نظرة الى حياة الكورد الفيلية

نظرة الى حياة الكورد الفيلية

بقلم: كامل سلمان

للكورد الفيلية لهجة خاصة بهم ، فيها من جمالية النطق وسهولة التعبير رغم ان اللغة العربية والفارسية والكوردية السورانية متداخلة معها ، الا انها مميزة بحلاوتها النطقية . وكانت للأغنية الفيلية بكلماتها ولحنها صورة اخرى من صور انجذاب اي كوردي فيلي لها حتى وان كان لا يجيدها ، فالأغنية تعبير عن ثقافة وتقاليد المجتمع الفيلي المليئة بالحزن والالم … اما المرأة الفيلية فلها من الصفات قلما تجدها عند اي أمرأة اخرى ، فهي تحمل اكثر من ثقافة بسبب توسطها بين الثقافات العربية والفارسية والكوردية السورانية ، والمرأة الفيلية تتعلق بالزوج بشكل كبير وتعمل على خدمته وطاعته والاهتمام بكل أشياءه ومتعلقاته ونادرا ماتجد في المجتمع الفيلي من يتزوج اكثر من أمرأة بسبب قوة الارتباط بين الرجل والمرأة ، وعندما تكون المرأة الفيلية ام للأولاد فالارتباط يكون روحي فإن اصاب احدهم المرض فإنها تعتني به حد الجنون ودعواتها على مدار الساعة له وتتمنى لو انها هي المصابة بالمرض بدل ابنها ، اما الشباب الفيلية فعندهم دائما اهتمامات ثقافية ورياضية وعلمية عالية المستوى ويبرزون بين اقرانهم بهذه الاهتمامات والشاب الفيلي عنده الشجاعة والغيرة وبنفس الوقت يميل ان يكون مسالما بعيدا عن المشاكل وهو متزن في علاقاته الاجتماعية ، يهتم بنفسه وبمظهره وقد حاباهم الله بجمال الخلقة والاخلاق .. والرجل الفيلي معروف عند جميع العراقيين بالإخلاص والوفاء والامانة ، فالناس تثق بهم وبعملهم وبتعاملاتهم لذلك استطاع الكثير منهم ان يكونوا على رأس وقمة اعمالهم ، وقد لاحظت معظم العراقيين العرب يتمنون بناء علاقات اجتماعية ومصاهرة مع الفيلين نظرا لثقتهم الكبيرة بهم ونظرا لطيبتهم ونظافتهم وشجاعتهم .. الكورد الفيلية هم الأقلية الوحيدة القادرة على التعايش مع باقي المكونات المجتمعية بلا تكلف او تملق فتراهم يسكنون مع العرب السنة والشيعة والمسيحين والتركمان والاكراد ، مع الغني ومع الفقير ، مع المثقف ومع الجاهل وبكل أريحية ورحابة صدر .. فعلى كل فرد من الفيلين ان يعرف ان هذه الصفات التي يمتلكها في تركيبته يفتقدها الاخرون ، فالحفاظ عليها وديمومتها تستدعي لم الشمل والتكاتف والوحدة فيما بينهم ومناصرة بعضهم لبعض ، وليعلم الجميع ان السبيل الوحيد لأستمرارية وجودهم المميز ان ينصهر الكوردي الفيلي في مكونه المجتمعي كي تبقى اجيالهم في مأمن من الضياع وتبق صورتهم الناصعة مستمرة ومعززة مكرمة فإنهم السادة الحقيقيون في هذا البلد فقد استطاعوا بالامس القريب رفد هذا البلد بعشرات المثقفين والفنانين والرياضين والاكاديمين الذين تركوا بصمتهم في حياة المجتمع العراقي، فلا يجوز ضياع ماأنجزه السابقون ، ولنا الثقة الكبيرة بإن الموجودون والقادمون قادرون على ان يضيفوا المزيد عندما يعلنوا هويتهم بوضوح وبلا تردد بأنهم فيليون وان انتماءهم لمكونهم الفيلي فقط ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here