على مفترق جيلين

على مفترق جيلين

حسن حاتم المذكور

1 ــ العراق على مفترق جيلين, القديم المثقل بماضيه, الملوث بسادية الأستحواذ على السلطة والثروات, الوطن بالنسبة له, محمية حزب اوعشيرة اوعائلة, تمتلك القوة العمياء والسيطرة, لأخضاع الملايين من خارجها, وفرض عاهات الفقر والجهل والأذلال والأستسلام عليها, لا سكينة له (الجيل القديم), الا بعد ان يرى نفسه, على مرآة فاشيته وشموليته وغطرسته, متوجاً على عرش من معاناة الضحايا وخوفهم, تلك الثقافات الماضوية, معززة بالعقائد والشرائع النافقة, ومن اسماء الله والأنبياء والأولياء والأئمة, تستعير قدسيتها الزائفة, وفي حالة استغباء واستغفال, يحشرون الضحايا في اكياس التطرف الطائفي القومي, وفي غيبوبة مريحة, يستهلك المعذبون اعمارهم بلا حياة, ادميتهم مثلومة المعنى, بلا كرامة ولا مضمون.

2 ــ الجيل الجديد, يحمل هموم الناس, يأخذ بيد الضائعون, ليعود بهم الى ذاتهم, ممتلئون بوعي البحث عن وطن, يعبد لهم طريق المستقل, ويجعل هتافهم “نريد وطن” واقعاً, يستحضر لهم تاريخ اجدادهم, الغني بأقدم وأعظم الحضارات البشرية, ويصرخ السوال المشبع بالحقائق, بوجه مراجع المذاهب واحزابها ودجاليها: هل افتيتم بحرمة الدم العراقي, وحرّمتم جرائم الأغتيال والقنص والخطف الملثم, كما قبّل البابا فرنسيس ارض العراق, وصلى على ارواح شهدائه, هل تذكرون جرائم مليشياتكم (المقدسة!!!), في سفك دماء العراقيين وثرواتهم, هل تستحقون وكامل بيتكم الشيعي, الأقامة على ارض العراق, بعد فسادكم وخرابكم, عليكم إذن اخلاء محافظتي النجف وكربلاء العراقيتين, اقامتكم فيهما اصبحت ليست ضرورية, وليس للعراقيين حاجة اليكم.

3 ــ الجيل الجديد, سيعيد تنظيف ارضه, من سرطانات الحشود المليشياتية, واجهزة امنية ولائية, واخراج التلوث الطائفي العرقي, من شرايين المجتمع العراقي, جيل جديد يهتف للحياة فصيحاً بعذوبة لهجته, وأخر قديم يحمل نعشه بين خطبة جمعة واخرى,, يرطن نقاط نهايته بالذخيرة الحية, ملثم يحمل أكياس فضائحه على ظهره حتى لا يراها, سلم ستر بيته, لمقتدى الصدر الذي (لكثرة الدافعين), لا يعرف عدد ألأباء غير الشرعيين لتياره, الجيل القديم كانت خياناته موجة فأصبحت نهج, لازمته الى يومنا هذا, فانحسرت فيه هوية الأنتماء والولاء الوطني, واصبحت السلطات والثروات وطناً له, اكتسب الأنحراف بين اطرافه قوة العادة, فأصبحت غير قادرة على مراجعة وتقييم مرحلتها, ثم التصارح والتصالح مع بعضها, فأكتملت جاهزيتها للسقوط, في مستنقع الفساد في المنطقة الخضراء.

4 ــ احزاب الجيل المستهلك, جمعتها المنافع الفئوية وفرقتها الكراهية, لكن التبعية وحدتها في نظام للتحاصص, تحت خيمة اغلبية شيعية, لا تعنيها القيم الوطنية والأنسانية, بمقدار ما تمتلكه من السلطات والثروات, واشباع ساديتها الذكورية, في فصل جسد المرأة عن روحها ثم افتراسه, فسقطت في مستنقع فضائحها الأخلاقية والأجتماعية, وسقط معها كامل حثالات العملية السياسية, الجيل الجديد الذي نشأ من خارج, التكوين الأيديولوجي لتلك الكيانات المتآكلة منفصلاً عنها, وكأمتداد لتاريخ اجداده, جاء مرتبطاً بذاته, لا يحمل اصابات الأنتهازية والوصولية والنفعية, لجيل الأحزاب التي سبقته, ان سلمية الهتاف “نريد وطن”, وبسالة ثوار الأول من تشرين طريقه, انه جيل آخر سيعيد الحياة, الى حاضر ومستقبل العراقيين, ويضع نقاط الحق على حروف الحقيقة العراقية.

14 / 03 / 2021

[email protected]

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here