القتل والحرمان بسبب حظر التجوال !

القتل والحرمان بسبب حظر التجوال !

زهير الفتلاوي

اجراءات تعسفية بسبب عدم التخطيط ولاهتمام بمعاناة المواطنين وزيادة كبيرة ومخيفة لنسبة الفقر في البلاد منهم من يقول ان حظر التجوال لدواعي سياسية وليس صحية . ارتفاع غير مسبوق بقيمة الصرف للدولار ، لا وجود لمفردات البطاقة التموينية ، والفقراء يبحثون بالطرقات وفي النفايات عن قوت يومهم ومنهم من يسكن بالإيجار وحيران كيف يدبر الامور بوجود حظر التجوال الذي يتسبب بقطع الأرزاق بشقيه الجزئ والكلي . شنو كورونا جندي تنزل الخميس وتلتحق الاثنين الفجر، مهزلة لا نعلم من هو بطلها وكيف النهاية ؟ . “حظر تجول” موضوعا سياسيا بامتياز كما يتبادر إلى الأذهان، ايام التظاهرات السلمية التي تطالب بالإصلاح والتغيير. جرائم بشعة ومعارك دامية في المنازل بسبب حظر التجوال تحول الى حظر أمني وليس صحي حتى السيطرات تضيق الخناق وغلق الطرق وتروم الابتزاز بحجة تطبيق القانون اختناقات كبيرة في تقاطعات الاطباء والاسواق التجارية بسبب قطع الشوارع والمرور بسايد واحد حتى المواطن الذي يحمل باج الاستثناء يواجه صعوبة بالغة لحين الوصول الى السيطرة . ترى الحظر فقط في بعض مناطق بغداد اما البقية وخاصة المناطق الشعبية فيها الاسواق والمطاعم والكافيهات مفتوحة حتى الصباح الباكر . مصدرُ رزق الكثيرين من الفقراء غائب بوجود الحظر ، ليصبح الخوف من الموت جوعاً أقسى من أيّ وباء خصوصا للعوائل التي تعمل بشكل يومي . احدى السيدات تتحدث وتقول : ماذا تبقّى لنا الآن مع حظرِ التجوال؟ لقد غيّر انتشار وباءِ كورونا حياتنا مثلما غيّر حياة كثيرين. لكنّ حياتَنا هي تحديداً تغيّرت على نحوٍ مأساوي؛ إنّها تلزم البيتَ كما اقتضت القوانين، وأيضاً حِفاظاً على حياةِ الابناء . نعي جيّداً خطورةَ الخروج، ومسؤوليتَها الفردية، لكنّها تعرف أنّ الجوعَ، على غرار المرض، يقتُل أيضاً. قصص مأساوية كثيرة ساهم بها حظر التجوال وعلى الجهات الحكومية التفكير بمعيشة الشعب قبل ان تصدر تلك القرارات التعسفية والتي لا جدوى فيها لان فيروس كورونا لا يختفي الجمعة والسبت والاحد ، ويظهر فجر الاثنين ؟!! لا نعلم متى نرى القرارات الوطنية التي يستفيد منها المواطن العراقي اسوة بما تعمل به الدول المتطورة التي توفر لمواطنيها كافة الاحتياجات قبل اصدار تلك القرارات ونتمنى ان يفكر المسؤول العراقي بالشعب قبل مصالحه الشخصية والحزبية والامنية .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here