جماعات مسلحة عبرت عدة سيطرات وقصفت عين الأسد بصواريخ إيرانية معدلة

بغداد/ تميم الحسن

استخدم مسلحون مجهولون طريقة جديدة لاخفاء صواريخ معدلة استهدفت قاعدة عين الأسد العسكرية التي تضم قوات أميركية. وجاء الهجوم بعد يوم واحد من كشف وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) عن مقاطع فيديو تُعرض لأول مرة عن قصف ايران للقاعدة قبل نحو عام.

وضُربت صباح أمس، مالايقل عن عشرة صواريخ المعسكر الذي يضم أكثر من 7 تشكيلات عسكرية عراقية الى جانب قوات التحالف ضد “داعش”.

وتدور شكوك حول كيفية وصول الصواريخ الى مسافة قريبة من القاعدة، ومرورها بعدة سيطرات أمنية.

ويقول مصدر أمني في غربي الانبار لـ(المدى) إن “الهجوم وقع على طريق مرور ارتال الفصائل في منطقة القائم”.

وقبل أسبوعين كشفت (المدى) عن وجود تبادل مريب للشاحنات في منفذ بين سوريا والعراق غير مسيطر عليه من الحكومة.

وبحسب المصادر القريبة من الحدود، فإن الشاحنات التي كانت تحمل صواريخ، يعتقد بأنها نفسها التي استخدمت في ضرب مطار أربيل والمنطقة الخضراء في شباط الماضي.

وكانت الفصائل المسلحة قد قفزت الى الصورة في الأنبار إبان عمليات التحرير في 2016، على الرغم من اعتراض المسؤولين هناك.

وحرصت تلك الفصائل في وقت مبكر من المعارك ضد “داعش” بأن يكون لها تواجد قرب الحدود مع سوريا، و ماتزال صاحبة النفوذ الأكبر في غربي الأنبار.

صواريخ معدّلة

ويضيف المصدر أن “12 صاروخاً ضرب القاعدة في الساعة الثامنة من صباح الأربعاء، واستخدموا طريقة جديدة لإخفاء الصواريخ”.

ووفق المصدر أن الجهات المهاجمة، استخدمت سيارة نقل كبيرة (لوري قلاب) ووضعت الصواريخ أسفل الشاحنة، لمنع رصدها من طائرات المراقبة.

وتم القصف بواسطة صواريخ نوع “اراش”، وهي إيرانية الصنع، ومعدلة عن نسخة صورايخ “غراد” الروسي عيار ١٢٢ ملم ويصل مداها الى نحو ٤٠ كم.

وقبل أسبوع كشفت (المدى) عن وجود قواعد للصواريخ تم نشرها من قبل أحد الفصائل المسلحة، قرب مدنية هيت، بعد ساعات من قصف واشنطن لكتائب حزب الله في سوريا.

وفي نهاية 2019، قصفت واشنطن كتائب حزب الله في القائم، وتسبب الهجوم حينها بمقتل 25 عنصراً ونحو 50 جريحاً.

وجاء هجوم يوم أمس في وقت حرج بالنسبة للحكومة العراقية، حيث تستعد للاستقبال غداً الجمعة، لأول مرة بابا الفاتيكان، الذي أكد أنه سيذهب إلى العراق لأنه “لا يمكن أن يُخذل العراقيين مرة ثانية”.

وذكرت خلية الإعلام الأمني التابعة للحكومة، أن قصف قاعدة عين الأسد الجوية لم يوقع أية خسائر.

وقالت الخلية، في بيان أمس: “10 صواريخ نوع غراد سقطت صباح اليوم الأربعاء، على قاعدة عين الأسد الجوية، دون خسائر تذكر”، كاشفة أنه “تم العثور على منصة إطلاق هذه الصواريخ”.

ولاحقاً، تسربت معلومات عن إن متعاقداً مدنياً يعمل مع التحالف توفي جراء أزمة قلبية إثر الهجوم الصاروخي، فيما لم تتأكد جنسيته حتى الآن.

وقال المتحدث باسم قوات التحالف الدولي، واين ماروتو، إن 10 صواريخ استهدفت قاعدة الأسد الجوية التي تستضيف قوات التحالف، في حوالي الساعة 7:20 صباحا (بتوقيت العراق).

وغرد ماروتو على توتير قائلاً: “القوات العراقية تقود التحقيق. سيتم الإعلان عن مزيد من المعلومات عندما تصبح متاحة”.

تهديدات سابقة

وكانت القاعدة العسكرية قد تعرضت، في كانون الثاني 2020، لهجوم صاروخي إيراني ردا على مقتل القائد في الحرس الثوري، قاسم سليماني، بضربة أميركية أدت إلى مقتله قرب مطار بغداد في الثالث من الشهر ذاته.

كما هددت فصائل مسلحة بـ”العقاب” على أثار القصف الأميركي، الذي استهدف بنى تحتية تابعة لفصائل في شرقي سوريا.

وقالت حركة النجباء، إحدى فصائل المسلحة، إن العملية “لن تمر أبداً دون عقاب ورد قاسٍ من قبل المقاومة يناسب حجمها فهي لن تزيد المجاهدين إلا قوة وصلابة وعزيمة على التصدي للإرهاب ومواجهة قوات الاحتلال”.

وردت الحكومة العراقية على لسان وزير الخارجية فؤاد حسين الذي نفى وجود “مقاومة” في البلاد بالقول: “من الواضح إن مشكلة هؤلاء ليست بالانتماء للعراق فقط ولكنهم لا يقرأون التاريخ أيضاً”.

كيف دخلت الصواريخ؟

وحدث الهجوم، بحسب نائب عن الأنبار، في منطقة تبعد نحو 7 كم جنوب ناحية البغدادي التي يقع فيها معسكر عين الأسد.

واضاف النائب نعيم الكعود في اتصال مع (المدى) إن “الصواريخ انطلقت من منطقة البيادر، وفي منطقة زراعية وفيها عدد من المنازل”.

واستغرب الكعود وهو عضو لجنة الأمن في البرلمان في كيفية وصول تلك الصواريخ رغم وجود السيطرات الأمنية.

ورجح النائب أن يكون إدخال تلك الصواريخ تم بطريقين: “إما أنها دخلت بتواطؤ جهات أمنية، أو إنها دخلت بصفتها أسلحة شرعية تابعة لجهة عسكرية معينة”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here