المعارض الروسي نافالني والنفاق الغربي في الدفاع عن حقوق الإنسان

المعارض الروسي نافالني والنفاق الغربي في الدفاع عن حقوق الإنسان

بقلم مهدي قاسم

منذ أن وصل حبيب قلب الحكومات الغربية والإدارة الأمريكية المعارض الروسي الكسي نافالني إلى موسكو و الذي فيما بعد جرت عملية اعتقاله لمخالفته أنظمة وقواعد شروط الحضور إلى الشرطة لإثبات الوجود لكونه مفرجا عنه على ذمة قضايا تتعلق بتهم فساد سابقة ، وما أعقب ذلك من إصدار قرار الحكم عليه من جراء ذلك بعقوبة حبس لمدة ثلاث سنوات، ضجت الحكومات الغربية و صحافتها ووسائل إعلامها مشغولة بهذا الحبيب الفريد للعشق الغربي العتيد !! إذ على الفور اندفعت حكومات غربية مثل الحكومة البريطانية والفرنسية والكندية والألمانية غيرها مطالبة بالإفراج الفوري عنه !! ، معتبرة تلك العقوبة القضائية ذات طابع سياسي لكونه معارضا بحسب ..

وهو الأمر الذي يجعلنا أن نطرح سؤالا مشروعا على الفور إلا وهو :

ــ طيب إذا كان الأمر هكذا ويتعلق بالدفاع عن حق المعارضة السياسية و كذلك عن حق التفكير والتعبير ، فضلا عن حق التظاهر والاحتجاج فلماذا سكتت الحكومات الغربية طيلة سنة كاملة سكوتا مخجلا عن سلسلة مجازر وعمليات اغتيال وتغييب التي اُرتكبت بحق متظاهرين عراقيين سلميين بلغت أعداد ضحاياها أكثر من سبعمائة قتيلا وبضعة آلاف من الجرحى و المعوّقين ؟!..

فهل فعلا أن المعارض الروسي الكسي نافالني أفضل وأثمن رأس سياسي من كل هؤلاء السبعمائة من القتلى المتظاهرين ؟!..

نسأل ونطرح كل هذه الأسئلة المشروعة ، لكوننا قد تعوّدنا منذ زمن بعيد أن لا نأخذ النفاق و الدجل الغربيين حول حقوق الإنسان بصدق وجدية ، لعلمنا بكون الحكومات الغربية وكذلك الإدارة الأمريكية تنظر إلى مسألة حقوق الإنسان والنشاطات المعارِضة من منظور سياسي بحت و ضمن إطار من مصالح قومية أمنية واقتصادية محلية ودولية مترابطة ، وأنها مستعدة لتساوم على حقوق الإنسان وأن تغض النظر عن مصادرتها وانتهاكها هنا وهناك من قبل حكومات قمعية أو فاسدة إذا تطلبت مصالحها القومية ذلك ..

مثلما لاحظنا ذلك في حالة عملية القتل الشنيع التي تعرض لها المعارض السعودي القتيل جمال الخاشقجي ..

فضلا عن السكوت عن حملة إعدامات ذات طابع سياسي تجري في إيران بين حين و آخر ..

نورد هذا مثلا وليس حصرا ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here