السلام السعودي والانتصار الإيراني في اليمن !

السلام السعودي والانتصار الإيراني في اليمن !

بقلم مهدي قاسم

بإعلان النظام السعودي “خطة السلام ” في اليمن هو بداية الاعتراف بهزيمته هناك , وهو الأمر الذي يعني في الوقت نفسه انتصار النظام الإيراني في اليمن أيضا ، بعد حرب ضروس وهمجية تدميرية قادتها السعودية السعودية بمشاركة الإمارات العربية حيث استخدمت كل أنواع الأسلحة ” التقليدية والمتطورة بما فيها الطائرات المقاتلات أيضا ، مخلفة دمارا هائلا وفقرا كبيرا و أمراضا فتاكة ومشاهد خراب على كل صعيد و ناحية ، بنية وقف النفوذ الإيراني هناك ، وهي الهزيمة التي تذكرنا بهزيمة جمال عبد الناصر في اليمن أيضا ، دون أن نعرف على ماذا عوّل النظام السعودي عندما قرر خوض هذه الحرب وتوقع الانتصار فيها ، فهل خدعهم ترامب بوعود وهمية بضرب النظام الإيراني حتى إسقاطه الكامل و النهائي ؟..

و مهما كان الأمر ، فيجب الاعتراف بأن إيران هي التي أوشكت أن تربح هذه الحرب بالرغم من أنها كانت تحارب من خلف الكواليس ولا سيما على صعيد الدعم اللوجستي و ربما المادي المطلوب إلى جانب الدعم المعنوي وغير ذلك..

ومع انتصار النظام الإيراني في اليمن يكون هذا النظام قد عمم ونشر نفوذه بعيدا جدا في المنطقة ، لكون هذا الانتصارالإيراني قد سبقه انتصار إيراني ثان وثالث في كل من العراق ولبنان وسوريا دون أن نضيف إلى إن النفوذ الإيراني المتواجد في غزة أيضا عبر العلاقة الوثيقة مع حركة الحماس و التي كانت ترسل انتحاريين الى العراق لتفجير أنفسهم على الشيعة العراقيين ، دون إن يدفع ذلك ملالي طهران إلى الشعور بالإحراج من ذلك ..

و عموما إن هذه الانتصارات الإيرانية المتلاحقة ليست من صالح شعوب المنطقة ، من حيث أينما يضع النظام الإيراني قدمه ــ وكذلك النظام السعودي أيضا ــ تبدأ هناك نزاعات وفتن طائفية ، مع إحلال خراب وطني عام ..

و تجربتا العراق واليمن وخرابهما الرهيب على يدي النظام الإيراني و السعودي لأكبر دليل على ما نقول ..

يبقى أن نضيف في غمار هذه العجالة إلى أنه ربما كان لهزيمة ترمب في الانتخابات الرئاسية في مقابل فوز جو بايدن ، دورا في مبادرة ” السلام ” السعودية ، حيث يبدو بايدن وكأنه غير متحمس للوهلة الأولى لتطوير العلاقة مع النظام السعودي بسبب العلاقة الحميمة مع ترمب الجمهوري ، و إعلان استعداده في نفس الوقت التفاوض مع النظام الإيراني بخصوص الملف النووي ..

ذات مرة كتبتُ ما معناه ، وكرد على الذين عوّلوا على ترمب بضرب وإسقاط النظام الإيراني ، بأن هذا سوف لن يحدث أبدا ، لأن الإدارات الأمريكية المختلفة ـــ سواء كانت جمهورية أو ديمقراطية ـــ سوف تبقى تستخدم النظام الإيراني ” بعبعا ” لتخويف الأنظمة الخليجية ودفعها لشراء مزيدا ومزيدا من أسلحة ومعدات عسكرية بمئات مليارات دولارات ، فضلا عن إبقاء نفوذها وقواعدها العسكرية في منطقة الخليج لأمد طويل ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here