أبرز مشاكلها مخيم الهول والميليشيات .. الحدود العراقية السورية خاصرة رخوة وساحة للتنافس الإقليمي

برز ملف الحدود العراقية، السورية، كأحد أبرز العقبات التي تواجه القوات الأمنية في تأمين الحدود، خاصة عقب الاشتباك الأخير في قضاء شنگال(سنجار) بين الجيش العراقي، وعناصر من تنظيم داعش، فيما طلب العراق مؤخراً، مساندة المجتمع الدولي، في حل أزمة مخيم الهول السوري.

وأعلن المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العراقية اللواء تحسين الخفاجي، الأسبوع الماضي أن “قاطع عمليات غرب نينوى لديه حدود مع سوريا، حيث تسعى العمليات المشتركة لتغطيته وغلقه من أجل تأمينه من خلال استخدام سداد ترابي، وأسلاك شائكة وأبراج تم توفيرها من قبل التحالف الدولي، وذلك لمنع تسلل المسلحين”.

المنطقة الميتة تتحول إلى أكثر المناطق حيوية

وأضاف الخفاجي، أن “قيادة عمليات غرب نينوى تقوم بجهد كبير بشأن قضاء سنجار وجبل سنجار، لكن الإرهابيين عادة يحاولون التسلل من تلك المناطق، حيث شهدنا خلال الأيام الماضية تسللاً وتعرضاً للإرهابيين من داخل وخارج الحدود السورية باتجاه القطعات الأمنية العراقية”.

4 جهات عسكرية تتحرّك على الحدود العراقية السورية - عالم واحد - العرب -  البيان

وبعد سقوط نظام صدام حسين عام 2003 تحوّلت الحدود السورية – العراقية إلى واحدة من أكثر المناطق في الشرق الأوسط حركة وحيوية، بعد أن كانت منطقة شبه ميتة لعقود طويلة، بعد أن قام النظامان البعثيان في سورية والعراق بإغلاقها نتيجة قطع العلاقات بين البلدين منذ بداية ستينيات القرن الماضي، تاريخ استلام حزب البعث للسلطة فيهما.

وتمتد الحدود بين العراق وسوريا لأكثر من 600 كم ، وترتبط بصحراء عميقة تمتد من الحسكة شرقاً إلى ريف حمص الشرقي، وتقابلها في الجانب العراقي الموصل والأنبار، وتشمل مساحة هذه المنطقة، ثلث مساحة سوريا ، وربع مساحة العراق.

وقد أسس تنظيم داعش ، على مساحة كبيرة من هذه المنطقة، ما أطلق عليه “الدولة الإسلامية في العراق والشام” وأقام فيها شبكات وطرق وأنفاق لتهريب السلاح وتجارة المخدرات في مختلف قرى المنطقة، وساعدت التضاريس المعقدة للمنطقة على حماية فلول داعش بعد الحملة التي شنتها قوات التحالف الدولي للقضاء على التنظيم، الذي لا يزال يحتفظ، حسب تقديرات دولية، بأكثر من 10 آلاف عنصر وكثير من الأسلحة والمعدات.

لكن تلك الحدود تحولت لاحقاً إلى جبهة معقّدة لصراع إقليمي- دولي، حيث تدخل مناطق الحدود ضمن صراع المشاريع الجيوسياسية في المنطقة، وتوجد في مناطق الحدود قوات تتبع لإيران والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، بالإضافة إلى الجيشين السوري والعراقي، وميليشيات تابعة لإيران، فضلاً عن قوات سوريا الديمقراطية التابعة للإدارة الذاتية الكوردية.

مواجهات مع داعش

والأسبوع الماضي، نشبت مواجهات بين قوات الأمن العراقية وعناصر من تنظيم داعش، في جبل سنجار، بمحافظة نينوى.

الحشد الشعبي: الحدود العراقية السورية مؤمنة ولا يوجد ما يدعو للقلق

وقالت وزارة الدفاع في بيان: إنه “حصل اشتباك بين مجموعة إرهابية داخل الأراضي العراقية في جبل سنجار، استمر نصف ساعة، تم خلاله إيقاف عملية تسلل وهروب المجموعة المتطرفة باتجاه الأراضي السورية”، مشيرة إلى أن تلك المواجهات تسببت بمقتل أحد عناصر الجيش.

وتسعى القوات العراقية والسورية، إلى السيطرة على تلك المنطقة، لكن الصراع الدائر يُعطّل قدرة تلك السلطات على إعادة تشكيل هياكل السيطرة والضبط هناك، ما يُرجِّح احتمال دوام حالة الفوضى والانفلات لزمن طويل مستقبلاً، مع احتمال تحوّل مناطق الحدود إلى بؤر لتمركز القوى المتطرفة وغير المنضبطة، والتي تتغذى من انتشار الفساد على جانبي الحدود، بحيث يتجاوز تأثير مخاطرها تلك المنطقة إلى مناطق أخرى.

مخيم الهول.. القنبلة الموقوتة

وفي ظل الأجواء المشحونة على الحدود العراقية، يبرز ملف مخيم الهول السوري، الذي يضم نساء وأطفال تنظيم داعش، كأحد المآزق التي تواجهها المنطقة، خاصة عقب انتشار المقاطع المرئية الأخيرة التي أظهرت قدرة المدارس التي أنشأتها نسوة التنظيم على التلاعب بعقول الأطفال، وزرع الأفكار المتطرفة فيها، ما دق ناقوس الخطر، في الداخل العراقي.

أزمة علم» تؤجّل افتتاح معبر حدودي بين العراق وسوريا | مصر العربية

ويرى الباحث في مجال حقوق الإنسان، وسام العبدالله ، أن “ملف مخيم الهول السوري، أصبح من الملفات الإقليمية، المعقدة، والشائكة، حيث تتهرب الدول الإقليمية، وحتى الدول الغربية، من حل تلك المعضلة، التي أخذت بالنمو تدريجياً، خلال السنوات الماضية، وأصبح هناك مدارس منظمة لتأهيل عناصر داعش، داخل المخيم”.

وأضاف لـ(باسنيوز) أن “الحماية الموفرة للمخيم غير كافية ، فهناك إعداد لداعش في الداخل، وهذا لا يمكن السيطرة عليه بشكل واضح، إذ حتى السجون النظامية تحدث فيها مثل ذلك، وهو ما حصل سابقاً في سجن بوكا، ما يحتم على الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، التدخل العاجل، وفق خطة محكمة يتدخل فيها قضاة ونشطاء حقوقيون ، ومنظمات عالمية، لإنهاء هذا الملف بالشكل المثالي”.

من جهته، حذر مستشار الأمن الوطني العراقي قاسم الأعرجي، الخميس، مما وصفها بخطورة مخيم الهول السوري، متحدثاً عن وجود 20 ألف طفل عراقي داخل هذا المخيم ، داعياً إلى ضرورة معالجة ملف المخيم، وذلك خلال اجتماع مع السفير الأميركي في بغداد ماثيو تولر.

ويرى الباحث في مجال حقوق الإنسان، وسام العبدالله ، أن “ملف مخيم الهول السوري، أصبح من الملفات الإقليمية، المعقدة، والشائكة، حيث تتهرب الدول الإقليمية، وحتى الدول الغربية، من حل تلك المعضلة، التي أخذت بالنمو تدريجياً، خلال السنوات الماضية، وأصبح هناك مدارس منظمة لتأهيل عناصر داعش، داخل المخيم”.

وأضاف لـ(باسنيوز) أن “الحماية الموفرة للمخيم غير كافية ، فهناك إعداد لداعش في الداخل، وهذا لا يمكن السيطرة عليه بشكل واضح، إذ حتى السجون النظامية تحدث فيها مثل ذلك، وهو ما حصل سابقاً في سجن بوكا، ما يحتم على الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، التدخل العاجل، وفق خطة محكمة يتدخل فيها قضاة ونشطاء حقوقيون ، ومنظمات عالمية، لإنهاء هذا الملف بالشكل المثالي”.

من جهته، حذر مستشار الأمن الوطني العراقي قاسم الأعرجي، الخميس، مما وصفها بخطورة مخيم الهول السوري، متحدثاً عن وجود 20 ألف طفل عراقي داخل هذا المخيم ، داعياً إلى ضرورة معالجة ملف المخيم، وذلك خلال اجتماع مع السفير الأميركي في بغداد ماثيو تولر.

مصدر أمني:تعزيزات عسكرية على الحدود العراقية السورية – شبكة اخبار العراق

وذكر بيان رسمي عراقي أن مستشار الأمن الوطني العراقي قاسم الأعرجي تحدث مع السفير الأميركي في بغداد ماثيو تولر عن الحوار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة الأميركية، واستكمال الحوارات السابقة التي جرت، وحسب طلب الحكومة العراقية.

وبيّن الأعرجي بشأن ملف مخيم الهول السوري، أن “العراق بحاجة إلى حلّ عمليّ ونهائيّ لموضوع المخيم، وبمشاركة المجتمع الدولي، كونه يضم جنسيات متعددة”، معتبراً أن “استمرار مخيم الهول على ما هو عليه يشكل قنبلة موقوتة، لوجود 20 ألف طفل عراقي فيه، بين طفل وحدث”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here