هل غيَّر الإسلام قواعد الحرب؟!!

هل غيَّر الإسلام قواعد الحرب؟!!
الحرب كسلوك بشري دامي غابي متوحش رافق البشرية منذ الأزل , ولم تتغير قواعدها ومنطلقاتها , وما يدور أثناءها بين المتحاربين , وما يترتب على نهايتها , ولا علاقة لها بدين , فما كان يجري في زمن السومريين وما قبلهم يجري في أي حرب معاصرة.
وسلوك الحرب وما يرتبط به بقي على حاله في مسيرة البشرية , فما كان يُرتكب فيها قبل آلآف السنين يُرتَكب اليوم.
فالبشر هو البشر , والنفس هي النفس , وما كانت تثيره الحرب في سالف الأزمان تثيره في هذا الزمان.
الحرب تعني القتل , الغنائم , السبي , وغيرها الكثير.
والذين يكتبون عن الحروب يغفلون هذه الحقائق السلوكية , ويربطون الحروب بالعقائد والأديان , وكأنها غيّرت الطبع البشري وحولته إلى إنسان.
فالإسلام لم يغير عمليا قواعد الحرب , ومضى على نهجها المتعارف عليه , ولا يعنيه دين الذي يحاربه حتى ولو كان الإسلام , فقواعد الحرب تنطبق عليه , فالمسلم يقتل المسلم في الحرب , وإذا إنهزم طرف تحول إلى غنيمة , فتُسبى النساء , ويُقتل الرجال , وتُنتهك الحرمات , ويستحوَذ على الأموال.
وهذا السلوك تكرر في بداية الإسلام , في حروب الردة , وعندما أستبيحت المدينة ومكة في زمن الأمويين , وفي موقعة (الحرة) , وغيرها من المنازلات الدامية بين المسلمين .
وفي العصر الحديث , الحرب جرت بين دولتين (العراق وإيران) مسلمتين , وكانت أطول حرب في القرن العشرين.
وأُرتكِبَت بها جرائم بشعة وقُتِلَ أسرى من الطرفين , وما نفعَ الإسلام , وما تمكنت الدول المسلمة من إيقافها.
فالحرب تعني الحرب , والدين أيا كان لا علاقة له بما سيجري في الحرب , وإنما هي النفس البشرية بنوازعها العدوانية المنفلتة التي ستتولى الأمر فيها.
فالخلط بين الحرب وأي دين إعتداء على ذلك الدين , فعندما تدّق أجراس الحرب ينتفي وجود أي دين , والفاعل هو دين النفس الأمارة بالسوء والعدوان.
فهل سنتمكن من قراءة التأريخ بمنظار سليم؟!!
والذي يرى غير ذلك عليه أن يأتينا بدليل مبين!!
د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here