البرغوثي، رمز فلسطيني وطني لكن..؟ 

البرغوثي، رمز فلسطيني وطني لكن..؟ 

تشتغل الفعاليات الفلسطينية هذه الأسابيع بمستجدات الانتخابات الفلسطينية العامّة المقرر إنجازها في غضون أشهر قليلة. وتُعدّ هذه الانتخابات حدثاً بارزاً في الساحة الفلسطينية نظراً لعدم إجراء أي انتخابات موحّدة طيلة 15 سنة بسبب الانقسام الحاسم بين الضفة الغربية وقطاع غزّة.

وقد علق مسؤول فلسطيني بارز في السلطة الفلسطينيّة أنّ نتائج استطلاعات الرأي الأخيرة تؤكّد وجود توجّه عامّ داخل الشعب الفلسطيني نحو تشبيب القيادة السياسيّة في البلاد وانتخاب مرشّحين نابعين من العمق الفلسطيني.

وفي هذا السياق تحدّث المسؤول ذاته عن استبعاد ترشيح البرغوثي أو انتخابه رئيساً للشعب الفلسطيني. يُذكر أنّ البرغوثي يقبع حالياً في سجون الاحتلال منذ ما يقارب العقدين. من أجل ذلك، يفضل معظم الفلسطينيين انتخاب رئيس باستطاعته فهم المشاكل الحقيقية التي تواجه الشعب الفلسطيني، حسب رأي المسؤول ذاته.

وتُشيد الكثير من الفعاليات السياسيّة بالدور الذي لعبه البرغوثي في المقاومة الفلسطينية، إذ يحظى البرغوثي باحترام واسع داخل الطيف السياسي الفلسطيني، إلّا أنّ قبوعه في سجون الاحتلال لما يقارب العشرين سنة تجعله بعيدا عن التغيرات الكبرى التي طرأت على القضية الفلسطينية طيلة العقدين الماضيين.

وفي سياق الحديث عن الانتخابات الفلسطينية، أصدر الرئيس الفلسطيني أبو مازن مرسوماً رصد موعد إجراء الانتخابات القادمة، والتي ستكون مقسمة على مراحل ثلاثة: انتخابات تشريعية، انتخابات رئاسية، وانتخابات المجلس الوطني، وقد جاء المرسوم بعد أيّام من تراجع حماس عن شرط إجراء الانتخابات بالتزامن وقبولها إجراءها بالتوالي. 

تعيش فلسطين حركية سياسية غير مسبوقة، ومع الآمال التي تحملها الانتخابات القادمة، فإنّ المخاطر التي تواجه العملية السياسية الفلسطينية قد تعصف بالمسار بأكمله، لذلك يُشترط الحذر والحكمة في التعامل مع الوضع الذي يمكن وصفه في أفضل الأحوال بالحساس والمتقلب.

لارا أحمد – كاتبة وصحافية من الأردن

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here