رغد صدام حسين.. تلوّح للفاسدين بالنزاهة

· يردد العراقيون: خمسة وثلاثون عاما من حكم صدام، لم يسفح العراق دما ومالا، كالذي يسفك في شهر واحد بعد 2003.

د. رابعة العبيدي

لقي العراقيون جورا وجوعا وقلة مروءة وخسة ورذالة، من ساسة 2003 الذين مرروا أطماع الدنيا بعصابة الدين.. شذاذ آفاق جاءت بهم أمريكا من مزابل الشوارع الخلفية في مدن المنافي التي عاشوا على هامشها، يتسولون لقمة عيش مدافة بالمهانة والذل.

فجأة أحدثت أمريكا وأيران والصهيونية، نقلة “فظيعة” في حياتهم؛ إذ نصبت شرارهم قادة على العراق يعيثون فسادا في مقدراته الإقتصادية من ثروات وعقول مفكرة وأيد عاملة.. بددا لصالح إيران التي ركبت الموجة وإحتلت العراق.

حينها علم العراقيون.. عمليا.. أن الحرب التي قادها صدام حسين ثماني سنوات، كسرت شوكة إيران عن تصدير الثورة التي إحتلت العراق حال سقوطه!

*إبن أخت الزوجة*

وحزب الدعوة.. أوقع بالعراقيين ما ترفَّع عنه حزب البعث الذي لم نسمع عن تدخله يوما بمشاريع الوزارات وتوزيعها بين مقاولين من المذهب وآخرين من العشيرة و… إبن إخت “المرة” وخال الجهال.. ولم يسمع أحد عن مشاريع وهمة وأخرى ناكصة وثالثة تتجاوز السقف الزمني المنصوص عليه في العقد، برعاية وحماية وتسويف من القيادة القطرية لحزب البعث!

وأية حالة من هذا القبيل “على ندرتها” يتخذ فيها صدام حسين، قرارا بالإحالة الى المحاكم المختصة، ويتابع النتائج بنفسه، وغالبا يصدر قرارا يقطع الطريق على الإلتفافات.

الآن.. الوزارات توزعت حصصا بين أحزاب يقودها أفراد يتقاضون أموالا خرافية.. منذ 2003 الى الآن.. من دون أن ترتوي شهوة المال لديهم.

لا أحد يحترم أحدا ولا قانون يحاسب ولا خوف من الله او حياء من الناس؛ لأن من لا يستحي يفعل ما يشاء ومن أمن العقاب ساء الأدب.

*بين الفرات والنيل*

أصغي بمسامعي لكثيرين يرددون أنهم “لو بهذا العقل، جا ما” إكتفوا بمقاتلة إيران من باب إسقاط الفرض؛ في أداء الخدمة العسكرية التقليدية، إنما بجد مخلص لحماية العراق من إحتلال مبيت، للشروع بإعادة إمبراطورية فارس، متمسكين بحلم قهر عيلام لبابل، ومنها يكتسحون المنطقة، محققين لإسرائيل حلم “من الفرات الى النيل”.

لكن.. صدام حسين، إيقظ الثلاثة من حلمهم.. إيران وإسرائيل وأمريكا.. بإنتصاره في 8 آب 1988 فلجأت أمريكا الى دخول المعركة.. مباشرة.. وعلانية.. “أشكرى” بعد أن هزمت إيران في الحرب بالنيابة عن إسرائيل!

الآن العراقيون مستعدون لمقاتلة إيران في المنطقة الخضراء، وراء قيادة صدام حسين، وهو يعود من الموت بشخص إبنته رغد؛ رداً على فساد المسؤولين ولتحرير الوطن من الإحتلال الفارسي، بعد سقوط صدام، مبدين الإستعداد لإطلاق يد رغد أميرة على العراق.. فهي لو قادت إنقلاباً عسكرياً لإنتظم الشعب وراءها كي يتحرر من الإحتلال الإيراني والفساد الـ… مذهبي، مستعيدا أمواله وثرواته المبددة في أرصدة أفراد.. مهدورة لصالح دولة تعادي حضارة بابل منذ فطرت مجوسية عيلام على الارض.

يردد العراقيون: خمسة وثلاثون عاما من حكم صدام، لم يسفح العراق دما ومالا، كالذي يسفك في شهر واحد بعد 2003.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here