فلسطين الشلبية!!

فلسطين الشلبية!!
د.شكري الهزَّيل
بعد عمر طويل مع تمنياتي لكم بطيلة العمر جلست مع ذاتي وحدي افكر في تلك الشلبية اللتي اغوتني وعلمتني دروب لم اعلمها واتعلمها من قبل,فتذكرت الكثير ونسيت الكثير من الاحداث لكني ما زلت قابع وسط زحمة الاحداث وزخمها واحيانا تتداخل الاحداث والازمان وتبدو احداث ما قبل عقدين وكأنها حدثت بالأمس وهكذا تذكرت كيف دخل ياسر عرفات الى غزة على صهوة حصان أوسلو وكيف عاد كفنا من باريس الى القاهرة ومن هناك امتطى صهوة حَّوامة مصرية وشُيع جثمانه على اكتاف الحشود في رام الله, تذكرت الشيخ احمد ياسين وكيف كان مساءا يتحدث بلغة الواثق وكيف اصبح خبرا في اليوم التالي وتذكرت محمود درويش ووجدت انه مضى على رحيلة اكثر من عقد من الزمن لكني في هذه اللحظة تذكرت قولا منسوبا له يقول فية” سأصير يوماً ما أريد.. سأصير يوماً طائراً، وأسلّ من عدمي وجودي.. كلّما احترق الجناحان اقتربت من الحقيقة، وانبعثت من الرماد.. أنا حوار الحالمين، عزفت عن جسدي وعن نفسي لأكمل رحلتي الأولى إلى المعنى، فأحرقني وغاب.. أنا الغياب.. أنا السماويّ الطريد”… نعم هو المعنى والفحوى الذي نبحث عنه فلماذا غاب من وعن جوهرنا وحياتنا واصبحنا قطيع بلا راعي يرعى ذاكرتنا الجماعية التي تربطنا بالمكان والوطن التي كاد ان ننسى معناة ونحن جالسون في وسطه وهكذا يا سيداتي سادتي سرحت بي الذاكرة للبحث مجددا عن فلسطين وكأنني لم اسمع بها من قبل فوجدت أحدا ما يعرفها في معجم اللغة بانها “بَلَد تقع على جنوب شرق البحر المتوسط، وفي جنوب غرب المشرق العربي، منذ ترسيم حدود الاستعمار أصبح يحدها لُبْنَان وسُورِيَّا والْاُرْدُنْ ومِصْر. وتطل على البحر الأحمر والبحر المتوسط. محتلة من قبل “ِاسْرَائِيل”…عاصمتها القُدْس المحتلة”.. قلت عال العال هذا التعريف: اذا: هي بلد موجود وحدوده مُعرفه لكنه محتَّل ومع هذا ما زال نفر من بيننا يجترح التعاريف ويغمسها في الجغرافيا ويخرجها من صحن التاريخ الى حيز وهامش اخر يجعل الشراكة بيننا وبين المُحتَّل شراكة ” حقيقية” واقعية في الأرض والمكان وذلك بالرغم من ان هذه الشراكة قسرية وليست طوعية…كيف نكون شراكة في التراب والمكان والجغرافيا مع هؤلاء الغرباء؟.. بحكم حسن الضيافة والكرم والجود ام بقوة القهر وفرض الامر الواقع.. بين وبَّين لكن الشق الثاني هو الصحيح وهو الجاري والحاصل منذ عام 1948 وحتى يومنا هذا…فلسطين المحتلة!؟
ما الذي يجري حقا ونحن نمارس حق الانتخاب والانتخابات على ضفتي الكذب التاريخي والوطني, فعلى الضفة الأولى يشارك فلسطينيي الداخل في انتخابات العصابات التي تحتل بلادهم وعلى الضفة الثانية تجرى التحضيرات لعرس انتخابي اخر يشارك فية الفلسطينيون في انتخابات عصابات ” أوسلو” التي تمارس الحكم المحلي على ارض فلسطينية مُحتَّلَّه ورافد اخر من روافدها يتضور جوعا وحصارا منذ اكثر من عقد من الزمن وهو الزمن والمدة نفسها الذي صار فية صاحب الدكان يحمل لقب ” الرئيس الفلسطيني” الذي يشغل منصب فخامة رئيس ” التنسيق المخابراتي” مع الاحتلال؟.. كيف يجوز او يصير التوفيق بين التنسيق مع من يحتَّل فلسطين ومع مشروع تحرير فلسطين؟… توليفة عجيبة غريبة ترقى الى مستوى الرقص في عرس بغل؟..كيف تكون حركة فتح بزعامة محمود عباس درع الوطن الأول وهي التي تدير التنسيق المخابراتي مع الاحتلال وتقود وتدير سلطة اوسلوية فاسدة وعاجزة عاثت دمارا وخرابا بكامل مقومات القضية الفلسطينية؟..
اللي بيسمَع بيدشَّع.. انتخابات ” فلسطينية” ودنيا شعلانة لكن الترشيح خارج “قائمة” حركة فتح الموحدة ممنوع بمرسوم رئاسي..شَّلع وكذب مراسيم رئاسية وفخامة رئيس عصابة يدير انتخابات فصائلية اوسلوية لا علاقة لها بفلسطين ” التحرير” لا من بعيد ولا من قريب.. كلها وجلها علاقات وانتخابات على أساس واسس واقع ان فلسطين محتلة وترزح تحت سلطة الاحتلال… كيف تتحدث عن انتخابات حرة داخل بلاد محتلة و شعب خاضع بالكامل لسلطة احتلال؟.. سلطة أوسلو تعمل في ظل وجود الاحتلال على أساس انها جزء من منظومة هذا الاحتلال وليست كجزء من حركة تحرر تقاوم الاحتلال.. كان يا ما كان ” حركة تحرير فلسطين” المختصرة بالمقلوب ..حركة فتح..كان يا مكان أيام زمان؟.. اليوم صارت حركة فتح عبارة عن سلطة أوسلو الفاسدة التي ترسل مبعوث لها للاسير ” الفتحاوي” الأصيل مروان البرغوثي لاقناعة بالعدول عن الترشيح للمجلس التشريعي عبر حركة فتح او كمستقل.. المرسال ” المهندب” الذي ارسل الى مروان برغوثي في سجنة هو حسين الشيخ ” الفتحاوي” اللذي اصبح منسق ” امني ومدني” مع الاحتلال وهذا الأخير هو من حكم على المناضل مروان البرغوثي بخمس مؤبدات سجن.. مفارقة ان يتذكر حسين الشيخ الاسرى والاسير البرغوثي على وجة التحديد بعد عقود من نسيانهم واهمال قضيتهم كاسرى يقبعون منذ عقود في سجون الاحتلال.. دنيا واحوالها: ان ترى الدخيل صار مرسال سلطة فاسدة والاصيل ما زال قابعا في السجن من اجل فلسطين.. خرافات وانتخابات وحراكات وتكتيكات اللعب على ربح المزيد من الزمن لمواصلة فرض استمرار وجود جماعة أوسلو: مراسيم..انتخابات. خطابات.. رواتب..كورونا أيضا دخلت على الخط.. رب ضارة نافعة لسلطة فاسدي أوسلو…. فلسطين الشلبية الجميلة صارت فرجة سياسية في زمن الرئيس ابوريالة!!
ابقوا معنا.. لم تنتهي بعد جلستي مع ذاتي وسرحي وتأملي في حال ناس وشعب فلسطين الشلبية..كان اخوتنا واخواتنا في مخيمات الصمود يرسلون أيام زمان سلاماتهم الى الاهل في فلسطين المحتلة عبر المذياع.. قلوبنا معكم وارواحنا تتوق لعناق ارواحكم.. حقيقة لم نعد نسمع عنهم وعن فعالياتهم الا القليل في زمن الضجيج وفي زمن انتخابات حسين الشيخ وجبريل الرجوب ومراسيم الرئيس والحقيقة الامَّر من المُر انهم فلسطينيون اب على جد ولا يحق لهم التصويت في الانتخابات الفلسطينية..كيف؟.. الانتخابات فقط لجماعة أوسلو, وال48 بصوتوا في ” إسرائيل” فيما لاجئي المخيمات في المهجر لا يحق لهم التصويت لانهم لايعيشون في مقاطعة رام الله ولا في فلسطين المحتلة المسماة” إسرائيل”..ماشي: طيب على الأقل ضَّعوا اكمن صندوق اقتراع في المخيمات حتى يصوتوا على حق العودة وهو الحق ” الأسير” في طيات اتفاقيات أوسلو الخيانية التي لم تؤكد لا على حق العودة ولا على حق مشاركة فلسطينيي المهجر في الانتخابات الفلسطينية او على الأقل حق التصويت ع قضايا مصيرية متعلقة بحقوق الشعب الفلسطيني.. الحقيقة الصادمة انه لا يوجد اسهل من اجراء انتخابات بمشاركة فلسطيني المهجر ” المخيمات” وتنظيم هكذا انتخابات امر بسيط بإمكان ” الأمم المتحدة” الاشراف عليه, لكن هنالك فيتو صهيوني واوسلوي فلسطيني على مشاركة فلسطيني المهجر وهذا “الفيتو” متعلق بحق العودة وكَّون هؤلاء جزء الا يتجزأ من الشعب الفلسطيني.. هؤلاء سكان المخيمات في الداخل والخارج هم أبناء وبنات : حيفا وعكا ويافا وصفد والرملة واللد وعسقلان وبئر السبع وفلسطين الأصل المحتله…الضفه وقطاع غزة أجزاء من جغرافيا فلسطين الأصل وليس “فلسطين”محمود عباس!!
على الضفة الأخرى من كذبة ممارسة حق الانتخابات في فلسطين الشلبية يشارك فلسطييني الداخل المضلل بهم في انتخابات دولة صهيونية تضطهدهم وتسلب حقوقهم وتهدم بيوتهم وتكذب عليهم بكونهم مواطني “دولة إسرائيل” التي اطلق عليها مستوطنيها تسمية ” دولة اليهود” وهذة الدولة الاستيطانية تحتل فلسطين من النهر الى البحر وتعتبر الفلسطيني عدوا لها كان في الجليل في الشمال الفلسطيني او في النقب الجنوب الفلسطيني او في القدس والضفة الفلسطينية او قطاع غزة او في مخيمات اللجوء لكن مع كل هذا نجد بعض الفلسطينيون الصهاينة من أمثال احمد الطيبي وايمن عودة وجماعة الحركة الاسلامية الجنوبية الصهيونية والمشتركة الصهيونية, نجدهم يروجون للمشاركة في انتخابات كنيست”برلمان” صهيوني أقيم على جماجم الشعب الفلسطيني وقام بتشريع ابشع القوانين العنصرية لتثبيت احتلال فلسطين ومصادرة الأراضي الفلسطينية من جهة وحرمان الشعب الفلسطيني من ادنى الحقوق من جهة ثانية وبالتالي تعتبر مشاركة فلسطينيوا الداخل في الانتخابات الإسرائيلية مجرد زركشة لل “ديموقراطية” الإسرائيلية ولا يجني منها الفلسطينيون أي فائدة تذكر والعكس هو الحاصل وهو ان الدولة الصهيونية تمعن في هدم بيوت ومصادرة أراضي وحقوق فلسطينيي الداخل والمستفيد الوحيد هم الأعضاء العرب الصهاينة الذين يدخلون الكنيست ويصبحون أعضاء عبر أصوات فلسطينيي الداخل المُضلَّل بهم.
..فلسطين الشلبية بالشقلوب ..العنف يستشري داخل بلدات ومدن فلسطينيي الداخل الذين يتظاهرون في ام الفحم وفي كل مكان ويطالبون ” الشرطة” بوقف العنف لكن الشرطة إسرائيلية وغير معنية بسلام وامن المواطن الفلسطيني ولربما هي نفسها ” الشرطة” اللتي تقف وراء ظاهرة العنف والقتل والتصفيات الجسدية في الداخل الفلسطيني…..فلسطين الشلبية هي بالفعل شلبية وجميلة لكنها محتله وهذا الاحتلال يشوة صورة محياها الجميل.. في فلسطين شعب طيب ومناضل لكن للأسف لا توجد قيادة وطنية لقيادة هذا الشعب الابي وماهو موجود سلطة اوسلوية خائبة وفاسدة في الضفة وعلى الضفة الأخرى قيادات وأعضاء كنيست”عرب” صهاينة خائبون وفاسدون ويعيشون في كنف دولة الاحتلال الإسرائيلي….فلسطين الشلبية الى اين؟.. تسير وتمضي شعبيا بخطوات ثابته وما نراه ونلحظه استمرار النضال الشعبي ..التصدي الفلسطيني الشعبي لمخططات الاحتلال وقطعان المستوطنين في تصاعد فيما القيادة ” الاوسلوية” تعيش مغتربة عن الواقع الفلسطيني في أبراج عاج رام الله..يبقى ان نقول لكم أينما كنتم وتواجدتم ان فلسطين شلبية الشلبيات وشعب فلسطين شعب ابي ع الانكسار لكن مصابة جلل في قيادة اوسلوية خائنة وأخرى خائبة على الضفة الأخرى…عاشت فلسطين وعاش شعبها وطنا ومهجرا والخزي والعار لجماعات أوسلو والكنيست الصهيوني وعرب الردة والتطبيع والمجد والخلود للشهداء وكل التحايا لاسرى واسيرات الحرية في سجون الاحتلال الغاشم.. فلسطين الشلبية بمحياها الجميل تحييكم أينما كنتم وتواجدتم..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here