الخدمات النيابية: الحكومة ووزارة النقل تنصلتا عن مشروع ميناء الفاو الكبير

كشفت لجنة الاعمار والخدمات البرلمانية عن ان الحكومة ووزارة النقل تراجعتا في دعم بناء ميناء الفاو الكبير بسبب الضغوطات السياسية التي مورست من قبل بعض الجهات والاطراف التي تقف بالضد من إحالة هذا المشروع إلى احدى الشركات الكورية.

ويقول النائب جاسم البخاتي، عضو لجنة الخدمات والاعمار البرلمانية في تصريح لـ(المدى) ان “هناك ضغوطا مورست على وزير النقل وعلى الحكومة من اجل التنصل عن الاتفاق الموقع مع احدى الشركات الكورية لبناء ميناء الفاو الكبير لاسباب خاصة وضيقة”، مضيفا ان “هذه التدخلات تسعى إلى عدم تبني هذا المشروع الحيوي من قبل الكوريين من خلال اتهامات بعيدة عن الحقيقية”.

وأعلن وزير النقل ناصر الشبلي، في وقت سابق من الان عن الاتفاق مع شركة دايوو الكورية لإنشاء ميناء الفاو لتتم المباشرة بتنفيذه في الأيام القليلة القادمة، رغم الدعوات التي أطلقت من أطراف سياسية مؤخراً لاستبدالها بشركات صينية.

وتعرض مشروع بناء ميناء الفاو الكبير الى الكثير من العقبات التي أخرت تنفيذه منذ وضع حجر الأساس له في عام 2008.

وفي البداية، بقي المشروع مجرد مخططات على الورق قبل أن تشرع الحكومة ببناء كاسر الأمواج الكبير، بالتعاون مع شركة دايوو الكورية الجنوبية، والذي أعلن الانتهاء منه العام الحالي. ويؤكد البخاتي ان “الشركة الكورية تمتلك امكانات كبيرة جدا من خلال اشرافها على تنفيذ الكثير من الموانئ من بينها بناء ميناء قطر”، مبديا استغرابه “من برود الحكومة ووزارة النقل في متابعة تنفيذ هذا المشروع رغم اهميته الكبيرة للعراق”.

ويعرب عن امله في ان “تكون اجراءات توقيع العقد مع هذه الشركة من قبل وزارة النقل حقيقية من اجل الشروع بالعمل”، مستدركا، لكن “هناك ضغوطات تمارس ضد وزير النقل لتذويب قضية بناء ميناء الفاو الكبير وإرجائها إلى الحكومة المقبلة”.

ويستبعد ان “تكون هناك تخصيصات مالية في موازنة العام الجاري لبناء هذا الميناء المهم والستراتيجي للعراق وللمنطقة بسبب التدخلات السياسية”، مضيفا ان “صمت الوزير يدل على وجود نية لعبور هذه المرحلة وصولا إلى شهر تشرين الاول المقبل حتى تنتهي مهام الحكومة والبرلمان”.

ويقع الميناء في منطقة رأس البيشة بشبه جزيرة الفاو في محافظة البصرة، وتبلغ تكلفة المشروع حوالي 4.6 مليارات يورو، وتقدر طاقته المخطط لها بـ99 مليون طن سنويا، ليكون واحدا من أكبر الموانئ المطلة على الخليج العربي والعاشر على مستوى العالم، وتم وضع حجر الأساس لهذا المشروع يوم 5 نيسان 2010.

وصممت شركة ايطالية متخصصة مشروع الفاو الكبير ليستوعب 99 مليون طن من الشحن سنويا بكلفة 46 مليون يورو ليربط الخليج العربي بأوروبا بواسطة شبكة حديدية وصولًا إلى القارة الأميركية.

وتعود فكرة إنشاء هذا المشروع إلى الفترة التي تلت الحرب العالمية الثانية، وأعيد طرحه مرة أخرى في سبعينيات القرن الماضي، وبدأت الخطوة الأولى للعمل منذ الثمانينيات إذ تم إنشاء الطريق السريع باتجاه بغداد والذي كان من المقرر ان يصل إلى تركيا إلا انه أجهض بسبب اندلاع الحرب العراقية الإيرانية حتى إعادة طرحه من جديد بعد العام 2003.

ومن جهته يرى وائل عبد اللطيف النائب السابق عن محافظة البصرة ان محاولة صرف النظر عن التعاقد مع احدى الشركات الصينية أو بعض الشركات الاخرى هي مؤامرة ضد ميناء الفاو الكبير” موضحا ان “العراق مديون في الاساس إلى شركة دايوو في مشروع كاسح الامواج”.

وتشمل المرحلة الاولى من مشروع ميناء الفاو الكبير المقرر دخوله الخدمة في 2024 إنشاء خمسة أرصفة من أصل 90 رصيفا، وتعميق وكري القناة الشراعية التي تصل الميناء بالبحر، وإنشاء ممر أو نفق مائي بعرض 30 مترا يربط الميناء بأم قصر، وطريق رابط بين الفاو والبصرة مع ساحات عمل لتفريغ وتحميل الحاويات.

ويضيف النائب السابق أن “التعاقد مع الكوريين هو مؤامرة لان هذه الشركة اشترطت استلام جزء من عقدها كمقدمة للمباشرة في العمل في وقت تمر فيه الحكومة العراقية بأزمة مالية خانقة في حين طالبت الشركة الصينية باكمال بناء المشروع بالكامل قبل استلام اي مبلغ مع ربط المشروع بجميع السكك الحديدية، وبناء محطة مياه، وانشاء محطة كهرباء، وتأسيس مرفأ للقاعدة البحرية العراقية”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here