العراق وروسيا يوسعان تعاونهما في مجال النفط والغاز وسط توقعات إيجابية بتعافي السوق

قبيل اجتماع أوبك بلاص، أجرى وزير النفط العراقي إحسان عبد الجبار في 3 آذار زيارة الى موسكو للقاء نائب رئيس الوزراء الروسي، اليكسندر نوفاك، ورئيس شركة لوك أويل LUKOIL وحيد ألكبيروف، فضلاً عن مناقشة التوقعات لتطوير مشاريع النفط العراقية والتعاون في الصناعة النفطية.

واستناداً لخبراء فإن تسارع عمليات التلقيح في البلدان المتطورة سيساهم بتحقيق زيادة بأسعار المحروقات، ويبرر ذلك بتوقعات التخفيف التدريجي للقيود المفروضة على الإنتاج النفطي، الارتفاع المقابل في الأسعار يزيد اهتمام اللاعبين الرئيسين بصناعة النفط وبضمنهم العراق بالتوجه الى تعزيز الإنتاج وتطوير السوق.

رغم ذلك، فان معدل انتشار فايروس كورونا ما يزال يعتبر عامل شك رئيس بالنسبة لسوق النفط، رغم أن معدلات التلقيح تفوق نسب انتشار الفايروس، وبامكان الاستثمارات المباشرة أن تصبح بمثابة مصد أمان في حال تقلّب ارتفاع الأسعار، قطاع النفط والغاز في العراق يوفر ما يزيد على 90 % من واردات البلد من العملة الصعبة، مما يؤكد اهتمام العراق في زيادة معدل استقطابه لاستثمارات شركات نفط عالمية. وقد يكون ذلك أحد أسباب ومحاور اجتماع وزير النفط إحسان عبد الجبار مع زملائه الروس.

الاهتمام بالتعاون وخصوصاً مع موسكو قد يكون ناجم عن الحقيقة في أن لاعبين كبار آخرين في السوق هم غير مستعدين لحد الآن لزيادة الاستثمارات بسبب الطلب المتدني المستمر على المحروقات والمنتجات النفطية. بالاضافة الى ذلك، فان المخاوف من هبوط أسعار النفط ما تزال قائمة، ومع الأخذ بنظر الاعتبار الخسائر التي تعرضت لها كثير من شركات النفط بسبب الوباء، فان لاعبين كبار في السوق لا يجازفون في الدخول بعقود قد تفضي بعد ذلك لتكون غير مربحة على المدى القصير، مع ذلك، فان الجانب العراقي قد أكد مراراً استعداده لإجراء حوار وإعادة النظر في شروط العقود من أجل التوصل لحلول وسط، والتي تم تأكيدها بزيارة الوزير لروسيا. الخيار العراقي بتفضيل الشركات الروسية نابع من شراكة المنفعة المتبادلة طويلة الأمد، حيث إن الشركات الروسية وبالأخص شركة PJSC LUKOIL تقوم وبنجاح في إنجاز عدد من المشاريع في العراق، وهي مهتمه بتطوير التعاون في مناطق جديدة. استثمارات الشركات الروسية الكلية في مشاريع النفط العراقية تبلغ قيمتها الآن ما يزيد على 10 مليار دولار.

منذ عام 2014 وشركة لوك أويل LUKOIL تقوم بانتاج نفط من حقل غرب القرنة -2 في العراق على مستوى تجاري، والذي يعتبر احد اكبر حقول النفط في العالم. وتقوم الشركة بتطوير هذا المشروع بشكل فعال. وفي نهاية عام 2020 شرعت شركة لوك أويل مدل أيست المحدودة Lukoil Mid-East Limited في خطة تصميم وتجهيز وبناء المرحلة الثانية لمشروع محطة مشرف التوربينية الغازية لتوليد الطاقة الكهربائية في البصرة، وستبلغ طاقة التوليد الكلية للمحطة بعد اكمال المشروع في عام 2024 بحدود 252 ميغا واط.

ومن المشاريع الكبرى الأخرى لشركة لوك أويل في العراق هو رقعة بلوك – 10 النفطية الواقعة على بعد 120 كم عن حقل غرب القرنة – 2 والذي اكتشفت الشركة على مقربة من هذه الرقعة حقل أريدو النفطي، وقد يكون هذا الاكتشاف هو الأكبر في القطاع النفطي العراقي منذ 20 عاماً.

بالاضافة الى ذلك، فإن العراق وروسيا على اتصال مستمر لمناقشة مواقف ذات منفعة متبادلة ضمن إطار عمل أوبك بلاص.

قال رئيس الوفد العراقي الزائر وزير النفط احسان اسماعيل : “ كان العراق وعلى مدى عشرة سنوات ينسق مع روسيا في القضايا المشتركة ضمن ورشة عمل أوبك بلاص، وإن نتائج هذا التعاون كانت واضحة للعيان منذ عدة أشهر، التزام العراق بحصص أوبك بلاص في الإنتاج ساعد في إعادة بناء وعودة أسعار النفط لمعدلات ما قبل الأزمة. نحن نأمل ونؤكد بان العلاقات ستكون طويلة الأمد وأن التنسيق سيحصل عند أعلى مستوى من أجل المحافظة على استقرار سوق النفط.»

الاهتمام بتوسيع حجم المشاريع في العراق اكدها رئيس شركة لوك أويل، وحيد ألكبيروف، خلال المفاوضات بين وزيري البلدين.

وقال ألكبيروف : “ نحن مليئين بالتفاؤل. نحن الآن في طور الاعداد لدورة استثمار جديدة، ستكون المهمة بالتوصل لانتاج 800 ألف برميل باليوم. هناك مشاكل تحتاج ان يتم حلها، ولكننا في الوقت الحالي ما نزال متلهفين للانطلاق ببرامج استثمارية فعالة في حقل الانتفاع من الغاز.»

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here