الحوارات السياسية .. الاهداف والنتائج

الحوارات السياسية .. الاهداف والنتائج

الحوار السياسي دخل العراق مع مفاهيم مثل العملية السياسية والتداول السلمي للسلطة، والمصالحة الوطنية والتوافق والمحاصصة مصطلحات التي تعتمد عليها القيادات السياسية والنخب العاملة الحالية في الساخة السياسية هي الفاض ببغائية لا تطبق بالواقع و لا يمكن الاعتماد عليها لانها فشلت تماماً في ادارة الامور وتخرج بالتوافق النفعي بعد كل دعوات للحوار و الذي ينتهي مصرفه بعد صدور البيان الختامي له وهي الكارثة التي جلب كل عوامل الشر للمواطن ،وأسهمت الحوارات السابقة وتعكزت عليها القيادات السياسية والتي تبنت الطائفة والعشيرة والمحافطة في تعميق الانقسامات المجتمعية وإدخال البلد في حوار الدم عبر الركون إلى العلاقات المتشنجة القائمة على ردود الأفعال لتقسيم الكعكة والتي استغلتها المجاميع المسلحة والمتطرفة في التجنيد والتجييش في وقت كانت فيه الدولة هشة وضعيفة وهي اليوم ليست بأحس حال منها، لأسباب تتعلق بالفساد وسوء الإدارة والاخطاء السياسية ، ونتج عنه عجز فاضح في توفير الامن والخدمات وتصاعد العمليات الارهابية المجرمة التي جلبتها ودعمتها وجوه مشاركة في العملية السياسية نفسها ، ولا اعرف الاهداف الجديدة للدعوات في الحوارات الوطنية والتي سبقتها العشرات التي لم تعطي لا للمواطن ولا للبلد اي عوامل للعزة ونحن نقترب من موعد الانتخابات تسمع مرة اخرى الاصوات تتعالى للحوارات الوطنية ، أن نطاق الحوار يجب ان يكون واضح المعالم حتى يكون واقعيًا، قابلًا للتحقق، وسهل القيادة من قبل الجهات المسؤولة عن الحوار في الفترة المخصصة للتشاور و يضم أهدافًا واسعة المدى تستلزم إعادة بناء نظام جديد مختلف تمامًا والاستخدامات المتمايزة للحوار لتضييق مساحات الخلاف والنزاع، وإبراز عناصر الوحدة والائتلاف ، فمن ساحة الحوار تنتج الوحدة وتتعمق موجباتها، لاكتشاف المساحة المشتركة وبلورتها، والانطلاق منها مجددا ومعا ووضع عقد اجتماعي جديد وصدق المُحاور، وابتعاده عن الكذب و دون التجاوز على الخصوصيات الدينيّة والأخلاقيّة،ودعم التعايش الثقافي والحضاري للطوائف والمكونات.والابتعاد عن كل أشكال التعصب الأعمى للذات أو لأفكارها وقناعاتها، والسعي الحثيث نحو الاقتراب من الآخر، ومحاولة فهمه بشكل مباشر

وتتفق النخب المشاركة على المضي قدمًا في الوصول الى الاهداف الحقيقية لخدمة الوطن ، فكلما ازدادت الإرادة وتوافقت الأطراف المشاركة وكانت لها نية صادقة في إنجاح الحوار والتوصل لحل وسط كلما نجح الحوار في تحقيق غاياته.

ان المجتمعات الديمقراطيات الحقيقي تتميز بمســتوى عال من المشــاركة السياســية وبشــعب منظم، والمواطنون يتمكنون داخل المجتمع بكل ثقة مــن تبــادل المعلومات وتكوين أنماط التضامن الاجتماعي والسياســي الذي يحميهم من الادارات المســتبدين، كمــا ويجب ضمان العدالة الاجتماعيــة للمواطنيــن في الدولــة الديمقراطية و إن الحكومات التي تطلعت إلى بناء مؤسســات يجب ان تتنبه إلى الاحتياجات الاساسية للمواطن، فلا يمكن أن تزدهر ديمقراطية قوية سوى في مجتمع يوفر فرصة اقتصادية كبيرة لجميع مواطنيه ويتاح فيه التعليم والرعاية والصحية والسكن للجميع وهي من الحقوق المفقودة للمجتمع العراقي،

المطلوب من الحوار السياسي بين ألاطراف السياسية المختلفة هي لبناء وطن ومجتمع صالح ، تشارك فيها قيادة وطنية ضمن نظام جديد اجتماعي وسياسي واقتصادي سعيًا لتأسيس مؤسسة جديدة تبنىر على عقد اجتماعي قائم على الانفتاح الكامل بين الدولة ومواطنيها ولتقريب وجهات النظر من خلال احتكاكها السلمي المنطقي وبيان مواقف كل طرف وخصوصياته، و الهدف من الحوارات يجب ان تكون لمساعدة الدولة لصياغة سياسات موجبة تقتضيها المرحلة ومعقولة تأخذ بعين الاعتبار مصالح الفئات المختلفة التي تتأثر بهذه السياسات، و الحوار إحدى الأدوات المهمة في صناعة الخطوات الفاعلة التي تلجأ إليها الدول في حالات وجود خلافات كثيرة ووجهات نظر متباعدة بخصوص سياسة ما.

وفي السياسة العصرية لا يوجد أي موقف نهائي للمشاركين في العملية السياسية، ويتم طرح وجهة النظر الجديدة بنظرات ثاقبة ، لأنه ما كان بالأمس صحيحاً قد لا يستجيب لما هو علية اليوم، بسبب المتغيرات ودور الاحزاب والكتل وشخصياتها بأسلوب الطروحات التي تحدد مدى الثقة التي يخلقها في نفوس الآخرين، ويبقى العنصر الأساسي في الحوار هو الصراحة والصدق في التعامل السياسي، وإلى أي مدى يتم تقديم تنازلات من أجل الوطن.

قد تختلف الأهداف والمثل وفقًا لتوقيت الحوار وعملية وضع السياسة، و قد تختلف أهمية الطرق المختلفة التي يمكن أن تسهم بها الحوارات في تطوير وتنفيذ سياسة مستندة إلى دلالات و مدى اختلاف هدف الحوار في التوصل إلى توافق في الآراء، كما أن الطرق التي يغذي بها حوار السياسات قد تختلف في عملية تطوير السياسة ، ويمكن أن يساعد النظر في الطرق التي قد تختلف بها هذه الأهداف، في تطوير فهم مشترك أوضح لأهداف حوار السياسة، وفي المقابل ، يمكن أن يساعد هذا في ضمان تصميم حوار السياسات بشكل أفضل لتحقيق أهدافه .

الحوار السياسي إحدى هو أهم علامات الديمقراطية، يساعد على عرض الأفكار من قبل والاطراف المشاركة بالحجج والأدلة على صحة الطريق الذي يمشون به، و يدفع الشبهات ويجعل المحاور قادراً على عرض أسبابه وغاياته وتوضيح الشبهات ، يكون على قدْرٍ من القدرة على إبطال الفكرة، باستخدام كلمات وعبارات جذابة وواضحة، لا لبْسَ فيها، بعيدة عن احتمال ورُود أكثر من معنًى فيها، وأن يكون قويَّ التعبير وفصيحَ اللسان، ويُحسن البَيان ويستطيع المشارك الفطن وصاحب الخبرة في تبديد حالة الركود في المناقشة التي قد تصيب الاطراف المتحاورة ويحرك مياهها ومعالجته لحالات ضيق الأفق في المسائل المطروحة و المختلف عليها، وتحجيم هواجس البعض عن البعض الاخر، وخلق عوامل الثقة المتبادلة على قاعدة احترام الرأي الآخر، و الحوارات التي لا تؤدّي إلى نتيجة هي أن بعض أطرافها تحاول إقناع ذاتها بصواب موقفها وعدم الاعتراف بالخطأ ، والهدف في الحوار اساساً للمساعدة في وضع أسس لحلّ المشاكل الواقعة بشكل مشترك، والاتفاق على خطوات عمل مشتركة، ومن الطبيعي أنه ليس كل فردٍ قادر على الحوار لذلك يجب ان يكون المشارك فيه ملم بأسلوب مهذب يتناسب مع الحضارة ،

عبد الخالق الفلاح

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here