الأحـزاب التقليديـة تتقـرب مـن نـاشطي تشريـن وتحاول استمالتهم لتكتلات جديدة

ترجمة/ حامد احمد

وهو ينظر بوجه عبوس من محل وقوفه عند شرفة تطل على بغداد وكان يمسك بفنجان قهوته، يقول الناشط والمحلل السياسي احسان الشمري ان عدة جهات من اطراف سياسية مختلفة اتصلوا به لتشكيل كتلة او حزب مع ناشطين آخرين من حركة تشرين ولكنه رفض .

الايام الاخيرة تقترب في العراق للتفاوض والتنسيق لتشكيل كتل انتخابية وائتلافات قبيل الانتخابات القادمة التي كان من المزمع اقامتها في حزيران ولكن تم ارجاؤها لحين تشرين الاول القادم من هذا العام .

وقال الشمري لموقع (New Arab (انه لا يكترث لهذه الدعوات، مؤكدا بالقول “العديد منهم اتصلوا بي ولكنني رفضت، حزبين شيعيين كبيرين طلبا مني تشكيل وتزعم تكتل جديد مع نشطاء آخرين من حركة تشرين. حتى انهم عرضوا علي مبلغا ماليا .”

عندما بدأت احزاب سياسية تقليدية العام الماضي بالتقرب من نشطاء، كان الكثير منهم تراودهم شكوك. وقال الشمري، الذي شغل منصب مستشار لرئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي “تحت ذريعة اعطاء صوت للشباب والاخذ بنظر الاعتبار مطالب المتظاهرين فانهم يسعون بذلك لبناء احزاب ظل، التي تعتمد بشكل مباشر على نفس الطبقة الفاسدة التي دائما ما سيطرت على العراق .”

واضاف قائلا “لقد فصلني مباشرة بعد انطلاق احتجاجات تشرين عندما قلت له بانه يقوم بقتل المحتجين”. ولكن بالنسبة لكثير من النشطاء الشباب الذين يفتقرون الى شخصية وخبرة الشمري، فان هذه العروض تبقى متقبلة. ومنذ ان انتهت ايام الاحتجاجات اجتاحت شريحة النشطاء موجة تهديدات ومضايقات واغتيالات .

لهيب هيجل، خبيرة بالشؤون العراقية وزميلة مجموعة الازمة الدولية ICG في العراق، تقول انهم “معرضون لخطر كبير. الالتحاق باحزاب سياسية يمكن ان تكون له عدة اوجه، ربما تكون طريقة لاسكاتهم في الوقت الذي يضمنون لهم الحماية”. النظام السياسي في العراق باكمله يمر بأزمة عميقة وتشوبه حالات الفساد والمحسوبية .

وتضيف هيجل بقولها “انهم يحاولون اخراس المحتجين باي طريقة ممكنة، ولكن بعض الاحزاب ادركت انه ليس هناك مجال لتجاهل جانب التشكيلة السكانية الحالية للبلد حيث ان 70% من الشعب هم من دون عمر 30 سنة. قسم من السياسيين التقليديين توصلوا لقناعة بانه يتوجب عليهم اتباع اسلوب ستراتيجي اكثر لضم شباب لصفوفهم .”

بدوره، تطرق القيادي عن ائتلاف دولة القانون، سعد المطلبي، بالحديث عن الحركة السياسية الجديدة التي يتزعمها منذ الاشهر القليلة الماضية مع عدد من النشطاء . وقال المطلبي “انا ادربهم. نأمل ان نفوز بمقعد او مقعدين في تشرين الاول، وستكون بمثابة بداية كبيرة”. منذ ان انخرط بالعمل السياسي عام 1981، كان المطلبي جزءا من حزب الدعوة لاكثر من 17 عاما، لحين بدء التظاهرات الشعبية في تشرين الاول عام 2019 .

واضاف قائلا “تركت ائتلافي. النشطاء جاؤوا للقائي بعد ان شاهدوني اتحدث في التلفاز وليس العكس. انا مستقل الآن .”

مع ذلك يقر المطلبي بانه ما يزال على اتصال مع قادة ائتلاف دولة القانون وزعيمه نوري المالكي وحتى انه يناقش بمواضيع تعاون سياسي مع رئيسه السابق ومجموعة الناشطين الذين تعرف عليهم. ويضيف بقوله “كانت آخر مرة التقيت به الاسبوع الماضي. قبل شهرين طلب مني ان يلتقي بهؤلاء النشطاء الذين اعمل معهم. وقمت بترتيب لقاء بين المالكي و36 شخصا منهم .”

وفي مكتبه عند الطابق الاول من مسجد في مدينة الصدر، قال الشيخ ابراهيم الجابري، وهو احد اتباع رجل الدين مقتدى الصدر “نحن لا نتبع هذا الاسلوب. انها الاحزاب الاخرى الذين يلجأون للنشطاء ويضعوهم ضدنا. نحن ليس بحاجة لهذه الطريقة .”

ثم اسلم بقوله “اما بعد الانتخابات؟ نعم بامكاننا ان نرحب بالمستقلين من هؤلاء داخل صفوفنا .”

الحزب الوحيد الذي لم يخف اهتمامه بالشباب هو تيار الحكمة الذي تشكل في 2017 . فادي الشمري قيادي في تيار الحكمة قال “كنا على اتصال مع نشطاء منذ بداية عام 2020 وأغلب قوائمنا تضم شخصيات مستقلة، هذا شيء لا يعتبر خطأ. اتصلوا بي ايضا قبل ايام قليلة. قلت لا شكرا. هذه الانتخابات لن تغير أي شيء وكل الذين سيشاركون سيخسرون. لهذا نصحت النشطاء الذين اعرفهم ان لا يشاركوا .”

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here