انحراف تطورنا البيولوجي قد يعرضنا الى الشذوذ الجنسي (*) مع اضافة هامة لكاتب السطور (1)

انحراف تطورنا البيولوجي قد يعرضنا الى الشذوذ الجنسي (*) مع اضافة هامة لكاتب السطور (1) بقلم د. رضا العطار

انشر هذا المقال رغم كراهية موضوعه، كونه وفير في معلوماته البيولوجية، غني بحقائقه العلمية والتاريخية وذلك بهدف الارتقاء بالمستوى المعرفي !

التطور البيولوجي مفتاح سحري نفتح به ما يستغلق علينا من نزوات الطبيعة البشرية ونزعاتها. ففي كل منا عرق مستتر، يمت الى آبائنا البدائيون عندما كانوا وحوشا يعيشون في ظلام الغابة، تحيطهم الضواري، يهربون منها الى الاشجار او الكهوف.
وما زال صغارنا يحلمون انهم يهوون من علو، ويوشكون ان يهلكوا، لكنهم قبل الصدمة يفيقون من نومهم فزعين. وليس هذا الحلم سوى الذاكرة القديمة الموروثة من هؤلاء البدائيين. وقد انطبعت هذه الذاكرة المؤلمة في عقولهم الباطنة حتى ظهرت في احلامهم.
وليس شك في ان هذه الاحلام تمثل يقظة أبائنا. فنحن في الحلم نتكلم بلغتهم، لان العقل الباطن هو عقل الجدود القدماء.

يختصر الجنين في الاشهر التسعة التي يقضيها في الرحم، تطور الانسان منذ ان
نبضت الحياة في الخلية الاولى في طين السواحل للمستنقعات الدافئة قبل (الف مليون سنة) الى ان صار انسانا سويا ـ هذا ما يقوله داروين في نظريته . . . . فتنمو هذه الخلية وتكبر حتى تأخذ ما يشبه شكل السمكة، فتظهر الخياشيم، ثم يتخذ هيئة البرمائيات كالضفادع، ثم يدخل مرحلة ما بين الزواحف واللبونات، فيكون له ذنب وشعر الى ان يدخل في طور الانسانية. وهو انما يسلك هذا السبيل لأن له ذاكرة خفية، يحتفظ بتاريخ الانسان منذ بدأ الخليقة الى الان.

فاذا كان للجنين ذاكرة تلهمه بان ينمو على طريقة اسلافه القدماء بعينها، فإن للطفل او الصبي ذاكرة خفية ايضا تبعث في نفسه غرائز الجدود الاقربين عادة والابعدين احيانا. فالطفل يمشي على اربع، يولد وذراعاه في طول ساقيه شأن الحيوان القديم، ثم يخرج من هذا الطور ويستوي على ساقيه، وتتأخر ذراعاه عن النمو بالنسبة الى ساقه. وهو يبقى مدة غير قصيرة يحب التعلق والتسلق، ويلذ له السير على الحافات الدقيقة ونحو ذلك، مما يرجع به الى غرائز الاقدمين الذين كانوا يتحصنون اغلب وقتهم على الاشجار.
وبعد هذه المقدمة ندخل في صلب الموضوع، وهو البحث عن اصل اللواط، ننظر اليه من زاوية علم التطور !

ليس شك في ان الصبيان بل الاطفال يعبثون احيانا باعضائهم التناسلية بدافع الغريزة الجنسية وهم يشعرون ببعض اللذة في ايقاظ هذه الغريزة، فنضربهم كي يكفًوا، وهم احيانا يختلطون بالسر بصبيان آخرين اختلاطا يقصدون منه اللذة الشاذة عن طريق ممارسة العادة المذمونة.
فكيف نشأت هذه الغريزة المجنونة ؟
يجب ان نذكر انه ليس كل صبي يفعل ذلك، رغم ان بذور الغريزة كامنة لدى جميع الصبيان، انها قوية في بعضهم ضعيفة في آلاخرين، ولا ننسى ما للرادع الديني والتربية العائلية القويمة من التأثير الايجابي على سلوك الطفل في البيئة الاسرية.
يمر معظم الصبيان بهذه المرحلة من التطور من حياتهم ويدخلوا في طور الشباب دون ان يشعروا بها الا ضعيفة لا يأبهون بها ولا تبلغ من نفسهم سوى الاستحسان لجمال صبي آخر يلعبون معه.

ولا بد ان القارئ قد لاحظ ان خصيتي الديك تبقيان داخل جسمه ولا تتدليان. ولا بد ايضا انه لاحظ ان للدجاجة فتحة واحدة من خلف وان التلاقح يتم بينها وبين الديك عن سبيل هذه الفتحة . . . والان اذا قلنا ان بعض الاطفال يولدون واحدى خصيتهم او كلتاهما لا تزال داخل الجسم، افلسنا نفهم من ذلك ان هؤلاء الاطفال قد ساروا سيرة الجدود القدماء من طيور وبرمائيات وزواحف ؟

ان ما حدث في تكوين الخصيتين هي (ردة)، أي رجع فيها الطفل الى الوراء بمعنى ان ذاكرة الجدود القدماء كانت اقوى فيه من ذاكرة التطور الجديد الذي قضى ان تخرج الخصيتان وتتدليان من الجسم. وهذه الردة كثيرة الحدوث في الانسان. ونحن نسمي السمات القديمة اذا ظهرت شاذة في الانسان ردة، كالشعر عادة والذيل في النادر، لكنها اذا ظهرت وعمت جميع الافراد تقريبا لم تعتبر ردة مثل (الزائدة الدودية)، وهي اثر حيواني قديم لا فائدة لنا منه. وهي لذلك ليست شاذة.

ولكن الردة كما تحدث في اعضاء الجسم كذلك تحدث في غرائز النفس ـ ـ فالطفل الذي يولد وخصيتاه في باطنه كالطيور، قد نجد بأزائه طفلا آخر يولد فإذا صار صبيا استيقظت غرائز هذه الحيوانات القديمة في نسيج جسمه وعقله معا، فالصبي يستحسن الاختلاط من خلف بقوة هذه الذاكرة المماتة. فهو يوقظ في نفسه غريزة، كان يجب ان تموت ولكنه يحييها.

فإذا شبً الصبي الى المراهقة وهو يستحسن الصبيان، وألف عادة اللواط واكب عليها، حينذاك تدمغ الصبغة البهيمة في مسالك اعصاب الدماغ الكائنة في اللحاء الرمادي الخارجي للرأس (هذا ما يؤكده علم التشريح الباثولوجي). انذاك يشق على المصاب بهذه العادة ان يخرج منها حتى لو عرضت له اجمل نساء العالم.

في ضوء الشرح اعلاه، نلاحظ ان الاطفال والصبيان يلذ لهم مس اعضائهم التناسلية ومسحها، ونرى من واجبنا ان نزجرهم ونكفهم عن ذلك. فإذا صار الصبي الى سن المراهقة ووجد للشهوة سبيلا طبيعيا تنفرج اليه كالزواج، فذاك، وإلا فهو عائد الى الطريقة التي الهمته اياها غريزته وهو طفل، فيعود عندئذ الى (العادة السرية) التي تفشو بين 95 % من الشباب واكثر، وهي تبدأ منذ دور المراهقة حوالي سن 13 ـ 14، ولا يخفى ما لهذه العادة السيئة من انعكاسات نفسية ضارة.

يكون الانسان طبيعيا ما دامت غرائزه في مرحلة تطوره اعتيادية. ولكن اذا عوكس الفرد في غرائزه الجديدة، انكفأ الى غرائزه القديمة. لان في الجسم قوة تندفع الى الخروج. فإذا وجدت ابواب الغرائز الجديدة مقفلة دونها عمدت الى الابواب القديمة. وبعبارة اخرى، اذا وجد الفرد ان ابواب التعارف الجنسي بالطرق الانسانية عن طريق الزواج موصدة امامه، عمد الى الطريقة البهيمية، عادة اللواط ـ ـ وايضا اذا وجد ان هذه الطريقة قد اقفلت دونه ايضا عمد الى طريقة العادة السرية.

ومن هنا انتشار هذه الافة بين جموع من يحرمون من النساء كالرهبان والجنود ونزلاء السجون، بيد ان الجندي عندما يُسرًح والسجين يُطلق سراحه ويتزوجوا، تعود حياتهم كما كانت حياة اعتيادية، اما اذا بقى احدهم مستمرا على العادة المقيتة مستحسنا الصبيان، تأصلت فيه العادة فيشق عليه عندئذ الاقلاع عنها. فالشاب الذي ينغمس في اللواط، هو كالصبي الذي يروح ويغدو وهو لا يزال عالقا بثدي أمًه يرضعه.

من هنا ندرك عظمة المسؤولية الملقاة على عاتق الوالدين في الرعاية المكثًفة لأبنائهم منذ عهد الطفولة وطيلة سنوات نموهم الى حين ان يستقروا في الحياة الزوجية، يجب التمعًن في سلوكهم، نراقبهم دوما، نعوًدهم على قيم الاخلاق العالية والعادات الفاضلة بغية تقوية شخصيتهم، تنجيهم من المزالق، ترشدهم الى الصراط القويم.
• مقتبس من كتاب ـ اليوم والغد ـ لمؤلفه الموسوعي سلامة موسى.

(1) سُعدت كثيرا عندما قرات مقالة السيد نبيل عبد الامير الربيعي في صحيفة المثقف في 30، 1، 21 بعنوان الطفولة واللسان والفطرة حيث يقول :
حدث ان نشرت جريدة الزوراء البغدادية عام 1996 عن طفل عراقي بدا لأهله غريب الاطوار يكرر كلمات مبهمة لا يفهمها احد، وقد ظنوا ان طفلهم مصاب بالجنون، فعرضوه على طبيب الذي قال، يبدو ان الطفل يتفوه بمفردات لغة مجهولة و اقترح بدوره ان يراه خبير الالسنة، فتصاعدت المفاجأة اكثر حينما قال لهم الخبير اللغوي ان ما يتكلم به الطفل من كلمات يبدوا انها (اكدية) المخارج. وهي لغة انقرضت بما لا يقل عن ثلاثة آلاف عام خلت. هذا ما ورد في (د. علي تويني، الالسنة العراقية، امالي الشجون، في الذاتية الثقافية، دار ميزوبوتاميا ط1 ، 2013 ص 55 )

اقول بعد هذا، ألم يحق لنا ان نجزم بان الظاهرة الغريبة التي لوحظت في هذا الطفل قد جائت متناغمة مع السياق الذي يؤكده داروين في نظريته بأن ( الانسان خلال مراحل تطوره، يسلك هذا السبيل، لان له ذاكرة خفية تحتفظ بتاريخه منذ بدأ الخليقة الى الوقت الحاضر. فإذا كان للجنين ذاكرة تلهمه بان ينمو على طريقة اسلافه القدماء، فإن الطفل له ذاكرة خفية ايضا تبعث في نفسه غرائز الجدود الاقربين عادة والابعدين احيانا. فلا عجب لو ولد طفل هندي وله ذنب، كما حدث في الماضي البعيد).

ان ما حدث في اعضاء جسم الطفل الهندي هي ردة، كذلك يمكن ان تحدث الردة في غرائز النفس وفي نسيج العقل تستيقظ بقوة الذاكرة القديمة.
فالكلمات الغريبة التي نطق بها الطفل العراقي ما هي سوى ذاكرة موغلة في القدم، كانت موروثة ومنطبعة في العقل الباطن لجدودنا القدماء المنحدرين اصلا من الاقوام الأكدية التي سكنت العراق قديما.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here