لولا التهديد الروسي الدائم للغرب لا يوجد الآن كيان باسم تركيا؟

محمد مندلاوي

إن الدب الروسي (the Russian bear) منذ أيام كاترين الثانية، وإلى يومنا هذا الذي يحكم فيه رجل المخابرات ” فلاديمير بوتين الأول؟” يسيل لعابه بشكل مفرط لبلاد الشمس الساطعة، التي تفيض عسلاً ولبناً وذهباً أسودا. لهذا تجد هذا الدب تارة يعقد اتفاقيات إستراتيجية مع المقبور إيران الشاه، وكالعادة كان ضحيتها الشعب الكوردي الجريح في شرقي كوردستان وجمهوريته الفتية، “جمهورية كوردستان الديمقراطية” وعاصمتها (مهاباد)، لكن رئيس وزراء إيران آنذاك أحمد قوام المعروف بـ “قوام السلطة” لعب لعبته الذكية مع الدب الروسي الذي لم يطل من هذه الاتفاقية… لا بلح الشام ولا عنب اليمن. وتارة يعقد هذا الدب الأوراسي معاهدة إستراتيجية تحت عنوان “معاهدة الصداقة والتعاون” لمدة خمس عشرة سنة وذلك عام 1972 وتقول فقرة في بنود المعاهدة: وتمدد تلقائياً. تصور عزيزي القارئ، دولة العمال والفلاحين تعقد معاهدة بهذه الصورة وبهذا الحجم مع نظام عنصري ودموي ومشبوه برئاسة ثنائي مجرم “بكر وصدام” الاثنان من قرية العوجة!!، وفي ظل هذه المعاهدة… أمد الدب الروسي النظام العراقي العنصري بالأسلحة الفتاكة بكل أنواعها حتى المحرمة دولياً، الذي أحرق بها مدن وقرى جنوب كوردستان وقتل شعبه الأعزل عام 1974-1975. وفي فترة سريان هذه المعاهدة… قتل نظام البعث الدموي خيرت أعضاء الحزب الشيوعي العراقي. لكن الدب الروسي ظل ساكتاً ولم ينبس ببنت شفة خوفاً على مصالحه الاقتصادية مع نظام حزب البعث المجرم. والآن، ذات الدب الأوراسي، الذي غير جلده مرتبط بعلاقات ثقافية وتعليمية واقتصادية وعسكرية الخ مع نظام بعثي عروبي عنصري مجرم آخر إلا وهو نظام السوري العنصري. لم يكتف الدب الروسي بعلاقته المشبوهة مع الديسم السوري فقط، بل صار جزءً من المشكلة في سوريا وغرب كوردستان، وصار يصرح علناً ودون خجل وحياء إنه ضد الحقوق المشروعة للشعب الكوردي العريق في غربي كوردستان، ويصف الثوار الكورد الأشاوس قاهري داعش والعصابات المجرمة بأوصاف لا تليق إلا بنزيل “كرملين” ووزير خارجيته المدعو “سيرغي لافروف” لقد وصلت الوقاحة والنذالة بالدب الروسي أن يهدد الشعب الكوردي وإدارته الذاتية في غربي كوردستان بالجيش التركي الطوراني ذات التاريخ المليء بالجرائم البشعة ضد الأبرياء الكورد العزل باحتلال مدنهم وقراهم. تصور عزيزي القارئ الكريم، حال الشعب الكوردي الجريح في غربي كوردستان، بين كلب سوري مستأسد؟، ودب روسي لم يدخل بعد في سباته الشتوي بعد ويهدد الكورد بالويل والثبور بأنه سيطلق الذئب التركي الأغبر ليهجم عليهم؟.

عزيزي المتابع، لولا وجود روسيا بصيغتها القيصرية والسوفيتية والحالية على الجناح الجنوبي لبلدان الغرب، وتهديدها الدائم للعالم الحر، العالم الغربي، لم تعر أمريكا والغرب أي اهتمام يذكر للكيان التركي اللقيط، الذي يحتل شمال كوردستان، ويهدد باستمرار جنوب وغرب كوردستان بالاحتلال، دون أن يواجه هذا التهديد رفضاً وإدانة من أمريكا و البلدان الغربية؟. إن الكيان التركي، كما يعرف الجميع ولد بشكل غير شرعي وذلك وفقاً لمعاهدة لوزان التآمرية عام 1923 أي ستة أعوام بعد انتصار ثورة أكتوبر في روسيا؟ لولا هذه الثورة في روسيا وتغيير النظام الملكي القيصري فيها إلى نظام جمهوري شيوعي يعادي العالم الرأسمالي الغربي، وبرز فيما بعد في ظل النظام السوفيتي الذي تأسس عام 1922 مَن يؤمن بالثورة الدائمة ضد الأنظمة الرأسمالية، لأهملت أمريكا والغرب الكيان التركي وكان الآن في خبر كان، واسمه مدون في سجل الوفيات، لكن الخطر الروسي المحدق بالغرب قديماً وحديثاً هو الذي جعل من أمريكا والغرب أن تهتم وتعضد تركيا، وذلك بسبب موقعها الجغرافي بين الشرق والغرب وتدعمها اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً وتغض الطرف عن كل جرائمها الإرهابية النكراء، التي ترتكبها قوات جمهورية الأتراك في طول العالم وعرضه، حيث تشاهد فرقاطاتها البحرية تجوب في عرض شرق البحر الأبيض المتوسط، وطائراتها تحوم في سمائه وهي تهدد يونان وقبرص الدولتان العضوان في الاتحاد الأوروبي. وتجد جيشها السفاح ومرتزقتها الآثمة تحارب ضد الشعب الليبي داخل دولة ليبيا!!!. وفي جنوب كوردستان لديها ما تقارب عشرين قاعدة عسكرية رغماً عن إرادة الحكومة العراقية وحكومة الإقليم!!!. وهكذا لديها قوات ومرتزقة في كل من سوريا وغرب كوردستان، وتحتل مدينة عفرين الكوردية الكوردستانية، وترتكب مرتزقتها على مدار الساعة الجرائم البشعة التي يندى لها جبين الإنسان. وتبتز بلدان الغرب الديمقراطي، وذلك بفتح حدودها أمام المهاجرين حتى يتدفقوا على البلدان الغربية بمئات الآلاف، وتحشر بينهم العديد من الإرهابيين الأوباش لكي يقوموا بأعمال إرهابية جبانة ضد الشعوب ومؤسسات الدول الغربية الخ الخ الخ. عزيزي المتابع، في التاريخ القديم، عند بزوغ شمس العقيدة الإسلامية أدرك نبيها (محمد بن عبد الله) رغم البعد الجغرافي بين جزيرة العرب وطوران خطورة هذا الجنس البشري المسمى أتراك، وهو – النبي محمد- الذي قال عنه القرآن: وما ينطق عن الهوى… . لقد أصاب كبد الحقيقة حين قال في حديث له: لا تقوم الساعة حتى تقتلوا الترك. وهذا الحديث يلزم كل مسلم على وجه الأرض أن لا يسالم تركيا والعرق التركي؟. وجاءت في سورة الكهف آية 94: قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سداً. جاء في تفسير (الجلالين) لهذه الآية القرآنية: روى أبو هريرة عن النبي (ص) قال:(ولد لنوح سام وحام ويافث، فولد سام العرب وفارس والروم والخير فيهم، وولد يافث “يأجوج ومأجوج” والترك والصقالبة ولا خير فيهم، وولد حام القبط والبربر والسودان).

بناءً على ما تقدم، لو تكف روسيا عن تهديد البلدان الغربية بشتى الأساليب… وترفع راية السلام، بلا أدنى شك عندها حتماً ستكف أمريكا والغرب على الدعم اللا محدود الذي يتلقاه الكيان التركي منهم، وعندها لا يستطيع هذا الكيان الكارتوني الذي اصطنعته لوزان أن يستمر على الأرض وعلى الخارطة السياسية لشهر واحد، وسرعان ما تتخلص البشرية بصورة عامة والشعب الكوردي بصورة خاصة من شرور وجرائم هذا الكيان… إلى الأبد، وبعده ستعيش البشرية بأمن وسلام وطمأنينة على الكوكب الإنساني.

” لا تتحدى إنساناً ليس لديه ما يخسره”

26 01 2021

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here