العالم الجديد

العالم الجديد: بقلم (كامل سلمان)

بعد معركة الانتخابات الامريكية التي كان العالم يترقب نتائجها بكل اهتمام لما لها من تأثير على الوضع الامريكي خاصة والوضع الدولي عامة والتي كان من المتوقع فيها فوز ترامب فوزا ساحقا الا ان المعادلة تغيرت تغيرا كبيرا بفوز ساحق لمنافسه الديمقراطي جو بايدن ، وبهذا الفوز دخل العالم المرحلة الجديدة التي اشار اليها ترامب بكل وضوح بعد خسارته وهي انتصار الاعلام على الحقيقة ، فالاعلام اعلن انتصار بايدن قبل الفرز بل وقبل اكتمال الانتخابات. اذا هي نظرية جديدة جرى تطبيقها في الولايات المتحدة الامريكية وهذه النظرية هي اثبات ان الاعلام اقوى من الواقع واقوى من الحقيقة وقد جرى تطبيق هذه النظرية قبل الانتخابات بأشهر عندما اعلن الاعلام عن مقتل امريكي من اصول افريقية على يد شرطي ابيض حيث استطاع الاعلام ان يجعل منه رمز عظيم أقنع جميع سكان الارض بما اراده الاعلام . هذه النظرية الجديدة توحي بأن الاعلام هو المارد القادم لقيادة العالم بلا منازع بعد ان كانت القوة الاقتصادية هي التي تقود العالم خلال القرن الاخير ، العالم مقبل على تغيرات وتغير انظمة وتغير تحالفات وتغير مناهج دون ان تتحرك دبابة واحدة او يصرف دولار واحد ، بمجرد ان يعلن الاعلام مايريد يصبح حقيقة ، اتذكر عند سقوط ترامب ظهر احد الصحفين المؤيدين لترامب في مقابلة تلفزيونية مع محطة فوكس نيوز الاخبارية الامريكية المؤيدة لترامب وقال بصريح العبارة ( نصل الى نقطة ونعرف ان لا يجوز تجاوز هذه النقطة) اي الرضوخ لما يتجه الاعلام قوله . وهذا الرضوخ لا يقصد به لنتائج الانتخابات ولكن لما تريده القوة الاعلامية الكاسحة ، فهو الجيش الجديد الذي سيكتسح العالم ، وهذه هي امريكا بهذه الطريقة تجدد نفسها وتوهم العالم بإنها سائرة الى الزوال . الاله الاعلامية هي من تستطيع اقناع الشعوب والمسؤولين بأشياء لم يروها او يعيشونها ، هي من ترسم حقائق ليس لها وجود على ارض الواقع ، الاعلام كان الى حد كبير جزء مهم من ادوات المعركة وبعدها اصبحت السلطة الرابعة واليوم تقترب ان تكون فوق السلطة الاولى . اذا نحن امام مرحلة جديدة من التأريخ ، مرحلة كل شيء يختلق وجوده بالاعلام وينتهي وجوده بالاعلام ، هذه المرحلة الجديدة بدأت للتو في بلد يقود العالم وستعصف امواجه جميع بلدان العالم .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here