ألشقاء أو السعادة خيار و ليس قدر

ألشقاء أو السعادة خيار و ليس قدر:
تأمّل كيف يتصرّف ممثّل لحكومة و شعب (الأردن) حين ينهزم أمام المنطق في مناظرة تلفزيونية,فلا يتورّع لحظة في إلقاء التّهم وتخوين بل وتهديد المقابل بآلسلاح والأجهاز عليه لقتله أمام الناس وهو شبيه بتعامل ساستنا مع مَنْ يخالفهم بوجهة نظر صحيحة.

هذا بعد إعلان إفلاسه أمام مناظره ألمُثقف نسبياً, محاولاً محوه من الوجود, و هكذا فعلوا و يفعل أكثر “الرجال” أمام زوجاتهم عادةً حين ينهزمون أثناء المناظرة بآلحُجّة والمنطق والواقع لسفاهة آرائهم عموماً .. و كما فعل و يفعل الشعب العراقي!

تصوّر في مدينة قروية صغيرة نسبيّاً كقضاء بدرة لا يتجاوز عدد نفوسهم 5 آلاف شخص؛ وجدوا فيها بعد سقوط الصنم 52 إمرأة تتعاون سرّاً مع لجان الأمن الصداميّة و تتجسس على الناس الأبرياء, أمّا الرّجال فمعظمهم – إن لم أقل كلهم – كانوا إما يعملون مع الشرطة أو الأمن أو الجيش أو المنظمة الحزبية أو الجيش الشعبي أو متطوع و عضو حزبي بلا عنوان للعيش على حساب و دماء و حقوق الجار و الصّديق و حتى الأقرباء وكل مَنْ يُمكن إيصال الأذى إليه للحصول على راتب حرام .. و هذا حال جميع الناس في بلادنا و مدننا, و قد تطور الأمر الآن بعد ما تخلصوا من النظام الصدامي؛ حيث إنتظم نفس أؤلئك الناس في أحزاب و مليشيات و فصائل و تيارات تقاتل بعضها بعضا للأسف لأجل راتب أو دنيا حقيرة .!!؟؟

إن هؤلاء و أمثالهم حينما يغيب الوعي عن عقولهم – و هي حالة مشتركة في جميع بلادنا حتى بين مُثقفيهم و إعلامييهم – تسقط الشعوب بشكل طبيعي .. و عندها لا يكون غريباً .. بيع كل شيئ بدولار و كما شهدناهم زمن البعث الهجين وبعده؛ لهذا لا بدّ وأن يبقوا عبيداً خانعين أمام أسيادهم ورؤسائهم و ظلم حكوماتهم المتحاصصة التي ينتخبوها بأنفسهم و بإرادتهم و لحد الآن ..

ولا يتغيير وضع الناس ما لم يُغييروا ما بأنفسهم(نواياهم)! ومن مستلزمات التغيير لتحقيق السعادة بدل الشقاء الذي يعانيه البشر؛ هو (الكِتاب) وتأسيس المكتبات و المنتديات في كلّ بيت و مدينة, فبيوت العراقيين كما مساجدهم و حسينياتهم و مدارسهم و حتى جامعاتهم ما زالت خالية من آلكتب المفيدة و البحوث و النقاشات المثمرة آلتي تفتح آلآفاق أمامهم لمعرفة أنفسهم و محيطهم.

ألعارف الحكيم عزيز حميد مجيد.
حكمة كونيّة: [بدأت الحضارة عندما قام رجل غاضب و لأوّل مرّة .. إلقاء كلمة بدلاً من حجر].

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here