العرب اكثر الامم تخلفا وتطرفا

العرب اكثر الامم تخلفا وتطرفا، نعيم الهاشمي الخفاجي

أمجاد العرب انتهت في بداية الدولة العباسية، بل في نهاية القرن الثالث هجري اصبحت الدولة العباسية مجرد هيكل العاصمة بغداد والامصار يحكمها ملوك وجودهم مع بغداد رمزي، تصوروا مدينة مندلي احتلها التتار قبل ١٢٠ سنة من احتلالهم لبغداد وكان التتار يحلبون الخلفاء العباسيين حلب مبرح من خلال فرض دفع اموال ضخمة واطعام العسكر، منذ سقوط بغداد بيد التتار إلى سقوط بغداد بيد قوات الاستعمار البريطاني عام ١٩١٧ كان العرب محكومين وليس حاكمين، حكمهم الترك والفرس بل حتى العبيد حكموهم، بريطانيا وفرنسا اسقطوا الدولة العثمانية التركية وصنعوا لنا دول عربية في دمج مكونات غير متجانسة وبدون ان يعملون لهم انظمة حكم محترمة يكون الحاكم الدستور، تم تنصيب عملاء وخونة على بلدان ثار العسكر على بعض تلك الانظمة العميلة، نشأت على اطلالها ما سمي الأنظمة الوطنية وأطلقت شعارات مؤثرة آنذاك لارتباطها بالاستقلال والأرض والحرية، والعدالة والمساواة والديمقراطية إلا أنها سرعان ما عادت إلى ممارسة القمع مع الشعوب واصبح الحاكم الذي وصل في انقلاب عسكري يبقى جاثم على صدور شعبه ولم يسلمها إلا في انقلاب عسكري ثاني، أنظمة انقلابات العسكر كرّست الاستبداد والديكتاتورية، والحكم الشوفيني والمذهبي ولنا بتجربة نظام البعث مورست الطائفية بحق الشيعة والعنصرية بحق الاكراد في ابشع صورها،
لم يعد للمواطنة والحوار والتعايش حيز، بل الدول التي بقيت ولازالت باقية بحماية الاستعمار واعني الدول البترولية الخليجية قامت بنشر التطرف والتوحش ليس بدولها فقط وانما صدرته إلى الدول العربية والاسلامية ولدول العالم لم تسلم منهم حتى الجاليات الاسلامية في اوروبا وأستراليا و….الخ، هذه الدول البترولية مولت حروب اهلية وجعلت من دول سابقا مثل لبنان إلى ساحات للقتل وميداناً لاشتباكات أهلية وطائفية وتعصب وانغلاق وتخلف، خدمة للاستعمار ولطرد عرفات ومنظمة من لبنان، العرب وإنْ كانوا من ناحية الشكل قد تخلصوا من الاستعمار إلا أن الاستعمار باقي وعجزت الدول العربية عن اقامة انظمة حكم يحكمها الدستور طيلة مائة عام من استقلال بعض الدول العربية مثل العراق على سبيل المثال، المشكلة الحقيقة الحاكم العربي يرفض ان يكون الدستور هو الحاكم والدول الاستعمارية التي نصيت الحكام العرب لم تامرهم في تشريع دساتير، بكل الدول العربية هناك غياب منظومة دولة القانون والمواطنة وضمانات حقوق الإنسان واحترام الإنسان والدستور، بل الكثير من الدول الخليجية لاتملك دستور ابدا، من أن أهم أسباب الوضع المأساوي غياب الحوار والخشية من التعددية والإصغاء وقبول المختلف واستيعاب الآخر؛ فالإنسان العربي ما هو إلا انعكاس لبيئته، وقاموسه بات مليئاً بالإحباط، في كل شعوب العالم،
الحوار ظاهرة صحية تؤدي إلى التواصل والإثراء والتفاعل بين فئات المجتمع كافة، ولذلك الحوار ركيزة أي مشروع ثقافي أو طرح فكري، انا كنت سجين في سجون خليجية يتم التعامل مع مواطنيهم وفق الدين والمذهب، لذلك الشعوب العربية ضحية للأنظمة الفاسدة والمجرمة التي رفضت تشريع دساتير يكون الدستور هو الحاكم، قبل اسقاط نظام صدام الجرذ الهالك انا اقترحت في تطبيق انظمة الحكم الملكية الدستورية يكون الملك حاكم رمزي تشريفي، والشعب ينتخب حكومة يكون رئيس الحكومة هو صاحب السلطة التنفيذية، ضمان الكراسي للحكام بشكل تشريفي لانه من المستحيل يتنازلون عن الكراسي هو السبيل الوحيد لاقامة انظمة ديمقراطية بالدول العربية ومنها العراق، ثورة الشعب البحريني طالبت في ملكية دستورية يبقى الملك حمد خليفة ملكا دستوريا لكن العقلية العربية تحكم بعقلية الجبار المستبد وإلا لو قبل ملك البحرين بذلك لبقي هو واولاده واحفاده لمئات السنين هم ملكوك البحرين مثل انظمة الحكم الملكي في بريطانيا والدنمارك.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
20.3.2021

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here