مسرور بارزاني: ماضون في توفير الفرص للشباب رغم التحديات بإمكان إقليم كوردستان أن يصبح مركزاً اقتصادياً مهماً في العراق والمنطقة

بإمكان إقليم  كوردستان أن يصبح مركزاً اقتصادياً مهماً في العراق والمنطقة

أكد رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني، السبت، أنه من الصعب التقدم والازدهار دون مشاركة الشباب، مشدداً أن بإمكان الإقليم أن يصبح مركزاً اقتصادياً مهماً في العراق والمنطقة عبر تعزيز مواهب هذه الفئة ومشاريعها.

تصريحات رئيس الحكومة جاءت في كلمة ألقاها خلال مشاركته في مؤتمر «تيديكس نشتيمان» الذي انطلق في أربيل اليوم، بحضور العديد من المشاركين الشباب.

وقال مسرور بارزاني مخاطباً الشباب الحاضرين: «جئت لأعلن دعمي ودعم حكومة إقليم كوردستان لكم ولجميع الشباب»، مضيفاً أن شأن كوردستان يعلو بازدهار الشباب الذين يحاولون جاهدين النهوض بوطنهم إلى الأفضل بهممهم ومواهبهم وإبداعاتهم.

وقال بارزاني: «خلال هذه الفترة التقيت وأجريت العديد من اللقاءات مع الشباب واستمعت لهم ولمشاكلهم عن قرب، وأنا سعيد جداً بأن أرى  هؤلاء الشباب يعتمدون على أنفسهم»، معبراً عن سعادته لرؤية فتاة إيزيدية، نهضت مجدداً، بعدما تخلصت من تنظيم داعش، لتفتتح متجراً لصناعة الحلويات تعيل به أسرتها التي لاذت بأربيل.

وأكد مسرور بارزاني أن أكثر من يخلق فرص العمل لأنفسهم هم النازحون، وأشار إلى أن حكومة إقليم كوردستان ماضية في توفير الفرص الحقيقية للشباب، على الرغم من أن التحديات التي تواجه الشباب صعبة، لكن الفرص المتاحة لم تتحقق بسهولة.

وأضاف أن شباب اليوم محظوظون لأنهم لم يعيشوا المصاعب التي عاشها آباؤهم وأجدادهم في القرن الماضي، مردفاً بالقول: «أدرك أن ماضينا لا ينبغي أن يستخدم دائماً كذريعة للفجوة بين الشباب والحكومة، ولكن للاستفادة من الفرص لتعزيز هذه العلاقة».

وقال مسرور بارزاني: «كثيراً ما يقول لي ابني آرين، إن آراء الشباب مختلفة الآن، ولديهم آمال ومطالب أكثر، لذا يجب تقديم المزيد من الفرص والإمكانات للشباب».

وأوضح رئيس الحكومة أنه ملتزم بتوفير الفرص للشباب خاصة وأن للحكومة دوراً مهماً في ذلك من الناحية القانونية والاقتصادية وبما يشمل تشجيع شراكة القطاع الخاص بالعام، بهدف تطوير أصحاب الأعمال والتجار وصولاً إلى تطوير الأعمال الصغيرة.

وحث رئيس حكومة إقليم كوردستان على مواظبة التعليم بهدف توفير أكبر قدر ممكن من الفرص للشباب، وقال: «أمامنا طريق طويل لتحقيق هذه الأهداف».

وأكد رئيس الحكومة على أهمية بناء اقتصاد يعتمد بشكل أقل على القطاع العام، «بل يتعين أن يكون اقتصاداً يعتمد على الشراكة بين القطاعين العام والخاص لتعزيز البنية التحتية الاقتصادية ودعم الأعمال الصغيرة والمتوسطة وبالتالي توفير فرص عمل كثيرة».

ومضى يقول: «أنا متأكد أنه في السنوات المقبلة، سوف تزدهر الأعمال الصغيرة والمتوسطة والتي يديرها الشباب أمثالكم وتصبح نقطة تحول ضرورية جداً من اقتصاد يعتمد على سعر غير مستقر للنفط إلى اقتصاد متقدم، إلى اقتصاد يحول المجتمع من مستهلك إلى منتج».

وأشار إلى أنه حريص على معرفة ما يمكن أن نحصل عليه من الطاقة الخضراء والمتجددة في صناعة التكنولوجيا المتقدمة واستخدامها في القطاع السياحي وفي العديد من المجالات الأخرى.

وقال مسرور بارزاني إنه من حسن الحظ أن العالم ينظر إلى إقليم كوردستان، على أنه كان ولا يزال، ملاذاً للأمن والتسامح ولا بد من ترسيخ هذه القيم.

وزاد بالقول: «إقليم كوردستان الذي يضم شباباً موهبين ومفعمين بالأمل، لا يمكن أن يبقى مركزاً للأعمال التجارية في كوردستان فقط، بل يجب أن يكون مركزاً اقتصادياً مهماً في العراق والمنطقة».

وأكد رئيس الحكومة اهتمامه الخاص بمشروع رقمنة كوردستان، وقال إنه «أمر ضروري جداً ومهم في سبيل تحقيق التطور»، مردفاً «نريد تحقيقه في الشؤون الحكومية، ولا سيما أن برنامج التشكيلة الوزارية التاسعة لحكومة الإقليم يهدف لتحقيق العدالة والشفافية».

وأوضح أن نظام الرقمنة الذي تم الشروع به في كوردستان يتم تطويره بالكامل من قبل موظفين شباب تمت الاستفادة منهم أيضاً في خدمات رقمية أخرى ولا سيما موقع حكومة إقليم كوردستان والذي يقدم الخدمات العامة للمواطنين عبر بوابته الإلكترونية.

وقال مخاطباً الشباب : «جميعكم لكم دور في تطوير الحكم الرشيد، ولا يمكن لحكومة الإقليم أن تلعب هذا الدور بمفردها، ونحتاج دعمكم ونريدكم أن تكونوا جزءاً من الحوار بهدف تقدم بلدنا، ولكي تصبح كوردستان أقوى يتعين على الشباب تنظيم أنفسهم وخلق أفكار جديدة».

ودعا رئيس الحكومة الشباب إلى عدم الانجرار وراء الشائعات والأفكار التي تحبط العزم والإرادة، وبيّن أن ذلك يجعل التقدم صعباً.

وتابع «أريد بناء جسر لزيادة إيصال أصوات الشباب إلى الحكومة، وأعتقد أن هذا مهم جداً، وأريد أسمعكم حتى تستفيد حكومة الإقليم من قدراتكم».

وقال إنه طالب بتشكيل فريق تمثيلي للشباب لنقل هموم أقرانهم ومطالبهم وأفكارهم بصورة مباشرة إلى مكتبه، ومضى يقول: «أنا سعيد أن فريقي يتألف من شباب موهوبين، وبعضهم هنا يعملون بلا كلل في سبيل تقديم المساعدة سعياً لتحقيق هذه الأهداف».

وخلص للقول: «بدون الاستماع إلى أصوات الشباب لا يمكن تحقيق أهدافنا».

وعبّر رئيس الحكومة عن سعادته لإتاحة الفرصة له للمشاركة والتحدث في هكذا فعاليات ومناسبات وطنية، وحث المشاركين على عدم فسح المجال لأحد بهدف تثبيط العزيمة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here