المنافقين “هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله انى يؤفكون”

المنافقين “هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله انى يؤفكون”

لقد اكد القران على ظاهرة النفاق حيث ذكرت في اغلب سور القران الكريم من سورة البقرة فال عمران والنساء والمائدة والاعراف الى التوبة والنحل والاسراء والكهف فالاحزاب ويس والجمعة والمنافقون وغيرها. كل تلك الايات كانت تنتقد بشدة النفاق لدى المسلمين قبل غيرهم. لكنها كانت تنتقد ايضا اهل الكتاب لا سيما اليهود فقد كانت تذكرهم بنفاقهم وتامرهم على رسول الله وعلى رسلهم.
لقد كان دور المنافقين حتى في عهد رسول الله دورا تدميريا خصوصا من الجانب العقائدي. ولولا حكمته معهم والوحي المرسل من الله تعالى لاعلام رسوله بمؤامراتهم لتحول الاسلام الى دين كهنوتي مادي كالنصرانية واليهودية. لقد حذر الله ورسوله من خطرهم على البشرية في القران الكريم والاحاديث النبوية. ينبغي ان نتذكر خيانات ومؤامرات راس النفاق عبدالله ابن ابي ابن سلول وذو الثدية واصحاب مسجد ضرار مثل زُوَيُّ بْنُ الْحَارِثِ وأَبُو حَبِيبَةَ بْنُ الْأَزْعَرِ. ثم فتنة المرتد مسيلمة بن حبيب الذي ادعى النبوة.
مثلما شكل النفاق خطرا على المسلمين في عهد رسول. فقد تصاعد خطرهم بعد وفاة رسول الله وانقطاع الوحي فجاء الخلفاء الراشدين حيث حصلت في وقتهم الفتنة الكبرى التي اشعل لهيبها المنافقون. ثم استمرت الاحوال تتقلب ما بين التدهور والاستقرار النسبي. بعد ان تحول العالم الاسلامي الى الملك العضوض وتخلى المسلمون عن مبدا الشوري لصالح التوريث في الحكم بين خلفاء سلطويين وقليل منهم صالحون. مما يوضح لنا حقيقة لا مناص من الاعتراف بها وهي ان العدالة المطلقة لا نجدها على ارضنا التي نعيش عليها. لكن الصراع سيستمر بين الحق والباطل بين المصلحين والمنافقين
لا بد لنا ان نختار مع اي معسكر سنكون مع الحق والعدل ام مع الباطل والظلم. هذا يعني بالضرورة ان لا نترك المنافقين يعملون ما يشاؤون ونحن نتفرج عليهم او ننكر اعمالهم بالقلب فقط. من الصحيح ان هناك حديث نبوي يقول من راى منكم منكرا فليغيره بيده وان لم يستطع فبلسانه وان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان. لكن المؤمن القوي ياخذ احاديث العزيمة ويعمل وفق نهجها منها افضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر.
ان اسوء انواع النفاق التي نعيشها اليوم في عصرنا الحالي هي ان الكثير من الحركات والتنظيمات الاسلامية التي تدعي الاسلام وتتاجر بدماء ابناءه تجمعات تعيث في بلداننا فسادا وسرقة وظلما. اغلبهم طالقي اللحى الطويلة والقصيرة من الرجال ولابسي الحجاب والنقاب من النساء لكنهم يسرقون ويغدرون ويظلمون شعوبهم. لقد اضحوا مطايا لتنفيذ اجندات استعمارية لدول تتربص بالاسلام الدوائر.
لا يمكن باي حال من الأحوال تقدم وازدهار الامة بوجودهم على راس هرم السلطة وخطرهم ماحق. بل انهم اخطر من سياسي الدول الغربية والكيان الصهيونى. انهم من جنسنا ويعيشون معنا في المدرسة والسوق والمسجد. يمرقون كما يمرق السهم من الرمية. عندما يتعبدون يحتقر المؤمن عبادته امام عبادتهم ويحفظون القران لكن لا يبلغ تراقيهم. حذر الله رسوله منهم قائلا هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله انى يؤفكون.
نقول لشعوبنا ان سيلي جيش النفاق متواجدون الان ويقودون السلطة السياسية في اغلب البلدان العربية. ان تراخينا وتساهلنا معهم رفع شانهم وجعلهم في مواقع سياسية واقتصادية عليا. الطريق لاسترداد بلادنا منهم شاق وطويل لانهم يحظون بمساندة الغرب الراسمالي وروسيا والصين والامم المتحدة. منافقي اليوم كمنافقي الامس الذي وصفهم الله بالتذبذب والتردد وضياع الهدف “مذبذبين بين ذلك لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء” وقال فيهم رسول الله ايات المنافق اربع اذا حدث كذب واذا وعد اخلف واذا اؤتمن خان واذا خاصم فجر.
الدكتور نصيف الجبوري

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here