بالرغم من توجههم الإسلامي عندهم وحدة الوطن فوق كل شيء

بالرغم من توجههم الإسلامي عندهم وحدة الوطن فوق كل شيء *

بقلم مهدي قاسم

بعد تركيا علقت إيران على طابع كوردستان التذكري ، رافضة بشدة احتوى الطابع على بعض المناطق أو المدن الممتدة خارج حدود العراق الرسمية والمعترف بها دوليا ، و قبلها أحتجت تركيا أيضا على لسان سفيرها في العراق بلهجة شديدة و غاضبة لنفس السبب ..

علما أن كلا النظامين في كل من إيران وتركيا يتسمان بطابع إسلامي سلفي بحت ، كأساس لنظام الحكم ويُفترض إنهما يدخلان ضمن ” الأممية أو الأمة الإسلامية ” التي لا تعترف بالحدود بين دول إسلامية بعد إقامة دولة الخلافة الإسلامية الشاملة !!.

ولكن مع ذلك عندهما ــ أي النظامان الإيراني والتركي ــ حساسية عالية جدا بصدد أي سعي ــ حتى لو كان ضعيفا و يفتقر إلى الواقعية ــ قد يهدد سيادة ووحدة أراضي بلادهما بانفصال ما ، أو بأي ثلم انشقاقي ولو بحجم ظفر إصبع قد تتعرض له السيادة الوطنية الحالية لأراضي بلديهما ..

و هذا الذي أقوله ــ آنفا ــ ليس تنقيصا من شأن هذه المسألة أو الموقف الرافض ، بقدر ما هو قد يكون بمثابة إشادة غير مباشرة للحرص الوطني أو القومي المشروع على وحدة أراضي بلادهما أمام أي تهديد محتمل سواء كان واقعيا أم مجرد اضغاث أحلام ..

وقد سبق لي أن أشرتُ في هذا الصدد و في مقالات عديدة إلى الطابع القومي ” الفارسي ” للنظام الإيراني الذي يضع المصالح القومية العليا لإيران فوق أية اعتبارات أخرى سواء كانت دينية أو مذهبية ، وهو نفس الشيء ، إلى حد ما ، الذي يفعله نظام أردوغان لإعادة وإحياء الإمبراطورية العثمانية الغابرة ، بل إن كلا النظامين يستغلان أتباعا وموالين و عملاء مرتزقة وعملاء ” عقائديين ” في بلدان أخرى لنشر نفذهما السياسي والتجاري والفئوي على حساب الإضرار بالمصالح الاقتصادية والتجارية والأمنية في تلك في البلدان ، على رأسها العراق بالدرجة الأولى ..

هامش ذات صلة:

*(

ايران تعلق على طابع كوردستان التذكاري وتطلق عليه وصفا

اكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، الاربعاء، ان الطابع التذكاري المقترح من جانب اقليم كوردستان حول زيارة البابا فرنسيس “لا يتفق مع المواثيق والمبادئ الدولية”.
وقال خطيب زادة في تصريح (10 آذار 2021)، ان “ايران اعترضت على العراق حول الموضوع وطالبت بعدم نشر الطوابع وتدارك الموضوع وإصلاحها بشكل فوري واصفا إياه بالعمل غير الودي”.

في حين قال يلدز، في بيان (10 آذار 2021)، إنه “من الملاحظ أن من بين الطوابع التذكارية التي من المتوقع إصدارها من قبل إدارة الإقليم الكردي في العراق بمناسبة زيارة البابا فرنسيس الى العراق، طابع بريدي يرسم خريطة تشمل بعض المدن في تركيا أيضا”.

وأضاف البيان، أن “بعض قادة إدارة الإقليم الكردي في العراق، الذين يتجاوزون حدودهم، يحاولون استخدام هذه الزيارة للكشف عن أحلامهم الفارغة تجاه وحدة أراضي الدول المجاورة للعراق”.

واكد، انه “يجب على سلطات إدارة الإقليم الكردي في العراق، أن يتذكر كيف أن مثل هذه الطموحات الخبيثة انتهت بالفشل”.

ودعا السفير التركي، سلطات كردستان الى “اصدار بيان لازم لتصحيح هذا الخطأ الفادح، في أسرع وقت ممكن وبشكل واضح”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here