كان على البابا فرنسيس زيارة جامع الإمام أبي حنيفة النعمان “ أيضا .

كان على البابا فرنسيس زيارة جامع الإمام أبي حنيفة النعمان “ أيضا .

بقلم مهدي قاسم

لا أعلم لماذا لم يقترح مستشارو البابا فرنسيس عليه القيام بزيارة لجامع ” الإمام أبي حنيفة النعمان ” ، حيث يُعد هذا الجامع مقرا رمزيا للمرجعية السنية في العراق و ذلك بهدف اللقاء مع ممثليها ، طالما إنه قرر زيارة النجف و اللقاء مع السيد علي السيستاني بصفته المرجع الأعلى لشيعة العراق ، فضلا عن اللقاء مع ممثلي الطائفة المسيحية ، ناهيك عن الزيارة المرتقبة لأربيل للقاء مع قادة الكورد العراقيين ..

فأليس عدم عقد مثل هذا اللقاء مع المرجعية السنية في العراق سيخلق عندهم شعورا بالإهمال والتجاهل ، بل وحتى الإحساس بالإقصاء المعنوي الممظ والمرير ، وهو الأمر الذي ما كان يجب يحدث قطعا ، بالرغم من اعتقادنا أنه أمر غير مقصود من قبل البابا فرنسيس الذي معروف عنه كرجل محب للسلام و للبشرية جمعاء ، بقدر ما هو إهمال أو تجاهل ــ حسب اعتقادنا ــ يُحتسب على بعض مستشاريه المختصين بشؤون منطقة الشرق الأوسط و العراق تحديدا ، و الذين ــ ربما ــ لم يلفتوا نظره الى أهمية هذه الزيارة إلى جامع ” أبي حنيفة النعمان ” ليشعر أهل السنة بأنهم غير مهملين أو مهمشين في العراق ..

ففي النهاية وبغض النظر عن رفضنا له كنظام سياسي هجين ــ وسواء شئنا أم أبينا ــ فأن النظام السياسي الطائفي الحالي في العراق يتكّون أساسا من طوائف وقوميات وأقليات عرقية متعددة و متنوعة ، و لكل طائفة أو أقلية من أهمية وموقع سياسي وتمثيل رسمي لا يقل عن طائفة أو قومية أخرى ، من حيث الهوية المذهبية والدينية والقومية والحضور السكاني ، بغض النظر عن حجم والكثافة السكانية لهذه الطائفة أم للآخرى ..

فمن هنا لا يصح إهمال أو تجاهل هذه الطائفة أم الآخرى من أجل رفع شأن طائفة أو قومية معينة قد يُفسر على أنه جرى لأسباب سياسية فحسب ..

بل يمكن الذهاب بعيدا بعض الشيء لنقول بأنه كان ينبغي على البابا اللقاء حتى مع ممثلي الصابئة المندائيين و الايزديين وكذلك التركمان أيضا ، طالما أنه قرر اللقاء مع السيد السيستاني بصفته المرجعية الأعلى للشيعة العراقيين وكذلك مع الكورد وممثلي مسيحيي العراق ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here