لصق الارهاب بالاسلام افتراء وظلم كبير

لصق الارهاب بالاسلام افتراء وظلم كبير
بدانا نسمع ظلما وعدوانا منذ ثمانينيات القرن الماضي الصاق كلمة الارهاب بالاسلام. فقد برعت اوساط متطرفة امريكية واوربية وصهيونية لتغيير انظار وانتباه العالم كي ينسى او يتناسى الارهابيين الحقيقيين. بل ان الطامة الكبرى انهم كلفوا وكلاءهم وعملاءهم من العرب العاربة او المستعربة من المسلمين المستسلمين الخانعين لشهوة الحكم والجاه والمال بتريد اباطيلهم. لقد كانت محاولات تلك الاوساط الاستعمارية منذ بدايتها تهدف لصرف الانظار عن ارهابهم وجرائمهم منذ مئات السنين لإلصاقها بالاسلام وعموم المسلمين.
لا يمكن ان ينسى الاحرار مجرمي اوربا الذين هربوا الى الارض الجديدة امريكا حيث مارسوا اسوء انواع الارهاب ضد سكان امريكا الاصليين الهنود الحمر. كما ان الاستعمار الغربي لبلدان اسيا وافريقيا وامريكا الجنوبية استخدموا اقذر ادوات الارهاب ضد شعوب تلك البلدان لفرض استسلامها وقبولها بغزوهم المسلح ونهبهم لثروات شعوبها. من المعروف ايضا للقاصي والداني كيف تمكنت العصابات الصهيونية الارهابية بمساندة فعالة من الغرب من غزو فلسطين وتاسيس اسرائيل مكانها. اما بعض امراء وملوك وروساء ومشايخ بلدان العرب الدكتاتوريين فقد تحولوا الى ابواق لسادتهم في الغرب وامريكا فباتوا يسبون دينهم ودين شعوبهم ويرددون كلمة الارهاب ضد شعبهم كالببغاء للبقاء في حكمهم الظالم.
من المعلوم ان ظهور هذا الدين كان اساسا لتوحيد الله الذي يامر بالعدل ورفع الظلم والارهاب عن الشعوب. ومن المعروف ايضا ان الارهاب هو ظلم عنيف غير مبرر ضد الغير. لقد حرم الله الظلم على نفسه وحرمه كذلك على عباده. اما القران الكريم فنزل بشرائع تحارب الظلم والارهاب وتجعل هذا العمل من افضل العبادات التي تدخل عامليها الجنة. مثلما يدعوا الى مجادلة الغير بالحكمة والموعظة الحسنة. ان اغلب سور القران تتحدث عن سوء عاقبة الظلم وتحذر الظالمين من عذاب الدنيا والاخرة. ان القتل دون مبرر شرعي قانوني يعتبر ارهابا وان القران الكريم يحذر فاعليه باوخم العواقب. “انه من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض فكانما قتل الناس جميعا ومن احياها فكانما احيا الناس جميعا. هكذا نرى في الاسلام ان حكم الارهاب والفساد في الارض قاس جدا.
لم تذكر كلمة الارهاب في القران الكريم الا ان مشتقاتها قد ذكرت مثل رهبانية ورهبان وترهبون واسترهبوهم. وليس في جميع تلكً الاشتقاقات ما يقترب من المعنى المعاصر. فالاولى تعني التقرب الى الله والثانية رجال الدين المسيحيين والثالثة تخويف العدو وزع القلق في نفوس مقاتليه والرابعة اثارة الرهبة والانشداه الى افعال السحرة. الاسلام دين واقعي جاء لتطبق تعاليمه على حياة الفرد والجماعة والامة. الاسلام جاء لينظم الحياة وفق معايير اخلاقية سمحه تدعو الى مكارم الاخلاق لدى الفرد والأسرة والجماعة. جاء ليحارب الارهاب والظلم والفساد في الارض ويدعوا ويحرض معتنقيه ان يقاوموا الارهابيين والمستعمرين والظالمين والمنافقين.
لقد اضطرت الدول الغربية الاستعمارية الى منح الاستقلال الصوري للبلدان العربية الاسلامية. لكنها تركت حكاما عرب ياتمرون بامرها ويسيرون على نهجها. كان المستعمرون متهمون بنشر ورعاية وتصنيع الارهاب في دولنا ومجتمعنا. عندما اراد العرب التحرر ونيل الاستقلال الحقيقي عمدوا الى لصق التهم الارهابية التي مارسوها بالاسلام. لقد تمكنوا من شراء ضمائر بعض المسلمين المنحرفين باموالهم فاستخدموهم كادوات قذرة لتشويه الاسلام.
ان هذا الدين الذي اخرج الناس من الظلمات الى النور ومن الفوضى والارهاب والظلم الى العزة والخير.. ومن الرجعية والتخلف الى التقدم والعلم والازدهار. سيبقى في نهاية المطاف قبلة للثوار الاحرار المصلحين من اي دين كانوا ومن اي عقيدة سياسية او فلسفية اعتنقوا. فطبيعة الاخلاق النبيلة تقول وتبشر وتنادى متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا. الحر المؤمن بمبدأه اذن ليس بحاجة لان ينشر فكره بالاهاب والاكراه فالقران الكريم يقول “لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي”.
الدكتور نصيف الجبوري

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here