المرأة العراقيـــة في يومها العالمي ؟؟

 المرأة العراقيـــة في يومها العالمي ؟؟
نهنئ كل نساء العالم بعيدهن هذا وخاصة العراقيات
منهن نتمى لهن جميعا مزيدا من التقدم والازدهار
يعكوب ابونا
عبر التاريخ تحملت المرأة وزر انتمائها الانثوي الذي اضفى عليها الضعف الجسدي لينعكس على سلوكها واحساسها العاطفي الانساني ، استغل الرجل هذه الصفات ليعطي لنفسه الحق بانتهاك كرامتها وسلب ارادتها وقمع حريتها مستغلا ذكوريته ورجولته ليفرض عليها سطوته وسلطته بقوته الجسدية لينال منها…

هذا الواقع المهان والمستهجن لانتهاكات حقوق المرأة استمرحتى بعد ظهور الشرائع والاديان السماوية ،التي ذهب البعض منها الى اضافة صفات اخرى تنتقص من قيمة المرأة ومكانتها كانسانه عندما اعتبرتها ناقصة عقل ودين ، بالاضافة الى ورود العشرات من المصطلحات والمسميات لتصبح اعراف اجتماعية مذله تنتقص من قيمة المراة وكرامتها وانسانيتها ، لكي ينحصر دورها في طقوس الطاعة والولاء للرجل واشباع غرائزه الجنسية..

طبعا المرأة لم تقف مكتوفة الايدي امام هذا الذل والقمع والهوان الذي مارسه الرجل والسلطات والشرائع ضدها ، بل ناضلت وكافحت من اجل ان تثبت وجودها كانسانه اولا وكقوة فاعلة على ارض الواقع ثانيا ، ولتقول انها ليست وسيلة للتمتع فقط بل ان دورها كبيرا واساسيا في تطور وبناء المجتمع والانسان معا ، ففي نهاية القرن التاسع عشر بدأت الاصوات النسائية تعلو في الكثير من الدول منها اوربا وامريكا الشمالية مطالبة بتحسين ظروف العمل ، وحقها في التصويت وحريتها في اختيار ممثليها في المجالس الوطنية ..
تطور الامرالى قيام عاملات صناعة النسيج في مدينة نيويورك في الولايات المتحدة الامريكية يوم 8 اذار عام 1857 باضراب عام ، وقدمن التضحيات من اجل حقوقهن ، ومن المصادفه ان يقمن يوم 8 اذار عام 1909 باضرابهن كذلك احتجاجا لظروف العمل السيئة ..

وفي عام 1910 عقد مؤتمر نسائي عالمي في كوبنهاكن في الدانمارك ، للاحتفال بنضال المرأة في انحاء العالم والسعي لنيل حقوقها المشروعة .. ولاول مرة تم الاحتفال عام 1911 بيوم عالمي للمرأة ، في كل من الدانمارك والمانيا والنمسا وسويسرا .. وبعدها اخذت الاحتفالات بيوم المرأة في الدول الاخرى وفي ايام مختلفه ..الا ان المؤتمر الذي انعقد في باريس عام 1945 ، بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ، للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي اعطى لهذه الاحتفالية دوراً اساسياً للمرأة في المجتمع ، عزز ذلك الاحتفال بالسنة الدولية للمرأة عام 1975 ، وفي عام 1977 ، تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا يدعو الدول لاعتبار يوم 8 اذار يوماً للاحتفال بحقوق المرأة والسلام الدولي وذلك وفقا للتقاليد والاعراف التاريخية والوطنية لكل دولة ، اطلق على هذا اليوم يوم المرأة العالمي ، فكان يوما احتفاليا للامم كافه ..

يفترض ان يكرس هذا اليوم من قبل المنظمات النسوية ومنظمات المجتمع المدني والمهتمين بشؤون المرأة عموما، بدراسة ومناقشة الانجازات والاخفاقات في مسيرة المرأة عموما ، لتقييم ما انجزته وما يجب ان تناضل من اجل تحقيقه ، لان طموحاتها المستقبلية وحقوقها الذاتية لا تتحق الا بالنضال المشترك لبناء مستقبل افضل لها وللاجيال القادمة .
صحيح لقد تحقق للمرأة بعضا من المكتسبات في بعض الدول الا انها لازالت بحدها الادنى في دول اخرى لحد يومنا ، هذا الواقع المدان يتحمل الرجل مسؤوليته فعليه ان يكفرعن ذنوبه ويستيقظ من غفوته وسباته وليقف الى جانب المرأة ويساهم واياها في ثورة عارمة ضد العادات والتقاليد والافكار البالية التي تقيد وتتحكم بسلوكيته تجاه المرأة ، لكي يتحرر هو نفسه من ربق تلك العادات والافكار والسلوكيات المرضية لانها تجعله عبدا لها وليس حرا صاحب قرار ، ،فحرية الرجل مطلوبه ، ان لم ينالها لايستطيع ان يمنح الحرية للمراة ، ففاقد الشئ لا يعطيه ، لنعمل اذاً كما قال الشاعر الفيلسوف جميل صدقي الزهاوي …

” ثوروا على العادات ثورة حانق وتمردوا حتى على الأقدار ”

التغيير مطلوب ولكن للافضل وليس للارتداد الى الوراء الى ازمنة التخلف والتقهقر والرجعية ،الى القرون الوسطى ان لم قبلها ، تصدير الثورة الاسلامية من ايران ، وما سببه من ايقاظ الخلايا النائمه من الفكرالاسلامي السني ، وما احدثته التغيرات بسبب الربيع العربي سئ الصيت ، وتبرير الارهابين اصحاب الفتاوي ورجال الدين لها ، بانها صحوة اسلامية ، فنتسائل هل الصحوه هي القتل والسلب والنهب والاغتصاب والذبح والارتداد الى الخلف مئات السنيين بعد ان كانت شعوبنا قد تحضرت وتطورت وسايرت العالم الغربي بعاداتها وحضاراتها ومدنيتها ؟ ؟؟ فان كانت هذه صحوات اسلامية ، فلماذا تستنكرون وتعربدون عندما يضع الغرب والاخرون غير المسلمين علامة استفهام على الفكر الاسلامي ..؟؟ اليس هو منبع هذه الصحوات كما تقولون انتم وليس غيركم ، اليس الهدف هواقامة الخلافة الاسلامية . ؟؟
وفعلا لقد تحققت الخلافة الاسلامية ( بداعش ) ووجدنا افعالها وجرائمها ؟،انتم قبل غيركم ادنتم اعمالها وافعالها وسلوكها.؟ لانها اوصلت الانسان وقيمه الى الحضيض ، صحيح حوربت الدولة الاسلامية وقضى عليها كدولة خلافة سنية ،،
ولكن ياترى متى سيتم القضاء على الخلافة الشيعية؟ المتمثلة بالاحزاب الشيعية الحاكم في العراق اليسوا هؤلاء دواعش ؟ ما الفرق بينهم وبين داعش السني الذي كان يقتل ؟ هؤلاء يقتلون ، كانوا الدواعش يسلبون هؤلاء كذلك يسلبون ؟ يغتصون هؤلاء كذلك يغتصبون ، كانوا الدواعش مرتدون ومتخلفون ورجعيون ؟ هؤلاء الذي يستلطون على رقاب العراقيون اليوم اكثرتخلفا وارتدادا ورجعية ، وهؤلاء اكثرانتهاكا لحقوق الانسان بقمع المتظاهرات التي تطالب بابسط حقوقهم لانه يريدون ان يعيشوا بكرامة وانسانية محترمه التي سرقوها منهم ؟ قمعوا المظاهرات وقتلوا المتظاهرين بالمئات واعتقلوا الالاف وجرحوا واصابوا الالاف ، وغيبوا الالاف ، .. وقاموا بترويع النساء ومصادرت حقوقهن وحريتهن ، وفرضوا عليهن الحجاب بالقوة في الشارع والمدرسة والجامعة والدوائر والمؤسسات الحكومية …ماذا بقى لم يفعلوه هؤلاء ؟؟
لنتذكرمعا صرخة الشاعر الفيلسوف جميل صدقي الزهاوي في بداية القرن الماضي مطالبا بتحرير المرأة من الحجاب والذي هو حجاب العقل قبل ان يكون غطاء الراس ـ.
اذ قال الفيلسوف الزهاوي ..

اسفري فالحجاب يا بنت فهر هو داء في الاجتماع وخيم
كل شيء إلى التــــجدد ماض فلماذا يقر هذا القديم

قارنوا ما كان عليه العراق وثقافته وفكر رجاله قبل اكثر من 90 عاما ، وثقافة اليوم ثقافة التخلف والارتداد الفكري والطائفي المقيت التي نعيشها اليوم ، هل يعقل ان تكون هذه الاعمال والسلوكيات مزايا العصر الحديث في بلداننا ؟ قارنوا ما كانت عليه المراة والفتاة العراقية في ستينات وسبعينات القرن الماضي . وانظروا اليها اليوم الى وضعها وانسانيتها وانوثتها قبل اي شئ اخر .قمع المرأة واستغلالها واغتصابها بابشع الصور، بذرائع دينية ، واعراف اجتماعية وعشائرية ، وما يسمى بجرائم الشرف وهو قتل النساء غسلا للعار وكان القتله يتمتعون بعقوبه مخففه لتلك الجريمه ، ومع ذلك نجد اليوم نوع اخر من الجرائم ، اذ زادت ظاهرت انتحار الفتيات وخاصة في شمال العراق ، فهل هذه طريقة جديدة وبديله لقتل الفتيات بدون ان تطال المجرمين يد العدالة ،لان الظاهر بان هناك من يدفع الفتيات جبرا الى الانتحار .. لكي لا تطالهم العقوبه القانونية ؟

دورنا ان نستنكر وندين هذه الاعمال ، ونتضامن لنقف ضد كل انواع التمييز والاستغلال والعنف باشكاله المختلفة ضد المراة وحقوقها ،ونطالب لا بل نحمّل الحكومة مسؤولية اتخاذ الاجراءات القانونية بحق المجرمين والمسيئين للمرأة ، ومطالبين بتأمين الامن والاستقرار لشعبنا وللنساء خاصة ليمارسن حقوقهن القانونية والدستورية ، لياخذن دورهم في المجتمع ، ولقد برهنت المرأة العراقية على رفضها هذا النهج الرجعي المتخلف واثبتت قدراتها الحية ووجودها في دورها النضالي قبل وأثناء انتفاضة تشرين الأول 2019 المجيدة بما قدمته من تضحيات بطولية وفداء ومساهمة فعالة لتحقيق اهداف وطموحات شعبنا وخاصة الشباب منهم ، لبناء وطن حر مستقل متحرر من الانتهاكات والتدخلات وتحقيق الامن الاجتماعي بتطبيق القانون وتحقيق العدالة والمساوات للجميع ،بعيدا عن الطائفية والمحاصصة ومحاسبة القتل والمجرمين والحرامية وسراق المال العام ، من اجل كل هذا علينا التزام اخلاقي بان نحرر المرأة من سلوكيتنا المريضة وافكارنا المقيته لكي نستطيع معا كسب حريتنا وانعتاقنا من عبوديتنا المتوارثة عبر الزمن الطويل ، لنستطيع سوية بناء عراقنا الجديد ..
وختاما اهدي لكل العراقيات الجميلات باقات من الورد عطرها الحرية والمساواة والعدالة .. والى الامام ………….
يعكوب ابونا …………. 8 /3 /2021 .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here