من عباقرة رجال الإمامية ( الحسن بن موسى النوبختي )

من عباقرة رجال الإمامية ( الحسن بن موسى النوبختي )، الدكتور مروان خليفات

من متكلمي الإمامية في القرن الثالث الهجري، درس الديانات والفلسفات البشرية ونقدها، اعتمد المنهج العقلي في كتبه، وعُد كتابه ( الآراء والديانات) من أوائل الكتب في علم مقارنة الأديان .

قال الشيخ النجاشي في فهرست اسماء مصنفي الشيعة ، ص 63 : (الحسن بن موسى أبو محمد النوبختي شيخنا المتكلم المبرز على نظرائه في زمانه قبل الثلاثمائة وبعدها . له عن الأوائل كتب كثيرة منها: كتاب الآراء والديانات، كتاب كبير حسن يحتوي على علوم كثيرة، قرأت هذا الكتاب على شيخنا أبي عبد الله – رحمه الله – ( المفيد ) وله كتاب فرق الشيعة، وكتاب الرد على فرق الشيعة ما خلا الامامية، …كتاب الرد على المنجمين، كتاب الرد على أبي علي الجبائي في رده على المنجمين… كتاب الرد على أبي الهذيل العلاف في أن نعيم أهل الجنة منقطع … الرد على أهل المنطق، … حجج طبيعية مستخرجة من كتب أرسطاطاليس في الرد على من زعم أن الفلك حي ناطق … كتاب النقض على أبي الهذيل في المعرفة… مع أبي القاسم البلخي الرد على أصحاب المنزلة بين المنزلتين في الوعيد، الرد على أصحاب التناسخ، الرد على المجسمة، الرد على الغلاة مسائلة للجبائي في مسائل شتى)

وقال ابن النديم في فهرست ابن النديم ، ص 225: (الحسن بن موسى النوبختي وهو أبو محمد الحسن بن موسى ، بن أخت أبى سهل بن نوبخت . متكلم فيلسوف . كان يجتمع إليه جماعة من النقلة لكتب الفلسفة ، مثل أبى عثمان الدمشقي . وإسحاق وثابت . وغيرهم ، وكانت المعتزلة تدعيه . والشيعة تدعيه ولكنه إلى حيز الشيعة ( مائل )، لان آل نوبخت معروفون بولاية على وولده عليهم السلام في الظاهر ، فلذلك ذكرناهم في هذا الموضع . وكان جماعة للكتب ، قد نسخ بخطه شيئا كثيرا وله مصنفات وتأليفات في الكلام والفلسفة )

وقال الصفدي (الوافي بالوفيات) ج 12 – ص 174 – 175: (كان متكلما فيلسوفا فاضلا على مذهب الشيعة وكان جماعة للكتب نسخ بخطه شيئا كثيرا وله مصنفات وتواليف في الكلام والفلسفة منها كتاب الآراء والديانات والرد على أصحاب التناسخ والتوحيد وحدوث العالم واختصار الكون والفساد لأرسطو …)

أما كتابه ( الآراء والديانات ) فقد كان لدى بعض الاعلام، لكنه فُقد عبر الزمن
.
قال السيد ابن طاووس الحسني الإمامي ( ت 673ه) في فرج المهموم ، ص 121 : ( أقول انا هذا الكتاب المسمى ( الآراء والديانات ) عندنا الآن ووقفت على معرفته فيه بعلم النجوم وما اختاره وما رده على أهل الأديان )

ممن نقل عن كتابه ( الآراء والديانات) وسائر كتبه ابن الجوزي ( 597ه) في ( تلبيس إبليس)، ج 1 – ص 38 . قال : ( ذكر تلبيسه على السوفسطائية … وقد ذكر مذهب هؤلاء أبو محمد الحسن بن موسى النوبختي في كتاب الآراء والديانات فقال رأيت كثيرا من المتكلمين قد غلطوا في أمر هؤلاء غلطا بينا لأنهم ناظروهم وجادلوهم وراموا بالحجاج والمناظرة الرد عليهم وهم لم يثبتوا حقيقة ولا أقروا بمشاهدة فكيف تكلم من يقول لا أدري أيكلمني أم لا وكيف تناظر من يزعم أنه لا يدري أموجود هو أم معدوم وكيف تخاطب من يدعي أن المخاطبة بمنزلة السكوت في الإبانة وأن الصحيح بمنزلة الفاسد قال ثم إنه إنما يناظر من يقر بضرورة أو يعترف بأمر فيجعل ما يقر سببا إلى تصحيح ما يجحده فأما من لا يقر بذلك فمجادلته مطروحة …)

وقال ابن الجوزي في تلبيس إبليس ، ج 1 – ص 44 – 45 : ( فصل : وحكى النوبختي في كتاب الآراء والديانات أن سقراط كان يزعم أن أصول الأشياء ثلاثة علة فاعلة والعنصر والصورة …)

وممن استشهد بكلام النوبختي ابن تيمية ( 728هـ) في مجموعة الفتاوى ، ج 9 – ص 231 – 232 قال : ( وَفِي كِتَابِ ” الْآرَاءِ وَالدِّيَانَاتِ ” لِأَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَى النوبختي فَصْلٌ جَيِّدٌ مِنْ ذَلِكَ ؛ فَإِنَّهُ بَعْدَ أَنْ ذَكَرَ طَرِيقَة أَرِسْطُو فِي الْمَنْطِقِ قَالَ : وَقَدْ اعْتَرَضَ قَوْمٌ مِنْ مُتَكَلِّمِي أَهْلِ الْإِسْلَامِ عَلَى أَوْضَاعِ الْمَنْطِقِ هَذِهِ وَقَالُوا : أَمَّا قَوْلُ صَاحِبِ الْمَنْطِقِ إنَّ الْقِيَاسَ لَا يُبْنَى مِنْ مُقَدِّمَةٍ وَاحِدَةٍ فَغَلَطٌ …)

والكلام طويل إلى أن قال : (قَالَ النوبختي : وَقَدْ سَأَلْت غَيْرَ وَاحِدٍ مِنْ رُؤَسَائِهِمْ أَنْ يُوجِدَ نِيَّةً فَمَا أَوْجَدَ نِيَّةً فَمَا ذَكَرَهُ أرسطاطاليس غَيْرُ مَوْجُودٍ وَلَا مَعْرُوفٍ . قَالَ : فَأَمَّا مَا ذَكَرَهُ بَعْدَ ذَلِكَ مِن الشَّكْلَيْنِ الْبَاقِيَيْنِ فَهُمَا غَيْرُ مُسْتَعْمَلَيْنِ عَلَى مَا بَنَاهُمَا عَلَيْهِ . وَإِذَا كَانَا يَصِحَّانِ ؛ بِقَلْبِ مُقَدِّمَتَيْهِمَا حَتَّى يَعُودَا إلَى الشَّكْلِ الْأَوَّلِ . فَالْكَلَامُ فِي الشَّكْلِ الْأَوَّلِ هُوَ الْكَلَامُ فِيهَا …)

ثم ذهب ابن تيمية يشرح كلامه !
وفي ( بيان تلبيس الجهمية ) لابن تيمية ج 2 – ص 569 – 573 عاد واستشهد بكلام للنوبختي، قال : ( قال النوبختي وللفلاسفة القدماء في الباري أقوال مظلمة غير بينة وكان عنايتهم بغير أمر الديانات وكان أكثر كلامهم في أمور الطبيعة والنفس والفلك والكون والفساد والجواهر والأعراض وقد زعم أرسطاطاليس على ما قرأناه في مقالة اللام التي فسرها ثامسطيوس …)

وقال ابن تيمية في الرد على المنطقيين ، ج 1 – ص 331 – 332 ( كتاب الآراء والديانات للنوبختي : وكنت قد علقت الكلام على أهل المنطق في مجلس واحد بسرعة لسبب اقتضى ذلك ثم بعد مدة نظرت في كتاب الآراء والديانات لأبي محمد الحسن بن موسى النوبختى فرأيته قد ذكر نحو هذا المعنى عمن تقدم من متكلمى المسلمين فانه ذكر كلام أرسطوا مختصرا ).

جاء في مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية ،ج 6 – ص 440 ( قد ألفت كتب عديدة في نقد المنطق الأرسطي ، من طرف بعض المتكلمين نذكر منها كتاب الآراء والديانات لابن النوبختي …)

وفي ملتقى أهل الحديث ، ج 27 – ص 467 وهو منتدى يضم نخبة من العلماء واهل الاختصاص، قالوا : ( بل أن أول كتاب على وجه الكرة الأرضيه فى علم مقارنه الأديان بعد القرآن الكريم هو كتاب النوبختى المتوفى سنه 202 هـ وإسمه الأراء والديانات )

ملاحظة: من يزعم أن النوبختي أخذ عن المعتزلة فهو يتكلم بهوى وبلا دليل ، فهو لديه العديد من المصنفات في النقض والرد على رجالات الاعتزال .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here