فليحتفظ ( كلٌ ) بما كسب !

بقلم : د . خالد القره غولي
أتعجب عندما أسمع أو أقرأ أن الساسة والسياسيين والدبلوماسيين والعاملين في الحكومات والسفارات وأقرانهم لديهم حكمة ومرونة وسلاسة ويتعاملون بالمنطق والحقائق والمراوغة في حال الاحتياج لها ما نراه الآن على الساحة السياسية ( العراقية ) يظهر العكس تماماً فما نراه أن آخر الحكماء والعقلاء هم السياسيون وآخر من يتحدث في المصلحة العامة وحقوق الآخرين , ولا أريد أن أطيل الحديث عن هذا الموضوع لأن له تبعات أخرى سيأتي الحديث عنها لاحقاً , ما يثير الرأي العام في هذه الأيام بدايات أو أواسط حرب البسوس بين ساسة الأحزاب ووجهاء العشائر ورجالات الدين ولو سألت طفلاً في الابتدائية عن سبب هذه الحرب العجيبة لأجابك بلا أي تردد أنه مضايقة أخرى للعراقيين , وهم آخر لشعبه ومحاولة آثمة لتجويع شعبه وتناثرت بين الكتل والأحزاب التي عبرت عن الموقف على وفق ما تفرضه مصلحة إدارة كل حزب وعلاقاتها ومصالحها , وللذين لا يعرفون حجم وتأثير هذه الكارثة أدق كغيري ناقوس الخطر لأن هذه الحرب صداع مزمن في رأس العراقيين وستظهر البيانات والتقارير الصادقة وعما قريب ما يحمله التدخلات السافرة على الشعب العراقي من زيادة في عدد فقرائه ومشاكله وتحطيم وتهشيم وتمزيق لكل خططه لإصلاح البنى التحتية واستبدال الواقع المرير الذي خلفه داعش البغيض وما نتج عنه من دمار وخراب لكل مدن العراق الغربية مما سيؤدي حتماً الى ثورةٍ شاملة لا تقتصر اهل العراق , فساحة العراق وبقدرة قادر أصبحت مثابةً للديمقراطية .. فالأمر وشيك الوقوع ولا توجد به مفاجئات كثيرة كمفاجأة إسقاط مبادرات أمريكا وتحويله الى مومياء سياسية في غضون أيام , للسياسيين في العراق نصيحة مع أنهم لا يأخذون النصيحة إلا من الأمريكيين , عليكم بالعراقيين وهذه ( الملاعيب ) والنكات المبوبة تحت باب ( الإصلاح ) لا تنطلي حتى على العصافير !
لا يعملون على قاعدة عدو عدوي صديقي سيئة الصيت بل الكل عدوي وأولهم صديقي وأخي شبع الناس من التأويلات والتفسيرات وإذا ثار الجياع كي يشبعوا و يفرطوا أبداً بما كسبوا ويتحولوا بين ليلةٍ وضحاها من مترفين إلى جياع .. فليحتفظ كلٌ بما كسب .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here