إلى متى تعبث الأحزاب والمنظمات الكوردية بمصير الشعب الكوردي الجريح؟!

محمد مندلاوي

إن صفحات التاريخ القديم والحديث تخبرنا بكل وضوح وشفافية عن الداء المستعصي، الذي هو التشتت وعدم الاتحاد فيما بينهم، ليس هذا فقط، بل ومعاداة بعضهم بعضا دون سبب يذكر، وهذا هو العبث بعينه. لكنهم حين يصبحون مطية للأجنبي والمحتل الغاشم يستبسلون بمقاتلة أبناء جلدتهم!!، حتى قيل عن المرتزقة الكورد (جاش) مرتزقة مبدئيون!! لقد قيل في وقتها، أن لدى المجرم صدام حسين 300 ألف مرتزق كوردي!!، بينما قوات الـ”پيشمەرگە” الكوردية لم تتعدى 7000 آلاف مقاتل!! من المعروف بين شعوب العالم أن كفة الثورة هي الأقوى والأكثر دائماً، إلا عند الكورد، تجد عدد المرتزقة أضعاف مضاعفة من مقتلي الثورة؟؟؟!!!. قبل أيام معدودة أشار قائد من الحشد الشعبي المجرم في كركوك وتوابعها بإصبعه الصغير إلى بعض شباب الكورد… كي يقوموا بتشكيل قوات من المرتزقة (جاش) باسم الحشد الشعبي الكوردي، سرعان ما اصطف العديد من هؤلاء الشباب دون خجل وحياء بطوابير طويلة كالحيوانات التي تصطف أمام معلفها،لقد وقف هؤلاء التوافه أمام أبواب هذا الحشد المحتل لمدينتهم كركوك السليبة؟؟؟!!!. لكي أكون واضحاً في كلامي، بعد عام 1992 أي خلل حدث ويحدث في المنظومة الاجتماعية في إقليم كوردستان والمناطق المستقطعة مسئول الأول والأخير عنه حزبي الاتحاد الوطني الكوردستاني، والحزب الديمقراطي الكوردستاني، لأن القرار الكوردي الحزبي والرسمي بيديهما. عزيزي القارئ الكريم، للأسف الشديد، أن معاداة الأحزاب الكوردية لبعضها ليس في جنوب كوردستان فقط، تعال معي والقي نظرة على شرق كوردستان تجد ثلاث تنظيمات باسم كومله (العصبة) وحزبان باسم الديمقراطي الكوردستاني وواحد منهما يذيل اسمه بـ -إيران- والآخر اكتفى فقط باسم الحزب الديمقراطي الكوردستاني، قلنا هذا شيء جيد، لقد رفع لاحقة إيران من اسمه، لكن الطامة هنا حين تتكلم قياداته عن شرق كوردستان تجدها عشرات المرات تكرر كوردستان إيران!!! لا أعلم لماذا رفع اسم بلد الاحتلال من ذيل اسمه؟؟؟!!! ليس هذا فقط كل هذه الأحزاب في شرقي كوردستان كمرض عضال الكل يعادي الكل!!!. دعني عزيزي أضع أمامك نبذة عن الارتزاق الكوردي. لابد إنك قرأت أو سمعت بالمقاومة الكوردية في قلعة “دم دم” لجيش الاحتلال الصفوي، جيش المجرم شاه عباس 1571- 1629م بقيادة الأمير الكوردي المعروف بـ”لب زێڕین” أي: ذات الكف الذهبي. إن ذنب هذا الأمير أراد أن يستقل بشعبه الكوردي وهذا ما لم يرق للشاه الإيراني عباس لذا أعلن الحرب عليه، المشكلة ليس هنا، المشكلة أن العديد من أمراء الكورد وقفوا مع اللعين عباس الصفوي ضد الأمير الكوردي، عندما قرأت

هذه الصفحات المخزية قلت الخائن ليسوا هؤلاء الكورد مع مع شاه عباس، بل الخائن هو الأمير “لب زێڕین” لأن أمراء الكورد مع شاه عباس أكثر من خمسة عشر أميراً و”لب زێڕین” لوحده إذاً الأكثرية مع المحتل الصفوي؟؟؟!!!. وفي شمال كوردستان احتكر حزب كبير كل الساحة الكوردية له ولا يسمح للأحزاب الكوردية الأخرى بالتحرك كيفما ما يشاء، رغم أن لهذه الأحزاب الكوردية تاريخ مشرف في النضال ضد الاحتلال التركي الطوراني البغيض. وفي غرب كوردستان، الذي ليس فيه من الكورد سوى الشريحة الكرمانجية، لكن العداء مستحكم بين أحزابه وتنظيماته ولا يتصالحوا، حتى أن مبعوثاً من أمريكا وآخر من أوروبا جاءهم وحاولا مراراً أن يصلح بينهم لكن دون جدوى، العداء مستفحل بينهم ولا يتفقون على صيغة مشتركة للعمل، وهم يرون بأعينهم أن المحتل العربي ذلك الكلب المستأسد القابع في دمشق يشحذ لجميعه سكينه الصدأ. والآن نعود إلى بيت القصيد في موضعنا، إلا وهو جنوب كوردستان، حقيقة لا يحتاج الأمر إلى وصف وشرح، لأن عموم الشعب الكوردي يعرف أن أحزابه كصراع على السلطة والمال قتلت خيرة مقاتلي بعضها. طبعاً هنا لا نستثني الأحزاب والمنظمات الإسلامية العاملة في كوردستان، أبو أسامة وأبو مثنى، والتي تغرد خارج السرب وتحاول تعريب كوردستان باسم الإسلام بدءاً من أسماء أبنائنا كمثنى، وأسامة، ومقداد، وعائشة، وحفصة، وخنساء الخ. مع أن القرآن في سورة الروم آية 22 يقول: ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين. لكن عزيزي المتابع، أن علة العلل هي حزبي الاتحاد الوطني، والديمقراطي الكوردستاني، وأضيف لهما في الأعوام الأخيرة حركة هي الأخرى عبثية تسمى بحركة التغيير (گۆڕان)، أن هؤلاء ثلاث أضواء المسرح يتحملون أمام الشعب والتاريخ كل ما ينزل من مآسي بالشعب الكوردي الجريح الآن أو في المستقبل. وفيما يتعلق الأمر بضياع كركوك والمناطق المستقطعة الأخرى أن المسئول عنه الحزبان الرئيسيان اللذان تتقاسمان السلطة في الإقليم. لأنهما كانا لهما الدور الأكبر في كتابة الدستور الاتحادي العراقي وقبلا بما جاء فيه من مواد وفقرات، وقبلا بالمادة 58 التي صارت تحمل فيما بعد رقم 140، عزيزي القارئ،لا يوجد حزب في العالم يوافق على إجراء استفتاء على أجزاء من وطنه!!! أن المحتل العربي عرف سذاجة السياسي الكوردي حين قبل بالمادة 58 التي كما أسلفنا صارت فيما بعد المادة 140 في الدستور الاتحادي العراقي، والتي مضت أربعة عشر عاماً على التاريخ المحدد للانتهاء من تطبيقها. لا ننسى أن الذي ضيع كركوك هما الحزبان المنافسان، والعائلتان الحاكمتان. لقد حكما كركوك لعدة أعوام، لكنهما كالعادة انشغلا بأمور حزبية ضيقة، يقال حتى الشارع الواحد قسماه فيما بينهما وتجد في جانب حزب الاتحاد له اسم!!!، وفي جانب حزب الديمقراطي له اسم آخر!!!. وحين طالبا بعودة كركوك إلى وطن الأم كوردستان قال لهما التحالف الدولي متهكماً يا ترى على أية إدارة تريدون عودتها على أربيل أم السليمانية؟؟!!. حقاً كما قيل: إن الكوردي يجيد كل شيء إلا السياسة. ذات يوم شاهدت “نوشيروان مصطفى” رئيس حركة التغيير في إحدى القنوات قال باللغة الكوردية: ئەگەر کەرکووک هاتەوە سەر کوردستان = إذا عادت كركوك إلى كوردستان. هل يوجد سياسي يعرف ألف باء السياسة يقول”إذا” وهو في صراع مع الجنب الآخر الذي يريد أن يقضم هذه المدينة الكوردية العريقة؟؟!!. دعك من كركوك، الآن وفد كوردي من حكومة الإقليم في بغداد ويرأسه نائب رئيس مجلس الوزراء وهو من حزب الاتحاد الوطني ومنح له كل الصلاحيات الخ. لكن، هناك قيادات في حزبه كأنها في المعارضة تنتقد الحكومة الكوردية على مدار الساعة!!! حقيقة نحن كأبناء هذا الشعب الجريح لا نعلم كيف نفهم سياسة هؤلاء حتى نعرف إلى أين يتجه إقليم كوردستان. الشيء الآخر الذي يحز في النفس، البارحة شاهدت المدعو “هوشيار عبد الله” عضو في البرلمان الاتحادي العراقي عن حركة التغيير، الذي كعادة أعضاء الحركة ترك مهنة الإعلام، وذهب إلى البرلمان الاتحادي العراقي لأن امتيازاته كبيرة وكثيرة جدا قياساً بالإعلام، وصرح هوشيار هذا الآتي: إذا الوفد الكوردي المفاوض لا يصل إلى نتيجة مع بغداد نحن سنتفاوض مع بغداد بمعزل عن الإقليم!!!. أليس هذا الكلام في هذا الوقت بالذات يعتبر ضغط على الوفد الكوردي لصالح بغداد؟؟؟!!! يا ترى كيف تكون العمالة أحمر أخضر؟؟؟!!!. كلام هوشيار هذا يذكرني بكلام مشابه كنت قد سمعته من رئيس حركته نوشيروان حين طالب من حيدر

العبادي رئيس مجلس وزراء الإقليم أن يعتبر السليمانية إقليماً. لكن حيدر العبادي ظهر في وقته وكأنه أكثر كوردية من نوشيروان ورد عليه قائلاً: أنا لا أستطيع أن أقوم بهذا العمل لأن لدي دستور يقول إن إقليم كوردستان عبارة عن ثلاث محافظات لذا لا أستطيع ألبي طلبك وأتعامل مع محافظة من محافظات الإقليم بمفرده. لكنه كأي محتل آخر تنكر لأقواله تلك والبارحة قال كلاماً يخالف ما قاله لنوشيروان مصطفى؟؟!! وهكذا هي المتحدثة باسم جماعة حيدر المسمى ائتلاف الـ “نصر” وهي المستحجبة ” آيات مظفر نوري” بعد أن سمعت عملاء الشيعة من أهل السليمانية… وهم يهددون إقليم كوردستان إذا لا يصل إلى اتفاق مع بغداد سيتوجهون بمعزل عن الإقليم إلى بغداد، هي الأخرى قالت: كل محافظة في الإقليم تستطيع أن تطلب الرواتب وغيرها من بغداد بمعزل عن الإقليم. بالله عليكم هذه نائبة وتحافظ على الدستور التي أقسمت على تطبيقه!! أليست هذه الشمطاء بهذه الصفة الشيطانية اسمها على مسمى آيات شيطانية ؟. عزيزي المتابع، كنا نتوقع من السليمانية كعاصمة لثقافة كوردستان أن تطالب بتوحيد عموم كوردستان من البحر إلى البحر، إلا إنها كحليمة رجعت إلى عادتها القديمة؟ تريد أن تنفصل عن الجسد الكوردي اللعنة عليكم وعلى كل من يوافقكم ويسوق لأكاذيبكم في هذه الرحلة الخيانية. يجب على الشعب الكوردي أن ينبذ هؤلاء الأوباش كما تنبذ الحيوانات الناقلة للأوبئة. نحن فتيات وفتيان الكورد، نطالب بصوت عالي من حكومة إقليم كوردستان أن أية مدينة أو قرية كوردستانية تحاول أن تنفصل عن الجسد الكوردي تحت أية ذريعة كانت يجب عليها أن ترسل قوات الـ”پێشمەرگە” إليها لكي تسحقها كما تسحق الحشرات تحت الأحذية، حتى تفشل مشروع بغداد التآمري والخياني وذلك من خلال عملائها كورد الجنسية. نطالبكم أن لا تدعوهم يكرروا خيانتهم لكركوك في السليمانية وبيعها بسعر بخس لأعاجم بغداد؟؟.

” الخيانة كالهواء تدلف إلى منازلنا بمجرد فتح الباب”

03 02 2021

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here