران في جنوب العراق وفي إيران” و”إضعاف الحكومة الشيعية في العراق” و”تقليص الوجود الإيراني وقدرتها في العراق وإقصاء الحشد الشعبي والمرجعية عن المشهد السياسي العراقي”.
إن أهم تهديد موجّه لإسرائيل اليوم هو تماسك الشيعة والجماعات السياسية الشيعية في الحكومة والقطاعات العسكرية والأمنية العراقية. ولذلك تسعى تل أبيب وواشنطن إلى جعل القوميين العراقيين متشائمين من الوجود الإيراني ومن الشيعة، والتخطيط لتمزيق صفوف الجماعات الشيعية. أثبتت التطورات على الساحة العراقية منذ عام 2007 إلى 2008 ومواجهة جيش المهدي لحكومة نوري المالكي أنه بإمكان وحدة كيدون أن تقوم من جهة بتصفية ذوي النفوذ كمقتدى الصدر لكي تثار ضجة بين الشيعة وأنصاره، وبعد ذلك تحمّل إيران المسؤولية عن اغتياله؛ ومن جهة أخرى بإمكانها أن تقوم باغتيال شيوخ العشائر العراقية الذين يدافعون عن الحشد الشعبي وتحمّل سرايا السلام (الذراع اليمنى لمقتدى الصدر) المسؤولية عن اغتيالهم، وذلك لنشوب حرب أهلية جنوبيّ العراق.
إن عدم كفاءة الحكومة الشيعية وانعدام الوحدة والتماسك بين الجماعات الشيعية سيؤدي إلى إقصاء إيران عن المشهد السياسي في العراق وتعديل الدستور لما يتناسب مع المصالح الأمريكية والإسرائيلية.
إن الخلاف بين حكومة مصطفى الكاظمي، التي تحاول الوقوف على مسافة واحدة، مع الشيعة والحشد الشعبي، وحاجة الكاظمي إلى دعم السنة وأربيل سيؤديان إلى أن يكون عام 2021 عاماً ذهبياً لواشنطن وتل أبيب.
رابط المقال:
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here