ابو خوذه

ابو خوذه، الدكتور صالح الورداني
—–
كم بك يا مصر من المضحكات ولكنه ضحك كالبكا
هذا مما قاله المتنبي في مصر أيام كافور..
وهذا ما روى في كتاب لواقح الانوار في طبقات الاخيار، ويعرف بالطبقات الكبرى: لعبد الوهاب الشعراني(898- 973 ه)
قال عن واحد وصفه من أصحاب الأحوال وهو : الشيخ علي أبو خودة ،كان من أرباب الأحوال، ومن الملامتية، وكان يتعاطى أسباب الإنكار عليه قصداً، فإذا أنكر عليه أحد عطبه..
وكان رضي الله عنه يهوى العبيد السود، والحبش لم يزل عنده نحو العشر يلبسون الخود لكل واحد منهم حمار يركبه ،فكانوا هم جماعته كل موضع ركب يركبون معه، وما رآه أحد يصلي مع الناس إلا وحده..
وكان إذا رأى إمرأة أو أمرد راوده عن نفسه، وحس على مقعدته ،سواء كان إبن أمير أو إبن وزير، ولو كان بحضرة والده أو غيره، ولا يلتفت إلى الناس..
وكان إذا حضر السماع يحمل المنشد، ويجري به كالحصان..
وأخبرني الشيخ يوسف الحريثي قال: كنت يوماً في دمياط، فأراد السفر في مركب لم يبق فيها مكان لأحد..
فقالوا للريس: إن أخذت هذا غرقت المركب لأنه يفعل في العبيد الفاحشة، فأخرجه الريس من المركب،فلما أخرجوه من المركب قال: يا مركب تسمري، فلم يقدر أحد يسيرها بريح، ولا بغيره، وطلع جميع من فيها، ولم تسر..
وأخبرني أيضاً أنه نزل معه في مركب، فمرس عليها الريح فضربها بعكازه فلم تتزحزج فنزل هو وعبيده يمشون على الماء إلى أن وصلوا إلى شربين، والناس ينظرون ذلك..
وقال لي مرة: أحذر أن تجامع أمك، فقلت: لعبد من عبيده ما معنى كلام الشيخ؟
قال: يحذرك أن يدخل حب الدنيا في قلبك لأن الدنيا هى أمك..
مات سنة نيف، وعشرين وتسمعمائة، ودفن بزاويته بالحسينية بالقرب من جامع الأمير شرف الدين الكردي..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here