الدين والتراث

الدين والتراث، الدكتور صالح الورداني
——————-
كانت الروايات والنصوص والفتاوى هى التي شكلت في مجموعها التراث الإسلامي ..
والتراث هو نتاج مذهبي تختلف صورته من مذهب لمذهب..
وقد تم إلصاقه بالدين لأسباب سياسية ومذهبية..
ووجد الحكام في هذا التراث الإطار الشرعي الذي يحتمون به..
ووجد فيه الفقهاء الحصن الذي يتحصنون به في مواجهة خصومهم..
من هنا نشأ التحالف بين الحكام والفقهاء من أجل نصرة مذهب على مذهب..
وسيادة تراث على حساب تراث آخر..
وفي دائرة التأريخ نرى العديد من الشواهد التي ساد فيها الحنابلة على حساب المعتزلة والشيعة وغيرهم بدعم الخليفة المتوكل..
والأحناف على حساب الشافعية في بلاد آسيا..
والمالكية على حساب الشيعة و الحنفية في بلاد إفريقية..
والشافعية على حساب المذاهب الأخرى في بلاد الشام ومصر..
والشيعة على حساب السنة في ايران..
و الوهابية على حساب المذاهب الاخرى في جزيرة العرب..
وكل هذا تم بدعم الحكام من العباسيين والأيوبيين والمماليك والعثمانيين و الصفويين
والسعو ديين..
و ما نعاصره اليوم ان الدولة السعودية أحيت تراث الحنابلة وابن تيمية خاصة وقامت بتسويقه بين المسلمين..
ولم تكن الدولة السعودية تمثل التسنن او اهل السنة..
ولم تكن ايران تمثل الشيعة والتشيع..
ولم تكن المذاهب والحكومات ومؤسساتها تمثل الاسلام..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here