قوة أمنية تقتحم إعدادية في الناصرية وتسحل أحد الطلبة!

ذي قار / حسين العامل

أعربت الأوساط التربوية ونقابة المعلمين في ذي قار عن استنكارها لاقتحام حرم الإعدادية المركزية في الناصرية من قبل مجموعة من العناصر الأمنية أثناء ملاحقتهم متظاهرين لجأوا الى إدارة المدرسة طلباً للحماية ، وفيما وصفوا ما حصل بالانتهاك غير المسبوق لحرمة المؤسسات التربوية ، ودعوا خلية الازمة والقيادات الأمنية الى احترام حرمة المدارس والملاكات التربوية وتوفير الحماية الكاملة للطلبة.

ويظهر مقطع فيديوي تداولته مواقع التواصل الاجتماعي عناصر قوة أمنية تحمل الأسلحة والهراوات وهي تقتحم بناية الإعدادية المركزية وسط الناصرية وتقوم بالتنكيل بأحد المتظاهرين الذي لجأ للمدرسة المذكورة طلباً للحماية وسحله الى خارجها وسط صيحات الاستنكار من قبل الطلبة.

وفي حديث للمدى حول ما حصل يقول نقيب المعلمين في ذي قار حسن السعيدي إن ” مجموعة من المتظاهرين لجأوا عصر يوم الثلاثاء الى الإعدادية المركزية في الناصرية عند مطاردة الشرطة لهم وإن أحد المتظاهرين دخل الى غرفة الإدارة طلباً للحماية “، وأردف أن ” القوات الأمنية قامت باقتحام المدرسة وسحبت المتظاهر وأخرجته بالقوة”.

وأوضح السعيدي إن” ما حصل هو سابقة خطيرة في انتهاك قدسية الصروح التربوية فهذه هي المرّة الأولى التي تقتحم فيها قوة أمنية حرم المدرسة وتعتقل شخصاً بداخلها”، داعياً خلية الأزمة والقوات الأمنية الى احترام حرمة المدارس والملاكات التربوية وتوفير الحماية الكاملة للطلبة”.

وأضاف نقيب المعلمين أن ” نقابة المعلمين تستنكر اقتحام المدرسة كونه تعدّياً على حرمة المؤسسات التربوية “، مبيناً أن ” اقتحام المؤسسات التربوية يعد انتهاكاً لقدسيتها وللقوانين التي تحرّم دخول القوات الأمنية لها دون إذن قضائي ودون موافقة المديرية العامة للتربية”.

وأشار السعيدي الى أن ” القوات الأمنية كان بإمكانها تطويق المكان وانتظار خروج الشخص المطلوب لاعتقاله إن كان لديها أمر قضائي بذلك ، لا أن تقوم بعمل مستنكر ينتهك حصانة المؤسسات التربوية”.

وعن الإجراءات القضائية التي ستتخذها نقابة المعلمين بهذا الصدد قال السعيدي إن ” حق إقامة الدعوى ومقاضاة العناصر الذين اقتحموا المدرسة يعود للمديرية العامة لتربية ذي قار كون المدرسة تابعة لها”، منوهاً الى أن ” نقابة المعلمين ستحقق بدورها في ما إذا تعرّض أي من الملاكات التربوية للاعتداء أو الإهانة وستتخذ الإجراءات القانونية اللازمة وفق نتائج التحقيق”.

وفي ذات السياق يتداول ناشطون مقاطع فيديوية تكشف عن اقتحام وانتهاكات لحرمة المنازل دون أمر قضائي أثناء ملاحقة المتظاهرين ، إذ تظهر بعض المشاهد مشاجرات مع أصحاب الدور الذي يحاولون منع القوات الأمنية من الدخول عنوة الى منازلهم ، فيما تكشف مشاهد أخرى عن قيام مجاميع من العناصر الأمنية بالتناوب على ضرب متظاهر ملقى على الأرض.

ويرى ناشطون أن ما يحصل من اقتحام لدور المواطنين والمدارس أثناء ملاحقة المتظاهرين استهتار بالقوانين السارية وانتهاك لحرمة الدور والمؤسسات التعليمية ، إذ يقول الناشط المدني عدنان عزيز السعداوي للمدى إن ” ما يجري هو عودة للممارسات البوليسية الخارجة عن القانون”، لافتاً الى أن ” اقتحام القوات الأمنية للدور والمؤسسات التعليمية واعتقال وضرب من بداخلها دون أمر قضائي هو انتهاك ثلاثي الأبعاد وهو انتهاك لحرمة المجتمع وقيمه”.

وأوضح السعداوي أن ” الانتهاك الأول يتمثل بالتجاوز على حرمة الدور والمؤسسات والثاني بالتعدي على الأهالي والملاكات التربوية وإهانتها والثالث يتمثل بضرب الشخص المطلوب والتنكيل به أمام أنظار العامة”، منوهاً الى أن ” مهمة العنصر الأمني هي حفظ القانون لا انتهاكه علناً ومن دون أي رادع”.

وأشار السعداوي إن “تكرار مثل هذه الانتهاكات والسكوت عليها يعد انتكاسة للقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان وهو ما أعاد البلاد الى المربع الأول من حقبة الدكتاتورية”، مشدداً على ” رفض كل تجاوز وانتهاك للحقوق المدنية التي كفلها الدستور والمعاهدات الدولية المعنية بحقوق الإنسان”.

وتشهد مدينة الناصرية منذ نحو أسبوع تصعيداً يومياً في الحراك الاحتجاجي تتخلله أعمال كر وفر بين القوات الأمنية والمتظاهرين الذين غالباً ما يلجؤون الى الشوارع الفرعية والدور عن ملاحقتهم من القوات الأمنية وذلك تفادياً لاعتقالهم والتنكيل بهم .

وذكر ناشطون في تظاهرات محافظة ذي قار مؤخراً أن استمرار حملة الاعتقال والترهيب التي تستهدف ناشطي التظاهرات في المحافظة تهدف لإرغامهم على التخلي عن التظاهرات والفعاليات الاحتجاجية في ساحة الحبوبي، وفيما كشفوا عن تفجير أكثر من 17 عبوة ناسفة وصوتية تستهدف دور الناشطين خلال الشهر المنصرم والأيام الأولى من الشهر الجاري ، أشاروا الى تواصل حملة الاعتقالات ضد المتظاهرين.

وكشف ناشطون في تظاهرات الناصرية جرى اعتقالهم مؤخراً عن تعرضهم للتعذيب على يد عناصر من القوات والأجهزة الأمنية ، وفيما دعوا يوم الاثنين ( 11 كانون الثاني 2021 ) المنظمات الدولية الى التدخل لحمايتهم ، أشارت مفوضية حقوق الإنسان الى اعتقال 72 متظاهراً خلال تصعيد الفعاليات الاحتجاجية التي شهدتها الناصرية خلال الأيام المنصرمة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here