عراق قوي ومصر قائدة!!

عراق قوي ومصر قائدة!!
العرب أمة , شئنا أن أبينا , نعم العرب أمة , يرتكز كيانها على عراق قوي ومصر قائدة , وبفقدان العراق لقوته ومصر لقيادتها , أصاب دولها ما أصابها من التداعيات والصراعات والتدخلات الخارجية , ومن الذل والهوان والتبعية والضياع.
ولن تكون دول الأمة بخير دون عراق قوي ومصر قائدة!!
مصر فقدت قدراتها القيادية منذ معاهدة (1978) , والعراق فقد قوته عند إنزلاقه في مطبة الحرب (1980 – 1988) , ومنذ ذلك الوقت والعرب يتخبطون , ويتوحلون بمعضلات تستدعي القوى الطامعة بهم للتدخل لإيجاد حل , وما تحقق حل لمشكلة , فمشاكل العرب تم إستثمارها من قبل القِوى الطامعة بهم.
مصر لا تقود , وعراق ضعيف , فماذا يُرتجى من دولٍ بلا بوصلة , تتخبطها أمواج الأطماع والمصالح , وترمي بها إلى موانئ أنّى تشاء مشاريعها وأهدافها المرسومة.
فغزو العراق مخطط ومدروس للهيمنة على المنطقة ولتفريغها من قدرات تقرير المصير , وتحويلها إلى ثكنات عسكرية لمحاربة القوى العالمية الناشئة بتحالفاتها الإقتصادية والعسكرية.
وبموجب ذلك , فأن العراق سيبقى ضعيفا ورهينة عند القوى الإقليمية بالتناوب , وفقا لقابلياتها على تأمين المصالح , فهي تتبادل الأدوار كما تستوجبه إرادة القوى العالمية.
أما بخصوص مصر فأن عودتها لقيادة الدول العربية أصبحت من الخطوط الحمراء , فسياسة التقوقع والإهتمام بالمشاكل الداخلية هو المسموح به لمصر , أي تبقى بعزلتها , وكما تمخضت إرادة الغباء العربي في مؤتمر بغداد بعد معاهدة كامب ديفد , بتأمين عزل مصر , وبذلك المؤتمر إنتحر العرب , الذين ما إستطاعوا أن يقتربوا من الحالة بذكاء ودهاء.
وهكذا فالواقع العربي ميال للتشرذم وفقدان السيادة , والإعتماد على الآخرين لتأمين بقاء أنظمة الحكم العاملة بالوكالة , فمادام العراق ضعيفا , ومصر لا تقود , فلا وجود لإرادة عربية ذات قيمة دولية وتأثير في العالم!!
فإلى متى يبقى بعير الويلات العربية على تل التبعية والخنوع للآخرين؟!!
د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here