دعوات مشبوهة لأذرع طهران في العراق لمنع الإشراف الأممي

نسيمة نعامي

محاكمة أسدي.. جديد عن دور سنونوة مخابرات إيران

كشفت مجريات المحاكمة التي انعقدت أمس الخميس في مدينة أنتويرب البلجيكية، وأدت إلى الحكم بالسجن 20 عاماً على دبلوماسي إيران، أسد الله أسدي، الذي ترأس خلية لاستهداف تجمع معارض، قرب العاصمة الفرنسية باريس، في يونيو /حزيران 2018 ، معلومات جديدة عن أحد المتهمين الثلاثة معه، وهم كل من نسيمة نعامي التي حكم عليها بالسجن 18 عاما وزوجها أمير سعدوني (حكم بالسجن 15 عاما) ومهرداد عارفاني.
بعد الحكم على أسد الله أسدي.. إيران ترد:

وكان عناصر الاستخبارات أوقفت الزوجين قبل تنفيذ العملية، وعثرت في سيارة مرسيدس، في حقائبهم على 550 جرامًا من المتفجرات بمادة TATP وصاعق مفجر.

إلى ذلك، كشفت وثائق المحكمة التي اطلعت عليها “العربية.نت”، أن أسدي دفع 120 ألف يورو لسعدوني، و106 آلاف لنسيمة، و 226 ألف يورو لمهرداد.

“سنونوة” المخابرات الإيرانية

كما توصلت معلومات “العربية.نت” الى أن نسيمة تعتبر قائدة العملية وهي من عناصر المخابرات الإيرانية النسوية التي يطلق عليهن اسم “السنونوات” اللواتي تعاظم دورهن خلال السنوات الأخيرة لاستخدامهن في تنفيذ العمليات أو الإيقاع بالمعارضين من خلال فخ جنسي وإغراءات مالية وما شابه.

ووفقا للمعلومات، كانت نعامي البالغة من العمر 37 عاما، والحاصلة على دبلوم التربية البدنية، تعمل كمدرّبة سباحة في شركة النفط الإيرانية، قبل أن تتعرف عام 2004 على زوجها عبر الإنترنت وتسافر إلى بلجيكا عام 2007.

عاش الزوجان حياة بسيطة في بلجيكا في البداية، لكن سرعان ما حصلا على الکثیر من الأموال حيث تمكنا من استئجار منزلين سكنا فيهما بشكل منفصل، بالإضافة إلى سيارة لكل منهما.

المدانون الاربعة

بعد حصولها على جواز سفرها البلجیکي، توجهت نعامي إلى السفارة الإيرانية في بروكسل وحصلت على جواز سفر إيراني جديد، مع أن السفر إلى إيران يكون ممنوعا في هذه الحالة وفقا لقانون اللجوء السياسي.

ومن أجل تغطية عملها مع وزارة الاستخبارات، لجأت إلى عدة وظائف مثل رعاية الأطفال، والعمل في متجر وما شابه.

13 رحلة إلى إيران

بالتزامن، قامت بـ13 رحلة إلى إيران بين عامي 2010 إلى 2018 كانت برفقة زوجها في 5 رحلات منها فقط.

كما اعترفت أثناء الاستجواب بأنها وسعدوني التقيا في نوفمبر 2015 مع أسدي ومسؤول آخر يدعى “محسن” وهو اسم مستعار لمسؤول رفيع في وزارة الاستخبارات الإيرانية، في فندق لاله (هيلتون السابق) بالعاصمة طهران.

نسيمة نعاني سنونوة المخابرات الايرانية

أموال طائلة

ووفقا لوثائق جهاز الأمن البلجيكي، في 29 تموز/يوليو 2018 أي قبل اعتقال نسیمة بيوم واحد، كان بحوزتها 15 ألف يورو نقدًا.

وفي اليوم التالي بعد القبض عليها، ذهبت الشرطة لتفقد منزلها ووجدت 35 ألفا و690 يورو نقدًا في ثلاثة ظروف.

وفي التحقيق معها في 30 يونيو 2018 اعترفت أن “دانيال” وهو الاسم المستعار لأسد الله أسدي، هو من أعطاها تلك المبالغ.

كذلك، اعترفت خلال التحقيق في 2 أغسطس 2018 بأنها تلقت 40 ألف يورو من صديق لها في ألمانيا. وتبين أن مصدر الأموال وزارة الاستخبارات الإيرانية أيضا.

وفي 27 يونيو 2018، أي قبل ثلاثة‌ أیام من اعتقالها، اشترت نسيمة سيارة مرسيدس، بقيمة 51 ألف يورو، بالإضافة إلى السيارتين التي كانت تمتلكهما.

ووفقا للتحقيقات، كان أسدي يحول الأموال إلى صرّاف إيراني في بروكسل لتستلمها نسيمة باعتبارها الرابط الرئيسي للخلية.

رسائل تكشف “السكرتيرة”

إلى ذلك، كشفت رسائل البريد الإلكتروني المتبادلة بين أسدي والزوجين المکوّنة من 188 صفحة في سجلات المحكمة أن نسيمة كانت تخاطب أسدي بلقب “العم” وأحيانًا “الأخ” بينما كان يلقبها بـ”منشي” وهي كلمة فارسية تعني “السكرتيرة”.

كما أثبتت التحقيقات أن أسدي كان جلب القنبلة بحقيبة دبلوماسية من طهران إلى فيينا، ثم سلمها للزوجين، في مطعم “بيتزا هت” في لوكسمبورغ، قبل يوم واحد من موعد تنفيذ العملية وقد شرح لهما كيفية عملها حيث وضعتها نسيمة في حقيبتها النسائية.

ثم أرسلت رسالة نصية قصيرة (SMS) إلى أسدي قبل أقل من ساعة من اعتقالها مع زوجها، وكتبت له “سنفوز بالكأس”، في إشارة‌ إلى ثقتها بنجاح العملية وزرع القنبلة داخل صالة‌ فيلبنت.

في حين أرسل أسدي رسالة نصية لها في تمام الساعة 15:16 كاتبا “هل ترون PlayStation 4 [القنبلة]؟، إذا كان لديكم أي أسئلة، أخبروني”. فتجيب: “لقد بدأت اللعبة. السكرتيرة تعلمت. هل ننطلق؟”

اعتراض محادثة بين الزوجين

واعترضت الاستخبارات البلجيكية محادثة استمرت 5 ساعات في 17 يوليو / تموز 2018 بين الزوجين داخل السجن، تُظهر نسيمة تعطي تعليمات لسعدوني، وتطلب منه أن ينفي صلتها بالاستخبارات الإيرانية.

كما طلبت منه تحمل المسؤولية، والتأكيد للمحققين أنها لم تعلم بأن أسدي أعطاهما قنبلة، بل مجرد مفرقعات نارية.

جهاز كشف الكذب

إلا أن جهاز كشف الكذب كشفها، ففي 11 أيلول / سبتمبر 2019 خضعت بموافقتها لجهاز كشف الكذب وسُئلت 5 مرات عما إذا كانت تعلم أن هذه العبوة كانت قنبلة، فردت بالنفي مؤكدة أنها كانت تعتقد أنها مفرقعة نارية تستخدم في الأعياد في إيران. لكن نتيجة الاختبار أثبتت أنها أعطت أجوبة غير صحيحة.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here