نحو 10 نزاعات عشائرية في ذي قار شهرياً وأغلب الضحايا من النساء والأطفال

ذي قار / حسين العامل

كشف مسؤول أمني في قيادة شرطة ذي قار، عن أن 5 الى 10 نزاعات عشائرية تحدث شهرياً في المحافظة، فيما معظم ضحاياها من النساء والأطفال.

الأسبوع المنصرم سقط 3 قتلى و15 جريحاً وأُحرقت عدد من الدور السكنية في ثلاثة نزاعات. وأفاد شهود عيان بأن حادثاً آخر قامت خلاله حشود من أبناء العشائر بقطع طريق ناصرية – بغداد احتجاجاً على صدور مذكرة قبض بحق أحد شيوخ العشائر.

ويقول مدير قسم إعلام قيادة شرطة ذي قار العميد الحقوقي فؤاد كريم لـ(المدى) إن «معدل النزاعات العشائرية في محافظة ذي قار يتراوح ما بين 5 الى 10 نزاعات في الشهر الواحد»، مبيناً أن «عدداً غير قليل من ضحايا النزاعات العشائرية هم من بين الاطفال والنساء ناهيك عن الخسائر المادية الناجمة عن ردود الفعل الانتقامية كحرق الدور والمركبات والحقول الزراعية وغيرها من الممتلكات التي تعود لأطراف النزاع».

وتشير إحدى النساء وهي تصف حالة إنقاذ عدد من النساء والاطفال عند حرق 3 منازل في نزاع عشائري اندلع مؤخراً في ناحية أور (10 كم شرق الناصرية ) أن «النيران اندلعت من كل جانب في الدور المستهدفة من قبل مسلحي العشائر وقد كانت العوائل في داخل تلك الدور». وأضافت أن «الجيران لم يتمكنوا من إنقاذ النساء والأطفال إلا بعد أن لجأوا الى كسر النوافذ وإخراجهم منها».

ويقول مدير قسم إعلام قيادة شرطة ذي قار عن النزاع العشائري المذكور إن «الحصيلة الأولية للنزاع العشائري الحاصل بين عشيرتي السادة والغزي في حي البقاع بناحية أور بلغت قتيلين و8 جرحى وحرق 3 دور»، مبيناً أن «تبادل إطلاق النار بين العشيرتين تواصل لعدة ساعات وبمختلف انواع الأسلحة».

وأشار كريم الى أن “القوات الأمنية توجهت الى موقع الحادث منذ اللحظات الأولى إلا أن كثافة النيران المتبادلة بين الطرفين حالت دون تدخلها في الساعات الاولى”، مبيناً أن “قوات من الشرطة والجيش تمكنت في وقت لاحق من السيطرة على الموقف وفرض وقف اطلاق النار بين الطرفين والانتشار في موقع الحادث ومن ثم المباشرة بشن حملة تفتيش ومصادرة للأسلحة واعتقال عدد من المتورطين بالنزاع».

وكشف مدير قسم إعلام قيادة شرطة ذي قار ان « النزاع بين العشيرتين يعود الى خلاف اندلع قبل سنة على ملكية قطعة أرض ولم يتم التوصل الى حل رغم المساعي المبذولة في هذا الاتجاه»، منوهاً الى أن «النزاع يتجدد بين آونة وأخرى».

ووصف كريم «الأوضاع في موقع الحادث بانها تشهد هدوءاً حذراً»، مرجحاً «إمكانية تجدد النزاع ما لم يتم التوصل الى حل جذري للمشكلة موضع النزاع».

وفي ذات السياق أكد مصدر أمني في محافظة ذي قار، يوم الخميس الماضي، مقتل وإصابة 4 أشخاص في نزاع عشائري اندلع في أحد القرى التابعة لقضاء الغراف (30 كم شمال الناصرية). وأوضح لـ(المدى) قائلاً إن «نزاعاً عشائرياً اندلع إثر مشاجرة بين الأطفال في إحدى القرى بقضاء الغراف أوقع قتيلاً و3 جرحى أحدهم بحالة خطرة»، مبيناً أن «الأطراف المتنازعة استخدمت مختلف أنواع الأسلحة النارية في النزاع المذكور».

ويعزو المراقبون أسباب تكرار النزاعات العشائرية إلى شيوع النعرات العشائرية وهيمنة العادات والتقاليد المتخلفة، وانتشار شتى أنواع الأسلحة من بنادق وقاذفات ومدافع هاون وأسلحة رشاشة في المناطق الريفية، فضلاً عن ضعف قبضة القانون وعجز القوات الأمنية عن الحد من تلك النزاعات والحيلولة دون اندلاعها.

وكان عدد من أبناء العشائر قد اقدموا على قطع طريق ناصرية – بغداد عصر يوم الاثنين ( 22 اذار 2021 ) احتجاجاً على صدور مذكرة قبض بحق أحد شيوخ العشائر.

وقال شهود عيان لـ(المدى) إن «شكل نحو 500 شخص من أبناء العشائر كتلة بشرية كبيرة وقاموا بقطع طريق ناصرية – بغداد عند منطقة قريبة من قرية الصكبان (40 كم شمال الناصرية)»، مبيناً أن «قطع الطريق الحيوي جاء للاحتجاج على صدور مذكر قبض بحق أحد شيوخ عشائر المنطقة بناء على شكوى اقامتها مديرية البلدية أمام القضاء».

وأشار المصدر الى أن «الشكوى تتعلق بخلاف على موقع علوة المواشي الجديدة»، منوها الى أن «أبناء العشائر قاموا بفتح الطريق بعد تدخل جهات حكومية لتسوية الأمر».

وكان نزاع عشائري اندلع فجر يوم الجمعة ( 19 آذار 2021) في ناحية العكيكة (35 كم جنوب الناصرية ) وأسفر عن إصابة امرأة وطفل بحروق واختناق وتضرر عدد من المنازل والمحال، فيما سقطت إحدى القذائف على منزل قيد الانشاء يعود للنائبة علا الناشي.

وقال أحد شهود العيان في حينها لـ(المدى) إن «ناحية العكيكة شهدت في الساعات الأولى من فجر يوم الجمعة سقوط عدد من القذائف وإطلاق نار كثيف إثر نزاع عشائري بين عشيرتي بني سعيد والفيروز». وبينوا أن «عدداً من الدور والمحال التجارية تعرضت لأضرار مختلفة فيما أصيبت امرأة وطفلتها بحروق مختلفة وتعرضت للاختناق جراء احتراق شقتهما».

وأشار المصدر الى «تعرض منزل قيد الإنشاء يعود للنائبة علا الناشي لأضرار من جراء النزاع المذكور»، لافتاً الى أن «النزاع تواصل لبضع ساعات من دون أن تتدخل القوات الأمنية لحسم الموقف ولا سيما نقطة التفتيش القريبة من موقع الحادث».

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here