المركز الكاثوليكي: زيارة البابا تشجع المسيحيين على التمسك بأرضهم

ترجمة / حامد أحمد

من المقرر أن يحل البابا فرانسيس في العراق الجمعة المقبلة كأول زيارة يقوم بها رئيس الكنيسة الكاثوليكية للفاتيكان لبلد في الشرق الأوسط ابتلي بحروب وأزمات على مدى فترة طويلة من الزمن. الزيارة التي ستدوم لأربعة أيام ستأخذ الحبر الأعظم لعدة مواقع في العراق.

ستحمل الزيارة طابع التضامن مع العراق والطائفة المسيحية فيه التي عانت كثيراً من انتهاكات مورست ضدهم على أيدي مسلحي تنظيم داعش الإرهابي.

الأب رفعت بدر، مدير المركز الكاثوليكي للدراسات قال “سيعمل البابا خلال زيارته للعراق على تشجيع الطائفة المسيحية في البلد التي عانت من حروب واضطهاد على التمسك بأرضهم وعدم المغادرة وذلك خلال زيارته للمناطق المسيحية في سهل نينوى”.

وأضاف بدر بقوله “سيبعث البابا برسالة سلام وحوار وتعاون بين جميع الشخصيات السياسية في البلد والتي تدعو لإعادة بناء دولة عراقية قوية بعد سنوات من حروب صعبة ونزاعات طائفية، وذلك لاسترجاع روح الأمل بين جميع العراقيين خصوصاً الشباب من أجل مستقبل أفضل”.

بعد أن كان تعدادهم قبل الغزو الأميركي للعراق 1,5 مليون نسمة فإن أعداد المسيحيين المتبقية الآن تقدر ما بين 200,000 الى 300,000 فقط . الطائفة الكلدانية تشكل نسبة 80% من بين الطوائف المسيحية الأخرى في البلاد والبالغ عددها 14 طائفة. وهناك 110 كنائس كلدانية عبر مناطق مختلفة من العراق.

وزير العلاقات الخارجية للفاتيكان الكاردينال، بيتر وبارولين قال في حديث لموقع الفاتيكان نيوز بان زيارة البابا لها أهمية للكنيسة والشعب العراقي الذي مر بظروف صعبة طويلة.

وقال الكاردينال بارولين “نحن نعرف بان الكنيسة عانت كثيراً في العراق مما أجبر ذلك كثيراً من المسيحيين الى مغادرة العراق لبلدان أخرى. لهذا السبب فإن الكنيسة بحاجة لدعم البابا ليشجع أبناء الطائفة على البقاء وكذلك أن يعزز بزيارته الجهود التي تبذل لإعادة إعمار البلد والمناطق التي تضررت أثناء الحرب”.

وأشار وزير العلاقات الخارجية للفاتيكان أنه من خلال لقاء البابا فرانسيس بالمرجع الديني الأعلى علي السيستاني في النجف فإن زيارته ستحمل جانب أهمية الترابط بين الأديان وستكون فرصة للحوار الديني المتبادل بين الإسلام والمسيحية والذي سيصب ذلك في مصلحة البلد ومستقبله.

وتحمل زيارة البابا للعراق من جانب آخر أهمية رمزية لمسيحيي الشرق الأوسط الذين تضرروا أيضاً من نزاعات إقليمية وعدم استقرار سياسي في بلدان مختلفة في المنطقة. وكان البابا قد أعرب في مناسبات مختلفة سابقاً عن قلقه إزاء الأوضاع التي يعيشها المسيحيون في الشرق الأوسط، وقال في أحد المناسبات أنه هو وقادة كاثوليك آخرون لن يقبلوا بشيء خطأ “بتصور شرق أوسط بدون مسيحيين”.

ووصفت الحكومة العراقية الزيارة المرتقبة على أنها تاريخية وتبعث برسالة سلام. وقال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في عبارات له مؤخراً عن هذا الحدث بقوله “زيارة البابا ستساهم في تعزيز الاستقرار والأخوة في العراق وبقية المنطقة”.

بعد أكثر من ثلاث سنوات على إلحاق الهزيمة بداعش في البلد في كانون الأول عام 2017، وما يزال العراق يشهد هجمات وأحداث أمنية تعكر صفوه.

بطريارك الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية للعراق الكاردينال، لويس ساكو قال “إنها زيارة تاريخية واستثنائية وذلك لأنها تأتي في ظروف صعبة يعيشها البلد والمنطقة أيضاً. البابا لم يأتِ لحل جميع المشاكل، ولكن زيارته تحمل معاني التضامن والوقوف بجانب العراقيين.”

وخلال السنوات الأخيرة عانى مسيحيو منطقة الشرق الأوسط من عواقب الاضطرابات الأمنية والسياسية خصوصاً في العراق وسوريا ولبنان، حيث تناقصت أعداد المسيحيين في العراق الى ما دون 300,000 ألف شخص فقط بعد أن كان تعدادهم 1.5 مليون ونصف المليون قبل الغزو عام 2003، في حين تناقصتن أعداد المسيحيين في سوريا ليتراجع من 2.3 مليون مسيحي قبل الحرب الأهلية الى 1.9 مليون فقط. أما في لبنان التي تضم أكبر تجمع للمسيحيين في المنطقة والذي يشكل ثلث تعداد سكان البلد البالغ عددهم 6.8 مليون نسمة، فان البلاد قد شهدت مؤخراً تقديم أكثر من 380,000 ألف مسيحي طلباً للهجرة منذ التفجير المميت الذي حصل في مرفأ بيروت.

عن: كالف نيوز وفاتيكان نيوز

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here