خافوا من ان تكون (الخيانة وجهة نظر) اليوم (الخيانة مشرعنه باسم العقيدة) وجعل (العقيدة قبل الوطن)

بسم الله الرحمن الرحيم

خافوا من ان تكون (الخيانة وجهة نظر) اليوم (الخيانة مشرعنه باسم العقيدة) وجعل (العقيدة قبل الوطن)

الخيانة (الاخلال بالامانة والعهد).. فسابقا كتب القيادي الفلسطيني المقرب من عرفات (صلاح خلف) المعروف بأبي اياد.. في كتابه (فلسطيني بلا هوية) وقال فيها (اخشى ما اخشاه ان تصبح الخيانة وجهة نظر)… والمهزلة اليوم الخيانة ليست فقط وجهة نظر.. بل مشرعنه باسم العقيدة .. بمسخ (القومية والمذهب) باديولوجيات ما انزل الله بها من سلطان..

فاي عقيدة هذه التي تجعل الولاء لها قبل الوطن.. الا عقيدة الاشرار..

فالولاء للوطن من الاخلاق.. ولا يسبق الاخلاق شيء .. فجوهر اي دين هو الاخلاق .. ولا يتناقض شرع الله مع الاخلاق كما هو مفترض.. والدليل (الوضع بالعراق حاليا بظل الاسلاميين) عندما جعل الولاء للعقيدة قبل الوطن انتشر الفساد والرذيلة بارض الرافدين.. فالعقائد المنحرفة (كالولائية)..جعلوا العراق مجرد كلب حراسة لبوابة جمهورية ايران باسم (الجمهورية الاسلامية) في ايران بعمق العراق وسوريا ولبنان.. فاصبحت ثروات العراق (مجهولة المالك ويفعل بها حاكم ايران ما يشاء بحجة الحاكم الشرعي).. وانتشرت المخدرات والفقر والبطالة المليونية والدمار بارض الرافدين.

كذلك بزمن حكم القوميين والبعثيين منهم .. (جعلوا الولاء للعقيدة القومية قبل الولاء للوطن..)

ففرضت الدكتاتوريات بقسوتها ووحشيتها التي جرت العراق لحروب ليس للعراق فيها ناقة ولا جمل.. وجعل العراق فيها مجرد كلب حراسة لخرافة البوابة الشرقية لمصطلح الاديولوجية القومية (الوطن العربي) الذي اصبح العراقيين وقود لها.. فعمت الخراب ودمار الحروب وتهجر وهاجر الملايين هربا من جحيم حكم القوميين..

ولا ننسى جعل العراق مجرد ولاية ايضا بزمن (حكم الاسلاميين – دولة الخلافة) داعش فميعت ايضا الحدود العراقية مع الجوار ..وجعل العراق مجرد كلب حراسة (لبوابة دولة الخلافة).. ..

علما العقيدة الناصرية والعقيدة البعثية .. جوهرهما الولاء للاجنبي بتشريعها باسم القومية..

لتمييع الحدود فولاء البعثي للاجنبي ميشل عفلق السوري، وولاء الناصري للاجنبي جمال عبد الناصر المصري الهالك.. حاكم مصر.. (واصحاب العقائد المنحرفة الصدرية) ولاءهم للبناني الاصل مقتدى الصدر.. و(العقيدة الولائية) ولاءها للاجنبي حاكم ايران خامنئي.. علما بمجموعهم ينطبق عليهم تهم الخيانة العظمى والتخابر مع الجهات الاجنبية .. باقسى العقوبات اقلها الاعدام ومصادرة اموالهم المنقولة وغير المنقولة.. كمقترفين لجريمة مخلة بالشرف (الخيانة)..

فالولاء للوطن والبراء لمن يخون الوطن.. وهنا نقصد بالوطن هي الارض ..

التي تنتمي لها ولسكانها بخصائصهم المميزة لهم.. فالكردي مثلا الذي يوالي ارضه وشعبه بكوردستان ويطالب باستقلالها عن العراق.. ليس (خائنا) فهذا من حقه .. ولكن من يدعي الولاء للعراق ويخونه بالتامر مع الاجنبي الاقليمي لجعله العراق مجرد اقليم تابع لدولة اجنبية (مصر) باسم العقيدة القومية.. ويوالي زعيم اجنبي جمال عبد الناصر.. ويتامر على الزعيم العراقي عبد الكريم قاسم .. من يقوم بذلك ينطبق عليه الخيانة العظمى.. او تتامر مع الاجنبي الاقليمي لجعل العراق جزء من ايران وتوالي زعيم اجنبي خميني حاكم ايران.. والقائد القوات المسلحة الايرانية حسب الدستور الايراني.. فهذه الخيانة العظمى..

فمن حيث المبدأ لك الحق ان تعارض اي حاكم بالعراق..واستبداله بزعيم عراقي اخر. .ولكن ليس من حقك ان تعارض حاكم عراقي لاستبداله بحاكم اجنبي هنا الطامة الكبرى..

علما (الولاء للوطن هو الولاء للارض كالنخلة جذورها بالارض)..

فالولاء للوطن الولاء للبيت والعائلة.. اي للارض والشعب الذي تنتمي له بهذه الارض.. والوطن له حدوده وقوانينه وخصوصيته واستقلاله ونظامه السياسي المستقل .. عن اي حدود ودول واوطان اخرى.. فهل يرضى احد ان يخون بيته واهله بدعوى العقيدة، هل يقبل احدهم ان يزج اخوانه واقاربه بحروب لصالح الجيران.. هل يقبل ان (يقلل من شان ومكانه ابيه) ليعلن ولاءه (لابو الجيران).. هل يقبل ان (يستبيح اموال بيت ابيه بدعوى مجهولة المالك ويفعل بها الجيران ما يشائون).. فمن يفعل ذلك هو عاق الوالدين وخسيس وبائس..

فنجاح الدول المعتبرة والمستقرة وتطورها ليس ماديا.. بل مبني على حرية لها حدودها

التي لا تتجاوز حدود الاوطان وحدود الاخرين.. فلكل انسان له حق حرية الراي والاختيار والمعتقد.. والحرية تسمح بالاختيار بحدود مصالح الوطن .. والتنوع يسمح بتغيير السياسات وتجربة ما ينفع منها وما لا ينفع .. مقياسها مصالح الشعب وبالتالي الوطن.. بعيدا عن الشعارات والهتافات الرنانة التي لا تسمن ولا تغني عن جوع.. فحدود مصالح الوطن وسكانه هي العليا .. واي ولاء لاصنام وانصاف الهة…. وليس جعل الولاء لاصنام وانصاف الهة.. ولا يوجد شيء لثوابت ومقدسات وراي واحد وتخوين وجمود وموت..

المحصلة:

اخطر ما تسببت به الاديولوجيات المسمومة (القومية والاسلامية) هي ضعضعة انتماء الشعوب لجذورها وارضها..

……………..

واخير يتأكد لشيعة العراق بمختلف شرائحهم.. ضرورة تبني (قضية شيعة العراق)…. بعشرين نقطة.. كمقياس ومنهاج يقاس عليه كل من يريد تمثيلهم ويطرح نفسه لقياداتهم .. علما ان هذا المشروع ينطلق من واقعية وبرغماتية بعيدا عن الشعارات والشموليات والعاطفيات، ويتعامل بعقلانية مع الواقع الشيعي العراقي، ويجعل شيعة العراق يتوحدون ككتلة جغرافية وسياسية واقتصادية وادارية.. ينشغلون بأنفسهم مما يمكنهم من معالجة قضاياهم بعيدا عن طائفية وارهاب المثلث السني وعدائية المحيط الاقليمي والجوار، وبعيدا عن استغلال قوى دولية للتنوع المذهبي والطائفي والاثني بالعراق،.. والموضوع بعنوان (20 نقطة قضية شيعة العراق، تأسيس كيان للوسط والجنوب واسترجاع الاراضي والتطبيع) وعلى الرابط التالي:

https://www.sotaliraq.com/latestarticles.php?id=222057#axzz4Vtp8YACr

سجاد تقي كاظم

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here