الصحة: السلالة الجديدة تهدّد بخطر فقدان السيطرة

أكدت وزارة الصحة والبيئة، أن الوسيلة الوحيدة لتفادي الخطر هو الالتزام بالإجراءات الصحية والوقائية، فيما أشارت إلى أن تسجيل إصابات شديدة في الأطفال والأعمار الشابة هو مؤشر لانتشار السلالة الجديدة من فايروس كورونا.

وقالت الصحة في بيان، تلقت المدى نسخة منه، إن “تصاعد الإصابات مستمر بشكل سريع للأيام الأخيرة، إضافة إلى تسجيل إصابات شديدة في الأطفال والأعمار الشابة، وهذا ما يحدث لأول مرة، وهو مؤشر لانتشار السلالة الجديدة المحورة والتي تمتاز بسرعة انتشار العدوى والشدة المرضية بنفس الوقت».

وأضافت، “آن الأوان للمجتمع بكافة طبقاته وشرائحه أن يتخذ كل الإجراءات الكفيلة بتقليل العدوى بين المواطنين، ويتحتم الآن تنفيذ قرارات اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية بشكل صارم في جميع أرجاء العراق».

وتابعت أن “التهاون في تطبيق الإجراءات الوقائية وعدم تنفيذ القرارات التي صدرت من اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية، ومع انتشار هذه السلالة الجديدة يهدّد بارتفاع سريع بالإصابات خلال الأيام القادمة مما يعرض مؤسساتنا الصحية إلى خطر فقدان السيطرة على استيعاب عدد الإصابات المتزايد مما يؤدي إلى زيادة بالوفيات».

وأشارت الصحة إلى أن “الوسيلة الوحيدة لتفادي هذا الخطر حالياً هو الالتزام بكافة القرارات الصادرة من اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية وخاصة في ارتداء الكمامات والتباعد الجسدي وتعقيم اليدين بشكل مستمر وتجنب مختلف أنواع التجمعات البشرية والأماكن الضيقة، والتعاون مع الفرق الصحية الرقابية في متابعة تنفيذ الإجراءات الوقائية».

وبينت أنه “في الوقت نفسه فإن وزارة الصحة تطمئن المواطن الكريم بأن مؤسساتها الصحية كافة على أهبة الاستعداد لاستقبال ومعالجة المرضى حيث تم توفير الأسرّة الكافية وكافة العلاجات والمستلزمات الطبية المطلوبة، وننصحه بعدم التأخر عن مراجعة مؤسساتنا الصحية عند الشعور بأي أعراض مرض الكوفيد 19».

ولفتت الصحة إلى أنه “من منطلق مسؤوليتنا التاريخية أمام شعبنا العزيز ندعو كل الوزارات والمؤسسات الحكومية والأهلية بتعليق كل النشاطات ذات التجمعات البشرية كما نهيب بالوقفين الشيعي والسنّي والقائمين على العتبات المقدسة والمزارات الشريفة كافة والسادة محافظي المحافظات العراقية ذات المراقد المقدسة بذل الجهود الحثيثة لوقف الفعاليات الدينية ذات التجمعات البشرية كافة خلال الأيام القادمة والالتزام بالإجراءات الوقائية بشكل تام داخل المراقد المقدسة والمزارات الشريفة».

وأردفت أنه “بعد أن دخلت قرارات اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية حيز التنفيذ فإننا نهيب بالمواطنين كافة بأن يكونوا على قدر المسؤولية وأن يعوا الخطر الكبير ويلتزموا بالإجراءات الوقائية وفي الوقت نفسه فأننا نثمن الملتزمين منهم بارتداء الكمامة وتجنب التجمعات البشرية وتعقيم اليدين».

وقدمت الوزارة “ الشكر والتقدير للكوادر الطبية والصحية وهي تواصل تقديم الخدمات الصحية بالشكل المطلوب للمرضى في مؤسساتها الصحية، والشكر والتقدير للجهات الأمنية كافة لجهودهم المبذولة في تنفيذ الحظر الصحي ومنع التجمعات البشرية، إضافة إلى مساندتهم للفرق الصحية في مهامها الرقابية لتنفيذ الإجراءات الوقائية واتخاذ الإجراءات القانونية بحق المخالفين، وجهود القنوات الإعلامية كافة لتكثيف جهودهم في بث التوعية الصحية والتأكيد على الالتزام بالإجراءات الوقائية”، مشيداً “بجهود الوزارات والمؤسسات الحكومية وكل الجهات الساندة لدعم جهود الوزارة في معركتها ضد الوباء في موجته الثانية الخطرة».

وكانت وزارة اصحة قد دخلت رسمياً سباق تشخيص السلالة الجديدة، بعد الإعلان عن إدخال الأجهزة والمختبرات القادرة على تشخيص نوع سلالة الفايروس، بعد أن بدأت الإصابات تتزايد عقب أسابيع طويلة من استقرارها حول معدل الـ600 إصابة يومياً.

ومنذ ظهور السلالة الجديدة في بريطانيا، بدأت المخاوف والنقاشات تتعمق على المستويات الشعبية فيما يخص وضع السلالة الجديدة في العراق، وما إذا كانت قد دخلت البلاد دون علم وزارة الصحة، إلا أن الوزارة كانت تراهن على معدل الإصابات المستقر، وتنفي بشكل مستمر تسجيل إصابات بالسلالة الجديدة، كون هذه السلالة تتميز بسرعة الانتشار، الأمر الذي يجعل استقرار الإصابات دليلاً كافياً لاطمئنان وزارة الصحة حينها، حتى وصفته بأنه “دليل علمي” لعدم وجود السلالة الجديدة في البلاد.

وفي أكثر من مناسبة، كانت الوزارة “تقلل” من أهمية وجدوى تشخيص السلالة أو دخولها البلاد، معللة ذلك بأن البروتوكولات العلاجية هي نفسها المستخدمة حالياً مع النسخة الأولى من الفايروس، ما يعني عدم ترتب أي إجراءات إضافية في حال تشخيص السلالة الجديدة.

في وقت سابق، قال مدير عام الصحة العامة رياض الحلفي في تصريحات صحفية “، إن “فحوصات العراق لا تعطي نوع السلالة ولكنها تستطيع تشخيص الحالة إذا كانت موجبة أو سالبة حتى عند الإصابة بالسلالة الجديدة».

وأكد الحلفي أن “وزارة الصحة لا توجد لديها أي إمكانية لمعرفة السلالة الجديدة لكورونا، وليس لدينا قلق حتى من ظهورها كون البروتوكولات العلاجية نفسها تستخدم مع المصابين بالفايروس أو المتحوّر».

وأدخلت وزارة الصحة الأجهزة التشخيصية القادرة على كشف السلالة الجديدة، عقب بدء الارتفاع المتسارع للإصابات منذ نحو أسبوع، حتى شخصت وجود السلالة الجديدة في العراق بالفعل وسجلت إصابات عديدة بها، إلا أن الوزارة يبدو وكأنها غير مكتفية بمعرفة دخول السلالة الجديدة للبلاد وتنوي ملاحقتها في كل الأزقة، دون معرفة جدوى هذا التوجه.

مدير المركز الوطني للمختبرات التعليمية التابعة للوزارة محمد غانم مهدي قال إن “وزارة الصحة قدمت خطة كاملة للتوسع في المختبرات لإجراء الفحوصات الطبية لفايروس كورونا”، مشيراً إلى أن “هذه المختبرات ستدخل للعراق خلال الفترة القليلة المقبلة لتشخيص السلالة الجديدة».

وذكر مهدي أن “هنالك مرحلة تسمى بالفلترة التي تمر بها عينات المريض، وتحدّد من خلالها المريض المرشح لفحوصات السلالة الجديدة”، مشيراً إلى أن “فحص السلالة الجديدة عالي الثمن والأجهزة مُكلِفة، لذلك الوزارة عملت على توفيرها».

وبالعودة لتصريحات وزارة الصحة، التي أكدت في وقت سابق أن البروتوكولات العلاجية المستخدمة مع السلالة الجديدة هي نفسها المستخدمة مع النسخة الأولى للفايروس، يظهر أن العراق يتجه لحرق ملايين الدولارات لتشخيص السلالة الجديدة لأغراض “إحصائية” فقط، دون فائدة تذكر سوى تحديد عدد المصابين بالسلالة الجديدة في العراق، وهو الأمر الذي لا فائدة ملموسة منه ولا يترتب عليه أي إجراءات علاجية أو وقائية مميزة، سوى مادة إعلامية وخبراً جديداً يضاف لأخبار الموقف الوبائي اليومي في البلاد، بحسب مختصين.

تقول عضو الفريق الطبي الإعلامي الساند لوزارة الصحة الدكتورة ربى فلاح، “ فيما يخص جدوى تشخيص السلالة، إنه “لا يهم ماهو نوع السلالة المتواجدة أو التي تصيب الأشخاص، بقدر أهمية حث المواطنين على الالتزام بالإجراءات الوقائية من لبس الكمامة وتعقيم اليدين والتباعد الاجتماعي، حيث امتازات هذه السلالة بسرعة الانتشار وإصاباتها للفئات العمرية الصغيرة».

وتضيف أن “السلالة ما زالت حديثة الظهور، ومن الممكن أن الأعراض تكون مختلفة من شخص لآخر، وما زالت البيانات حولها غير مكتملة ولا نعرف مدة خطورتها، ما يعني نحتاج لفترة أطول لذلك».

وتبيّن أنه “على الرغم من أن البروتوكولات العلاجية المستخدمة لعلاج المصابين بالسلالة الجديدة هي نفسها المستخدمة سابقاً مع النسخة الأولى للفايروس، إلا أن ما يهمنا هو الحث على التزام أكبر بالإجراءات الوقائية والحد من أعداد الإصابات وكسر سلسلة انتشار الوباء”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here