على هامش تلويحة بتنفيذ عقوبة الإعدام بالإرهابيين المُدانين

على هامش تلويحة بتنفيذ عقوبة الإعدام بالإرهابيين المُدانين

بقلم مهدي قاسم

لم تترك أحزاب سلطة الفساد المافيوية شيئا و إلا استغلته لصالح مكاسبها السياسية الرخيصة ، حتى لو كلف ذلك مئات آلاف من أرواح بريئة لمواطنين مسالمين ، مثل التعامل الحربائي مع الإرهاب والقوى الإرهابية وممثليها السياسيين ، إذ إنها لم تكتف بالتواطؤ مع هذه القوى الإجرامية بغية إدامة العمليات الإرهابية لفترة طويلة جدا بهدف خلق تخندق و اصطفاف طائفيين ، إنما سعت إلى الاحتفاظ بالإرهابيين المدانين بعقوبة الإعدام وعدم تنفيذ قرارات الأحكام القضائية لاستغلال هؤلاء المحكومين لمساومات أو ضغوط أو صفقات سياسية في أي وقت وحسب متطلبات ظروف سياسية آنية أو مستقبلية ، وحتى تهريبهم من المعتقلات مثلما حدث مرارا وتكرارا ، وليس هذا فقط ، بل توفير لهم إمكانية الاتصالات الهاتفية للاتصال بالعالم الخارجي ــ حسب مصدر أمني ــ وتحديدا بعناصر التنظيم الداعش الإرهابي ، ربما لترتيب وتنظيم وتنفيذ عمليات إرهابية جديدة هنا وهناك في أنحاء العراق ..

لنتصور هذه الكمية الهائلة من الانحطاط و السفالة عند هؤلاء الساسة المتنفذين المتاجرين بالدم العراقي كأرخص سلعة بالنسبة لهم ووسيلة سهلة للإثراء السريع :

ـــ فأنهم ليس فقط لا ينفذون قرارات الأحكام القضائية القطعية إنما يوفرون إمكانيات وأجواء لهؤلاء الإرهابيين أن يمارسوا نشاطهم الإرهابي ــ ولو تنظيميا ــ وهم في المعتقل ومحكومين بعقوبة الإعدام ليتصلوا بتنظيمهم عبر الهاتف الجوال ..

فضلا عن أن هؤلاء المدانين بأحكام قطعية وسارية المفعول يكلفون خزينة الدولة عشرات ملايين من الدولارات سنويا بين نفقات الحراسة والغذاء والدواء الماء والإنارة ومستلزمات النظافة وغير ذلك ..

بينما بهذه المبالغ الطائلة التي تنفق على هؤلاء المدانين يمكن إعالة مئات عائلات فقيرة أو تشغيل أعدادة كبيرة من العاطلين عن العمل ..

أما التعذر والتحجج بأن هذا الرئيس أو ذاك لا يوقع على قرارات عقوبة الإعدام فنقول إذا كنتم جادين في تنفيذ قرارات الأحكام القضائية فلماذا لا تشترطون على الأحزاب الكوردية أن لا يرشحوا رئيسا للجمهورية إلا شخصا يكون مستعدا لتوقيع على أحكام الإعدام ؟….

علما أنه جرت مرارا عمليات إطلاق النار على المتظاهرين من أجل الخبز والعمل والخدمات وقتلهم ببرودة دم في مناطق ومدن الإقليم ، بأوامر من أحزاب متنفذة مسؤولين كبار في الأقليم ، ولكنهم هم أنفسهم يرشحون” سياسيا كورديا ” ليكون رئيسا للعراق الذي يرفض التوقيع على قرارات الإعدام بحق الإرهابيين المدانين بذريعة حماية حقوق الإنسان ..

كأنما حياة الإرهابي أغلى وأثمن من حياة الكوردي الذي يتظاهر من أجل الخبز والعمل وضد الفقر والجوع !..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here