كم أنتم وأسيادكم بائسون أيها القتلة، كم أنتم متوحشون يا مشعلي الحرائق!

كاظم حبيب
كم أنتم وأسيادكم بائسون أيها القتلة، كم أنتم متوحشون يا مشعلي الحرائق!

ثلة من سياسي القتل والإجرام ترمي بقنابل مولوتوف وتطلق العيارات النارية الحارقة صوب مقر الحزب الشيوعي العراقي في مدينة النجف صباح يوم 05/02/2021 بهدف قتل من فيه وإلحاق أضرار في المقر، إضافة إلى ترويع السكان الآمنين في الحي، وهو خامس اعتداء جبان تتعرض لها مقرات الحزب الشيوعي خلال الفترة المنصرمة ابتداءً من بغداد فالبصرة والديوانية والناصرية، كما جاء في بيان المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي حول هذه الجريمة الغاشمة.
تشير تجارب الشعوب خلال عقود القرن العشرين وسنوات العقدين المنصرمين من القرن الحادي والعشرين إلى أن كل القوى والأحزاب السياسية التي تمسك بزمام السلطة وتمارس سياسات مناهضة لمصالح الشعب وضد استقلال وسيادة البلاد وتعجز عن تحقيق أهداف الفئات التي تمثلها وعن التخلص من القوى المعارضة لها، كما ترى بأن قوى المعارضة تكسب المزيد من التأييد والتأثير في الوسط الشعبي، تلجأ إلى استخدام العنف والقوة والسلاح وإلى الاعتقالات والاغتيالات والاختطافات وإشعال الحرائق في المقرات. هكذا عمد النازيون في ألمانيا والفاشيون في إيطاليا والعسكريون في اليابان قبل وأثناء الحرب العالمية الثانية. وهكذا عملت الدولة الإيرانية منذ عام 1979 بقيادة روح الله الخميني ومن جاء من بعده ضد القوى الديمقراطية وحزب توده وفدائيي خلق حيث قتلت منهم كثيراً زجت في السجون والمعتقلات، لاسيما سجن أيفين في طهران، الآلاف المؤلفة من أصحاب الرأي الآخر. وهكذا عمد صدام حسين إلى ممارسة العنف والاعتقال والقتل والتعذيب لتصفية معارضيه الشيوعيين واليساريين والديمقراطيين المستقلين، بل حتى القوميين أو البعثيين من أتباع حزبه أو حزب البعث اليساري المعارض له، بل ولجأ إلى الحرب المدمرة واستخدم السلاح الكيماوي ضد الشعب الكردي وقوات البيشمركة والأنصار الشيوعيين في جبال ومناطق ومدن كردستان المختلفة، كما في حلبچة”.
وهكذا تمارس قوى سياسية ذات أيديولوجية “إسلامية” عدوانية العنف والسلاح لإسكات صوب المعارضة والاحتجاج، صوت الانتفاضة الشبابية والشعبية الشجاعة بتجريف خيام المنتفضين واغتيالهم واختطافهم وتغييبهم، وكذلك لإسكات صوت الحزب الشيوعي العراقي، الذي اتخذ موقفاً صائباً بتأييد الانتفاضة التشرينية والحركة المدنية المتطورة والمشاركة فيها ودعم مطالبها العادلة في التغيير اللازم في أوضاع العراق المتردية بسبب نهج القوى والأحزاب الإسلامية السياسية الحاكمة الطائفي العدواني وسياسات التمييز الديني والطائفي، وسيادة الفساد المدمر في كل فاصل الدولة بسلطاتها الثلاث الذي أتى على ثروة البلاد وأفلس خزينة الدولة، إذا راحت هذه الفئات الجشعة تلتهم حتى اللقمة من أفواه الكادحين والفقراء والمعوزين، وهل ما تزال تصرخ هل من مزيد!!
لقد أرسل هؤلاء البغاة ثلة من القتلة المحترفين التابعين لهم وفي ميليشياتهم الطائفية المسلحة لإشعال الحريق وقتل من يمكن قتله في مقر الحزب الشيوعي في النجف. وقد تسببوا في وقوع خسائر مادية وأضرار كبيرة بالمقر دون وقوع خسائر بشرية.
لغة العنف والسلاح تعتبر بامتياز لغة الجبان والعاجز والفاشل والمحبط في آن، إنها لغة من لم يعد قادراً على الحكم بأساليب سياسية مدمرة مرفوضة من الشعب، رغم هيمنته على السلطات الثلاث وأجهزة الدولة والميليشيات ومؤسسات الدولة العميقة التابعة لإيران في البلاد، ورغم الأموال التي نهبها من خزينة الدولة خلال 17 عاماً ويستخدمها اليوم لشراء الذمم والمناصب والمقاعد البرلمانية. إنها لغة القوى الفاشية في أساليب حكمها وإدارتها للبلاد، سواء أكانوا عنصريين أريين، أم مسلمين أقحاح طائفيين حتى النخاع وفاسدين، كما هو الحال في بلادنا حالياً وفي إيران والسعودية وغيرها من دول الضلال والظلام.
لو كانت الحكومة العراقية محايدة ونزيهة وغير طائفية وغير فاسدة لشجبت هذه الهجوم الجبان والجريمة المسلحة، ولكن لم نسمع حتى الآن أي شجب لهذه الفعلة النكرة، وكأن الدولة والسلطة التنفيذية غير مسؤولة عن أمن المواطنين والمواطنات، وأمن مقرات الأحزاب المجازة رسمياً. والسؤال الكبير الذي يواجه بنات وأبناء العراق المنتفضين: هل سيستنكر ويشجب المرجع الديني الشيعي الأعلى السيد علي السيستاني ووكيله في النجف هذه الجريمة التي وقعت في مدينة النجف التي هي مركز المرجعية الدينية الشيعية ايضاً أم سيقف متفرجاً؟ سننتظر دون إصدار موقف حتى نرى ما سيحصل في هذا الصدد!
في الوقت الذي أشجب هذا الفعل الإجرامي الجبان والقوى التي دفعت بهذه الثلة المجرمة لممارسة هذا الفعل الإجرامي، أطالب الادعاء العام في النجف بملاحقة الفاعلين وتقديمهم للعدالة لتمارس دورها في إيقاف مثل هذه الأفعال الشائنة وضد الدستور والقوانين العراقية المرعية.
لتشل أيدي كل المجرمين العاملين في الحقل السياسي العراقي المستباح من الدولة العميقة ومن ينظم ويشرف ويمول ويدفع بتنفيذ مثل هذه الأفعال الدنية ضد القوى الديمقراطية والتقدمية واليسارية في العراق.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here