عبد الكريم قاسم…….

………………………………………….
لم يأتِ شخص وطني لحكم العراق بعد علي بن أبي طالب  مثل الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم !!!  فهو الشخص الوحيد الذي رفض حكم الملك المستورد ، ورفض أن يكون العراق تابعاً ذليلاً لأيّ حاكمٍ عربيّ يدّعي تمثيل القوميّة العربيّة، ودعا إلى استقلال القرار العراقيّ أوّلاً وقبل كلّ شيء، بحكم نظرته الصائبة حول تعدّد القوميّات والإثنيّات في مكوّنات العراق، وهو العسكري الذي أتقنَ العمل بعقليّة المدني ، وهو الشخص الذي تآمر عليه أغلب السياسيّين والعسكريّين لكونه شريفاً لا ينحاز إلى طائفةٍ دون أخرى، والمعروف عن أولئك بأنهم لايرتضون أن يحكمهم الشرفاء ، والأدلّة على ذلك كثيرة ومعروفة للجميع لكونهم بعيدين عن العراق ،  كما أنّ الزعيم الشهيد عاش واستشهد ولم يمتلك بيتاً أو قطعة أرض ولم يكن لديه أيّ حساب في أيّ بنك داخلي أو خارجي، وهو الشخص الذي تآمر عليه القريب والبعيد لكونه أراد أن يجعل من العراق بلداً متقدماً يحكم بالعدل والقانون والمساواة، وهو الشخص الوحيد البريء من قتل العائلة المالكة  ،  والذي ثبت ذلك للجميع فيما بعد. ولذلك تمّت تصفيته من قبل نفس العصابة المنحرفة التي حكمت العراق بعده بمخطّط إنكلو أمريكي صهيوني أعرابي  ، وبمباركة بعض رجال الدين والذين لامجال لذكرهم هنا لكونهم قد انفضحوا جميعهم وظهرت كلّ الحقائق للجميع، والذين يسعى أحفادهم إلى التحالف مع البعثيين والدواعش من أجل مصالحهم الخاصة فقط.
عبد الكريم قاسم : ابن العراق من شماله إلى جنوبه، أحبّه الأكراد قبل العرب ،  أحبّه الشباب والشيوخ والنساء والأطفال لأنّه كان بالنسبة لهم الأمل الذي طال انتظاره، عبد الكريم قاسم الذي تآمرت عليه أمة الاعراب  بقيادة  جمال عبد الناصر ،  عبد الكريم قاسم الذي تآمر عليه صديقه ورفيق دربه عبد السلام عارف ،  بمساعدة ومساندة المخابرات الإستعماريّة والأموال الخليجيه ، عبد الكريم قاسم الذي ظلّ اسمه محفوراً في قلوب المخلصين والنبلاء والشرفاء وطاهري المولد والأيدي، عبد الكريم قاسم : الاسم الذي لايزال يرعب الظلمة والمأجورين والموتورين والعملاء والبعثيين فلم ارَ في حياتي شخصاً يكره عبد الكريم قاسم إلّا وهو يعاني علّة نفسيّة حاقدة أو ثلماً في عرضه أولكعة في شرفه ودينه ووطنيته وعروبته !!!!!
لقد خسر العراق رجلاً وطنيّاً وخسرت الأمّة العربيّة قائداً حكيماً فذّاً حيث دعم الجزائر ضدّ الإستعمار الفرنسي، وأنشأ منظّمة التحرير الفلسطينيّة وخصّص لمقاتليها معسكراً في العراق لتدريبهم على المقاومة إذ كانت عقيدته بأنّ فلسطين لا يحرّرها إلّا أبناؤها، كما خسر العالم شخصيّة إنسانيّة داعيةً إلى المحبّة ونشر السلام بين الدول والشعوب، وهو الذي سلك طريقة بسيطة للحكم ولكنّها محكمة بنيت على أساس العدل والعيش بهدوء دون تكلف والنزول الى الشارع العراقي ولقاء المواطنين والتحدث معهم والإستماع إلى أفكارهم وآرائهم ومقترحاتهم والتعرّف على معاناتهم، لقد كان همّه المواطن وكيفية تقديم الأفضل له ولمستقبل الأجيال القادمة، لم يفكّر في نفسه ولا في عائلته، لم يتزوّج ولم يفكر إلّا بالعراق، حديثه حديث الرجال الشجعان، أبتسامته لم تفارق محيّاه في أصعب الأمور، أراد للعراق أن يكون في مصافّ الدول المتقدمة، فاهتمامه ببلاده أوّلاً هو أحد أسباب التآمر عليه، وحبّه لكل مكوّنات الشعب العراقي أيضاً كان أحد الأسباب التي أدّت إلى اغتياله، كما أنّ تطبيقه لمبدأ (عفا الله عمّا سلف) بحق أناس لايستحقّون إلّا الموت كذلك أسهم في مسبّبات قتله. سيبقى كل شريف في العراق يذكرك يازعيم الشعب وقائده، سيبقى كلّ من عفوت عنه وتركته طليقاً مؤنّب الضمير تقتله الحسرات والندم لكونه اشترك في قتلك، لن ينساك العراق، ولن تنساك الجماهير، ولن ينساك من تبرّك بمصافحتك والحديث معك، فأنت قمر العراق الذي يضئ، وشمسه التي تحرق الظالمين والخونة والمتآمرين، وجباله الشمّاء التي تسر الناظرين، وسهوله الجميلة المكتنزة ببيادر الخير، مثلما أنت رجع أصوات الطيور فوق صرائف ومياه الأهوار في الجنوب.
ياأيّها الصادق في كلّ شيء، ياأيّها الزعيم والأخ والإبن والأب الحاني على كلّ أفراد أسرته العراقيّة الكبيرة دون تمييز، قتلك الظالمون والمأجورون والخونة، والحاسدون لكَ ولعراقنا الكبير، قتلك البعثيون ومن يدّعون العروبة زوراً وبهتاناً، وإذا كانوا قد قتلوك فإنّهم لم يستطيعوا أن يقتلوا ذكراك، فكلما نرى القمر في سماء العراق نتذكر كلامَ البسطاء العراقيين بأن الزعيم قد ظهر في القمر، ولقد مات الذين قتلوك مرّتين ففي حياتهم عاشوا وهم أموات بعد أن أصابهم الخزي في هذه الدنيا وماتوا شرّ ميتة على أيدي بأسهم بينهم أو على يد من تعاونوا معه على قتلك.
سيّدي الزعيم الشهيد: إنّك باقٍ في قلوب محبّيك جيلاً بعد جيل نتذكرك ونحدّث أولادنا عن وطنيّتك وعن شجاعتك وعراقيتك، لذلك فإنّه لزاماً علينا كشعب يحترم قادته المخلصين الذين ضحّوا بأنفسهم من أجله، أن نضغط على وزارة التربية لكي تتم إضافة موضوع في مادّة التاريخ ولكافة المراحل الدراسيّة عن حياة وتضحيات ومنجزات وأقوال  الزعيم الوطنيّ المغوار عبد الكريم قاسم ، كجزءٍ من ردّ الإعتبار له ولما قام به من إنجازات ضخمة خلال فترةٍ قصيرة مازال الإقتصاد العراقي يعتاش عليها وتشكّل أهمّ ركائز بناه التحتيّة، بدلاً من أن ندّرس أولادنا التأريخ المزيف ،   واقترح أن يتم  إنتاج  أضخم فيلم عن شخصيّة الزعيم بكلّ عنفوانها الوطني بدلاً من أن نعرض عليهم أفلام كاذبه ومحرفه،
أيّها الخالد فينا ياأبا الفقراء: إنّ الذين قتلوك على الرغم من نهايتهم المخزية قد أنجبوا خلفاً فاسقا فاجراً سار على نهج آبائهم الخونة وها هم يتآمرون على العراق ويسرقون امواله ويمكنون الغرباء من وطننا العزيز ،  عادوا بخلف السوء ليقتلوا ويفجروا ويتآمروا لكي يعودوا إلى الحكم بسبب عقدتهم من أيّ حكم وطني  !!
الجنّة مأؤاك يازعيم ياشهيد العراق ، والعزّ لك، والمجد لك، والموت لأعدائك، ولن يموت من أحبّه الشعب بكلّ صدق فأمثالك لايموتون لأنّك الخالد فينا حتى نلقاك في عليين، فعليك رحمة الله وسلامه وشفاعة نبيه وآل بيته الأطهار، وحلّق بجناح الشهادة في سماء الخلود، فالعراق كله يذكرك بطيب، وسلام عليك في كلّ يوم وساعة ودقيقة، وسيبقى أعداؤك في آخر حضائر الذلّ والخذلان، بينما يتقدّم إليك محبّوك بكلّ التقدير والوفاء والإعجاب، وها هي الكتابات عن تأريخك الناصع تسطع في صحائف المجد والنور، وكتابتنا عنك وعن مفاخر أمجادك لن تنقطع إلى يوم الدين ، فأين نحن من عبد الكريم قاسم ؟؟؟
جابر الشلال الجبوري
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here